توقيت القاهرة المحلي 20:56:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماجى مرجان تُطل على الدنيا من «مير»

  مصر اليوم -

ماجى مرجان تُطل على الدنيا من «مير»

بقلم:طارق الشناوي

لا أزال أبكى في بعض المشاهد المؤثرة وأخجل أيضًا من دموعى، خوفًا من أن يراها أحد، تعاطفت مع طفل اسمه ( رومانى) خفيف الظل، بقدر ما هو سمين الحجم، وأنا أشاهد الفيلم التسجيلى (من وإلى مير) في دار العرض، وذلك قبل بضعة أشهر، ثم شاهدته مؤخرًا على منصة (نتفليكس) وكنت وحيدًا، فلم أخجل هذه المرة من دموعى، أيقنت أن لمحة صدق «رشقت في قلبى»، فأيقظت دموعى.

فيلم (من وإلى مير) للمخرجة ماجى مرجان استمر تصويره نحو 12 عامًا، شاهدنا الطفل (رومانى) وهو يملأ الشاشة حضورًا وطاقة إيجابية، ثم قدمته المخرجة، بعد أن عادت مجددًا للقرية، شاهدناه هذه المرة في الصورة بعد أصبح شابًّا، إلا أنه كان قد غادر الحياة وكتبت على الشاشة (رحل بسبب التسمم).

(مير) قرية صغيرة في (أسيوط) بالصعيد، وهى جذور عائلة (ماجى)، التي ألهمت المخرجة أيضًا لكى تقدم فيلمًا قصيرًا مبهجًا (ع الخريطة) عن (مير) التي يحلم أطفالها بأن يروا أنفسهم ع الخريطة.

ماجى تعرفت عليها كمخرجة روائية في 2012 بمهرجان (الدوحة) بفيلم (عشم)، والعنوان مصرى صميم، فلا يمكن أن تترجم كلمة (عشم) إلى أي لغة، ما تخبئه ظلال الكلمة أكبر بكثير مما تعلنه، شاهدت أفلامها، واكتشفت أنها تحكى عن نفسها «روائى أو تسجيلى»، تتحرك ماجى وفق مشاعرها الخاصة، لا أتصور أن الفيلم الروائى أسفر عن رقم في شباك التذاكر، المخرجة لا تبحث عن شفرة الجمهور، حرصت فقط على أن تكون نفسها، ولهذا تصل إلى أقصى درجات التلقائية في التعبير، الحوار العفوى هو المسيطر، وهو ما يجعل حتى فيلمها الروائى به روح تسجيلية.

فيلم (من وإلى مير) هو الغطاء الروحى لكل أفلامها، أثناء تنفيذه أنجزت أفلامًا أخرى، كلها تدخل تحت طائلة إحساس داخلى بالبحث عن الجذور، بكل معانيها، المكان والزمان والإحساس.

قرية في الصعيد أغلب سكانها من المسيحيين، لم تتوقف كثيرًا أمام الدين، وعلاقته بسكان القرية، كما أنها لم تتطرق إلى أي مشاكل تعرضوا لها أو حتى من الممكن أنهم تعرضوا لها، ولا أدرى هل كان قرارها أم أنها الرقابة المصرية التي لا هم لها سوى النفخ في الزبادى ـ وضعت خطًّا أحمر ورفعت شعار «ممنوع الاقتراب».

ورغم ذلك فأنت كمتلقٍ، لن تجد هذا السؤال قد فرض نفسه عليك، حتى تبحث له عن إجابة.

الجميع هويتهم مصرية، سيطر على الشريط احتفالاتهم الدينية والاجتماعية، طقوس مصرية لا تنتمى إلى دين محدد، مثل صناعة (الكحك) الذي يقدم في العيد لا يعنيك مرسوم ع الكحك صليب أم هلال، ماجى تشارك مع سيدات القرية في العجن والخبز والتقطيع، كسرت أي حاجز من الممكن أن يفرض نفسه بينها وبينهم، لاحظت أن الرغبة في الهجرة بدون حتى تحديد البلد مسيطرًا على عدد من شباب القرية.

اكتشفت أن (بهمان) وهى أشهر مستشفى مصرى في الأمراض العصبية والنفسية يحمل اسم طبيب مصرى من أبناء القرية، سعدت جدًّا عندما علمت أن أحد أثرياء القرية قبل أكثر من 100 عام تبرع لإنشاء مستشفى، رؤية اجتماعية صائبة.

على الشريط نرى مصر بعين (مير)، حرصت حفيدة (مير) ماجى مرجان على أن تُطل على الدنيا وهى تحمل جذورها، ليتأكد الجميع أنها (ع الخريطة)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماجى مرجان تُطل على الدنيا من «مير» ماجى مرجان تُطل على الدنيا من «مير»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon