توقيت القاهرة المحلي 20:50:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصقر واليمامة

  مصر اليوم -

الصقر واليمامة

بقلم:طارق الشناوي

فى الحياة مواقف تخضع فيها للقلب ولا تسمع أبدًا لصوت العقل، عندما تشاهد صقرًا ينهش يمامة، هل تسأل نفسك مثلًا: هل أغضبت اليمامة الصقر؟ هل أزعجه صوت هديلها، أو قض مضجعه ذبذبات رفرفة جناحيها؟ ربما دون أن تقصد مست له على طرف! بالمناسبة ممكن طبعًا أن تكون قد أغضبته بتصرف ما مقصود أو غير مقصود، إلا أنه فى النهاية صقر يستطيع فى لحظات أن يلتهمها.

أتصور أن أغلب شعوب الأرض مهما قرأت من تهديدات تواجه روسيا وخوفها من حصار (الناتو)، لن تقنعه هذه المبررات، سيظل الصقر وقطرات دماء الضحية بين مخالبه هى الصورة الثابتة التى لا تغادرنا، القوة العسكرية الروسية فى العدد والعدة، تستحوذ على المشهد كله.

العالم صمت، واكتفى بفيضان من الدموع، البعض كان يتصور أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، ما حلم به البعض متصورًا أن أمريكا والدول الأوروبية سوف تنزل الحلبة لإجبار بوتين على التراجع غير وارد على الإطلاق، إنها الحرب بأسلحة أخرى، وهو بالضبط ما نتابعه الآن، وأهمها سلاح الحصار، والذى يعنى خنق الصقر الروسى اقتصاديًّا بكل الوسائل، بقطع خطوط الطيران جميعها، فلا يستطيع التحرك هنا أو هناك، وفى هذه الحالة يصبح الرهان على رجل الشارع الروسى الذى سيعيش المعاناة على كل المستويات، ويبدأ الصدام الداخلى، ومهما كانت قبضة بوتين قاسية وغليظة على الشعب، فلا يمكن تصور أن الشارع سيظل تحت السيطرة، ستجد مساحة من الغضب قابلة للازدياد تعلن عن نفسها، وبعدها تبدأ تتلاقى مع أصوات أخرى كانت تنتظر الفرصة، ليصبح هذا هو العنوان.

الصورة تبدو من الخارج أن الدول الكبرى تخلت عن مسؤوليتها ونكصت بالعهد، إلا أن الواقع يشير إلى أن سلاح المواجهة تغير، حتى لو استخدمت روسيا الأسلحة الثقيلة فى الغزو والسيطرة فإن أوروبا وأمريكا درستا الموقف تمامًا وتدركان أن الأسلحة الأخرى أشد إيلامًا، خاصة أنهما تراهنان على زعزعة الداخل، المواطن الذى يجد نفسه مجبرًا على أن يدفع الثمن، لم تكن روسيا تدافع عن أرضها حتى تضمن التعاطف، بينما الأوكرانى مهما اختلف سياسيًّا مع الحاكم، فهو يدافع فى النهاية عن أرضه.

أعلم أن العواطف لا تحكم الأمور، وأن الحق بدون قوة لا صوت له، بدليل فلسطين صاحبة الحق فى الأرض بحكم التاريخ والجغرافيا، ورغم ذلك فإن الباطل هو الذى يحكم، لأنه مدعّم بقوة عالمية ومصالح دولية تجعل إسرائيل وبقاءها وأمنها جزءًا عميقًا فى التوجه الأمريكى والأوروبى، وضمان التفوق العسكرى الإسرائيلى فى منطقة الشرق الأوسط هو الهدف الاستراتيجى الذى لا يمكن التضحية به.

ما حدث فى أوكرانيا لا يمكن تصور أن إسرائيل ستواجهه بتنويعات أخرى من القوى المحيطة بها، الحسبة سياسيًّا مختلفة تمامًا.

الصفعة الروسية لن تتكرر فى مكان آخر، نصحو مثلًا فنجد الصين وقد التهمت تايوان مستندة لحكم التاريخ، أو درءًا لتهديد أمريكى رصدته الأجهزة الصينية.

سوف تتراجع روسيا خطوات للخلف دُر؛ لأنها لن تستطيع الصمود للأبد اقتصاديًّا، قطعًا لن تعود الدنيا كما كانت الدنيا، سيظل الصقر بعد أن نهش بمخالبه أجنحة ريش اليمامة معتزًّا بقدرته على الفتك، وستظل اليمامة تتحسس الجرح، كلما أقدمت خطوة صوب (الناتو

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصقر واليمامة الصقر واليمامة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon