توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الماس الكهربائى يعلن عدم مسؤوليته!

  مصر اليوم -

الماس الكهربائى يعلن عدم مسؤوليته

بقلم: طارق الشناوي

   نكتة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى تعلن براءة الماس الكهربائى من الحريق الذى اشتعلت نيرانه قبل يومين فى مدينة الإنتاج الإعلامى.

كل الحرائق السابقة فى الاستوديوهات المجاورة والبعيدة انتهت التحقيقات فيها إلى أنها تمت مصادفة.. وغالبًا ماس بسبب زيادة تحميل الكهرباء، وهى كما ترى حجة ممكنة جدًا، ونراها فى بيوتنا، ولكن لا يمكن التعامل معها بتلك البساطة، ما حدث لا يمكن أن نقبله لمجرد أنه متكرر.. فى كل الأماكن الحساسة بل وغيرها دائمًا هناك حماية مدنية ينبغى توفرها، فما بالكم بمدينة لها كل هذه الخصوصية، وينطلق منها صوت وصورة مصر للعالم.

مع الأسف، وطبقًا لكل الحكايات والأحداث السابقة المماثلة، ينتهى الأمر غالبًا بعد إخماد الحريق وبعدها نردد: (الحمد لله، قدر ولطف)، ونهنئ أنفسنا بأنه لم تكن هناك خسائر فى الأرواح.

أعلم أن ما نريد تأكيده هو انتفاء عامل تدبير الجريمة والتخريب، إلا أن التسيب جريمة كبرى لا تقل ضراوة.

هل فعلنا مثلًا شيئًا فى حريق استوديو الأهرام الذى اندلع قبل بضعة أشهر، تحديدًا مارس الماضى، والذى هدد أكثر من عمارة بجوار الاستوديو، وتسبب فى هلع المئات من السكان وذويهم؟!.. مجرد أن يصبح خبرًا تتابعه (الميديا) يكفى لكى نتحرك، لا أتصور أن من المنطقى التعايش السلمى مع تلك الانتهاكات، وأقصى ما تفعله الحكومة هو تعويض المتضررين، وإدانة عامل الكهرباء الذى لم يراجع الحمولة.

هناك شىء ما خاطئ فى (السيستم) لم نتنبه له، الله رحيم بالوطن، ولهذا لم تمتد ألسنة النيران أكثر، ولكن لا أحد يسأل عما فعلناه نحن لكى نحمى ما أصبحنا مؤتمنين عليه.

عندما اندلع حريق مسرح بنى سويف قبل عشرين عامًا، وحصد أكثر من 50 شهيدًا، تم التحقيق الجنائى، وأحد كبار الموظفين (وكيل أول وزارة الثقافة) أدين بالسجن، لا أتصور أن من الناحية القانونية هناك فرق بين جريمة يروح ضحيتها هذا العدد الضخم وجريمة أخرى كادت تؤدى إلى نفس النتيجة لولا عناية الله.. فى الحالتين جريمة.

هل إجراءات الحماية المدنية فى المدينة كافية؟ لو كان ذلك كذلك فكيف إذًا امتدت النيران واستمرت كل هذا الوقت؟

مدينة الإنتاج الإعلامى عمرها 25 عامًا، هذا الصرح العظيم الذى كان أحد أهم عناوين مصر إعلاميًا، أُنشئ فى نهاية التسعينيات فى زمن وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، ومنذ البدء ارتبط بالنشاط والحركة والحيوية، وكان ولايزال يملك الكثير من الأوراق التى تضعه فى مكانة استثنائية، واجه فى البداية انتقادات متعددة إلا أنه فى النهاية أسفر عن هذا الكيان الذى نفخر به، لكنه بحاجة إلى عين ساهرة توفر له الحياة وتضمن له البقاء والتجدد مع الزمن.. وأول شرط أن يطمئن الجميع إلى سلامته أمنيًا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الماس الكهربائى يعلن عدم مسؤوليته الماس الكهربائى يعلن عدم مسؤوليته



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon