توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصفعة التي لم يمنعها عبد الناصر!

  مصر اليوم -

الصفعة التي لم يمنعها عبد الناصر

بقلم:طارق الشناوي

الشيطان يكمن في التفاصيل، واكتشاف الحقيقة من الكذب هو في الإمساك بتلك التفاصيل.
كثيراً ما أجد معلومة منتشرة على (النت)، أتعامل معها بقدر كبير من الاحتراز، التجارب أثبتت أن الخيال كثيراً ما يتجاوز الواقع. عدد كبير مما أصبح مسلّماً به نكتشف أساساً استحالة حدوثه واقعياً، إلا أننا بقدر لا ينكر من الكسل نستسلم للكذبة، خصوصاً لو كانت «سبايسي» (حراقة).
لو قرأت الذي كتبه عدد من الضباط الأحرار عن ثورة يوليو (تموز) وكيف يرى كل منهم ما حدث في ليلة 23، ستعتقد أن كلاً منهم عاش ليلة غير تلك التي عاشها الآخرون، ومغايرة أيضاً لكل الليالي التي عرفها الناس.
ستكتشف أيضاً أن كتابة التاريخ في ظل وجود شهود عيان تجعل من يمسك بالقلم أو يحكي أمام الكاميرا، يخشى من التكذيب، ومع اختفاء قسط أكبر من المعاصرين، قد يتجرأ على الإضافة أكثر ويمنح لخياله العنان أكثر وأكثر.
قرأت مؤخراً أن أم كلثوم تزوجت من د. حسن الحفناوي عام 54 ثم طلبت من الرئيس جمال عبد الناصر أن يمنع نشر الخبر حتى لا يؤثر على الرأي العام، حيث كنا نترقب الاحتفال بعيد الجلاء، وهو ما فعله عبد الناصر، هل تملك أم كلثوم الجرأة لتطلب ذلك من الرئيس؟ قال لي الأستاذ سامي شرف سكرتير جمال عبد الناصر - أمد الله في عمره - إن أم كلثوم أرادت أن تمنح درجة وظيفية أعلى للمهندس محمد الدسوقي - ابن أختها والمسؤول عن أعمالها - في مؤسسة السينما التابعة لوزارة الثقافة، فلم تجرؤ على الاتصال بجمال مباشرة ولكنها تواصلت معه، وهو الذي اختار التوقيت المناسب وفاتح عبد الناصر، ووافقه قائلاً طالما كانت الدرجة الوظيفية من حقه امنحها له. قرأت أيضاً على (النت) أن زوج السيدة أم كلثوم صفعها بعد مشادة بينهما واشتكته لعبد الناصر، فعنفه، ولم أجد أنني مضطر هذه المرة لمراجعة الأستاذ سامي في تلك الواقعة، فهي تكذب نفسها بنفسها، ولكنها الثقافة الذكورية التي تسعي للزهو، وهكذا (الست) التي يعمل لها الجميع ألف حساب صفعها زوجها.
الجميع يؤكد مثلاً أن عبد الناصر هو الذي طلب من أم كلثوم وعبد الوهاب اللقاء الفني، إلا أن الإذاعي الراحل وجدي الحكيم حصل على وثيقة من محمد الدسوقي ينفي الواقعة تماماً، ويؤكد أن عازف الكمان الشهير أحمد الحفناوي صديق الطرفين أم كلثوم وعبد الوهاب، هو الذي لعب دور حمامة السلام وبعدها بدأ خيط (أنت عمري).
كثيراً ما تقرأ أن أنور السادات وهو في طريقه لإلقاء البيان الأول للثورة في الساعة السابعة والنصف صباحاً، التقى المطرب محمد رشدي على سلم الإذاعة فسأله: ما الذي سوف تغنيه؟ أجابه (إللى انكتب ع الجبين)، فقال له السادات: اليوم ثورة، غنِ وابسط الناس (قولوا لمأذون البلد). الإذاعي الكبير فهمي عمر - أمد الله في عمره - هو الذي التقي السادات صباحاً في الإذاعة ومنحه الميكروفون لكي يقدم البيان الأول للثورة، ويقال لأنه كان مليئاً بالأخطاء اللغوية أعاده السادات مرتين، أكد لي الأستاذ فهمي أن رشدي لم يكن أساساً على الخريطة الغنائية، وأضاف: من المطرب الذي يستيقظ الساعة السابعة والنصف صباحاً ومعه أيضاً الفرقة الموسيقية؟ سألته: لماذا لم تكذب الواقعة والسادات ورشدي على قيد الحياة؟ أجابني: لم يسألني أحد.
إنها التفاصيل الدقيقة التي تكشف كثيراً من الأكاذيب، وتفضح قبل كل ذلك كسلنا في الاستسلام للأكاذيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصفعة التي لم يمنعها عبد الناصر الصفعة التي لم يمنعها عبد الناصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon