توقيت القاهرة المحلي 08:44:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصقر واليمامة

  مصر اليوم -

الصقر واليمامة

بقلم:طارق الشناوي

فى الحياة مواقف تخضع فيها للقلب ولا تسمع أبدًا لصوت العقل، عندما تشاهد صقرًا ينهش يمامة، هل تسأل نفسك مثلًا: هل أغضبت اليمامة الصقر؟ هل أزعجه صوت هديلها، أو قض مضجعه ذبذبات رفرفة جناحيها؟ ربما دون أن تقصد مست له على طرف! بالمناسبة ممكن طبعًا أن تكون قد أغضبته بتصرف ما مقصود أو غير مقصود، إلا أنه فى النهاية صقر يستطيع فى لحظات أن يلتهمها.

أتصور أن أغلب شعوب الأرض مهما قرأت من تهديدات تواجه روسيا وخوفها من حصار (الناتو)، لن تقنعه هذه المبررات، سيظل الصقر وقطرات دماء الضحية بين مخالبه هى الصورة الثابتة التى لا تغادرنا، القوة العسكرية الروسية فى العدد والعدة، تستحوذ على المشهد كله.

العالم صمت، واكتفى بفيضان من الدموع، البعض كان يتصور أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، ما حلم به البعض متصورًا أن أمريكا والدول الأوروبية سوف تنزل الحلبة لإجبار بوتين على التراجع غير وارد على الإطلاق، إنها الحرب بأسلحة أخرى، وهو بالضبط ما نتابعه الآن، وأهمها سلاح الحصار، والذى يعنى خنق الصقر الروسى اقتصاديًّا بكل الوسائل، بقطع خطوط الطيران جميعها، فلا يستطيع التحرك هنا أو هناك، وفى هذه الحالة يصبح الرهان على رجل الشارع الروسى الذى سيعيش المعاناة على كل المستويات، ويبدأ الصدام الداخلى، ومهما كانت قبضة بوتين قاسية وغليظة على الشعب، فلا يمكن تصور أن الشارع سيظل تحت السيطرة، ستجد مساحة من الغضب قابلة للازدياد تعلن عن نفسها، وبعدها تبدأ تتلاقى مع أصوات أخرى كانت تنتظر الفرصة، ليصبح هذا هو العنوان.

الصورة تبدو من الخارج أن الدول الكبرى تخلت عن مسؤوليتها ونكصت بالعهد، إلا أن الواقع يشير إلى أن سلاح المواجهة تغير، حتى لو استخدمت روسيا الأسلحة الثقيلة فى الغزو والسيطرة فإن أوروبا وأمريكا درستا الموقف تمامًا وتدركان أن الأسلحة الأخرى أشد إيلامًا، خاصة أنهما تراهنان على زعزعة الداخل، المواطن الذى يجد نفسه مجبرًا على أن يدفع الثمن، لم تكن روسيا تدافع عن أرضها حتى تضمن التعاطف، بينما الأوكرانى مهما اختلف سياسيًّا مع الحاكم، فهو يدافع فى النهاية عن أرضه.

أعلم أن العواطف لا تحكم الأمور، وأن الحق بدون قوة لا صوت له، بدليل فلسطين صاحبة الحق فى الأرض بحكم التاريخ والجغرافيا، ورغم ذلك فإن الباطل هو الذى يحكم، لأنه مدعّم بقوة عالمية ومصالح دولية تجعل إسرائيل وبقاءها وأمنها جزءًا عميقًا فى التوجه الأمريكى والأوروبى، وضمان التفوق العسكرى الإسرائيلى فى منطقة الشرق الأوسط هو الهدف الاستراتيجى الذى لا يمكن التضحية به.

ما حدث فى أوكرانيا لا يمكن تصور أن إسرائيل ستواجهه بتنويعات أخرى من القوى المحيطة بها، الحسبة سياسيًّا مختلفة تمامًا.

الصفعة الروسية لن تتكرر فى مكان آخر، نصحو مثلًا فنجد الصين وقد التهمت تايوان مستندة لحكم التاريخ، أو درءًا لتهديد أمريكى رصدته الأجهزة الصينية.

سوف تتراجع روسيا خطوات للخلف دُر؛ لأنها لن تستطيع الصمود للأبد اقتصاديًّا، قطعًا لن تعود الدنيا كما كانت الدنيا، سيظل الصقر بعد أن نهش بمخالبه أجنحة ريش اليمامة معتزًّا بقدرته على الفتك، وستظل اليمامة تتحسس الجرح، كلما أقدمت خطوة صوب (الناتو

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصقر واليمامة الصقر واليمامة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 08:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا
  مصر اليوم - الأمم المتحدة ترد على إعلان إسرائيل إنهاء عمل الأونروا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon