توقيت القاهرة المحلي 18:46:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خارج نطاق الخدمة»

  مصر اليوم -

«خارج نطاق الخدمة»

بقلم : طارق الشناوي

مساء اليوم يستضيف موسم الرياض الغنائي حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال بينما آخر تصريحات هاني شاكر يؤكد أن من يحب أغاني المهرجانات لا يحب مصر.
هاني أصبح حاداً في آرائه ويزداد صلابة عندما يجد أن الخصم مستكين والمناخ مهيأ لمزيد من الضربات «وفين يوجعك». لا أنكر أن هناك قطاعاً من الجمهور يعتقد أنه لو منعت تلك الأغاني مهما كان المسمى «مهرجانات» أو«شعبيات» أو«راب» أو غيره، سينصلح مباشرة ليس فقط حال الغناء، بل حال الدنيا كلها.
هذا هو ما نجحت النقابة في تصديره وتأكيده. كثيراً ما أتساءل: هل في الدنيا ما يمكن أن نُطلق عليه فناً نموذجياً؟
إجابتي هي: لا. العمل الفني لا يخضع لهذا النوع من التقييم، المرجعية «النموذجية» ليست ثابتة، بل هي «زجزاجية». دعونا نفترض أن هناك بالفعل ما يطلق عليه أنه نموذجي، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يطرح كل المطربين والملحنين والشعراء -الرافضين لمستوى الغناء الآن- أغنيات تنطبق عليها الشروط القياسية، ويقدمونها للناس وبالتالي تطرد الأغنية الجيدة الأغنية الرديئة؟
قرار المنع بات في هذا الزمن مستحيلاً، والنقابة لن تستطيع منع الدول العربية وأيضاً غير العربية من استقبالهم، ومثل هذه الحفلات تخترق كل حواجز المصادرة، ويشاهدها الناس عبر كل الفضائيات.
«حجة البليد مسح التختة» هذا هو المثل الذي كنا نردده في طفولتنا، وأيضاً حجة غير القادر على الدخول في منافسة، إصدار قرارات متتالية بالمنع، بدلاً من أن يشحن الفنان الذي بات بعيداً عن الجمهور بطارية إبداعه مجدداً.
القسوة في استخدام سلاح المنع لن تُجدي، قرار سيطرة النقابة على الأفراح أراه أيضاً دخولاً في الخصوصية، الموسيقار وعازف الأورج الكبير هاني مهنا من أعلى الأصوات رفضاً لهؤلاء المطربين، ورغم ذلك فإن ابنته الفنانة الصاعدة هنادي عندما تزوجت من الفنان الشاب أحمد خالد صالح، اتفقت مع هؤلاء المطربين لإحياء ليلة عُرسها!
كلنا نعلم أن طبيعة الفرح تسمح بأن تُطلق أم العروس زغرودة وترد عليها أم العريس بواحدة، مساوية لها في القوة ومضادة لها في الاتجاه، وبعدها من الممكن أن تغني أم العروس «دويتو» مع أم العريس، فهل أصبح عليهما أيضاً الحصول على إذن مسبق من نقابة الموسيقيين.
تستطيع أن ترى الكثير من كلمات التنمر تنال من هؤلاء المطربين، تبدأ بالسخرية من أسمائهم (كسبرة، وحنجرة، وفيفتي)، رغم أنهم لم يسخروا مثلاً من أسماء لا عبي الكرة (كهربا، وقفشة، والونش، وشطة، وكمونة)، كما أنهم يفرّقون في التعامل بين مطربي «المهرجانات» ومطربي «الراب». وافقت النقابة مؤخراً على اعتماد مطربي «الراب» وأشهرهم «ويجز» بحجة أنه خريج جامعة أميركية ويجيد لغات. ما تلك النظرة الاستعلائية؟ هل هؤلاء «أبناء البطة البيضا» بينما مطربو المهرجانات «أبناء البطة السودا»؟
ارتفع منسوب الهجوم متجاوزاً كل ما يمكن توقعه، حتى إن البعض يقول إن «من يسمعهم لا يشرفني أن يسمعني». كيف يهاجم قطاع من جمهور العالم العربي الذي يستمع إلى نوع من الغناء سواء أحببته أم لا؟
ستظل النيران مشتعلة ولن يجرؤ أحد على إعلان السبب العميق الذي يكشف حقيقة الصراع، الذي كما يبدو لي في عمقه يُخفي قدراً لا يُنكَر من تضارب المصالح، بين من أصبح لديهم جمهور ينتظرهم في مصر والعالم العربي، وبين من أصبحوا «خارج نطاق الخدمة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خارج نطاق الخدمة» «خارج نطاق الخدمة»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon