توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سارق لوحة الأستاذ رؤوف توفيق!!

  مصر اليوم -

سارق لوحة الأستاذ رؤوف توفيق

بقلم: طارق الشناوي

فِعل السرقة نراه فى كل بلاد الدنيا، وفى كل الأماكن، المتحف والبنك والقصر والبيت والجامع والكنيسة، بمجرد مواجهة السارق والتحفظ على المسروقات يتم اتخاذ اللازم، بينما ما حدث حتى الآن أنه لم تتم عودة اللوحة المسروقة إلى مكانها الطبيعى، ولا محاسبة السارق.. أتحدث عن سرقة لوحة الأستاذ الكاتب والناقد الكبير الراحل رؤوف توفيق، والتى كانت معلقة قبل أسابيع ولمدة 24 ساعة فقط فوق جدار مدخل بيت أستاذنا الكبير.

نعيش تحت وطأة مأساة اسمها سرقة اللوحات النحاسية التى يتصدرها مشروع (عاش هنا)، بإشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.

شرفت قبل نحو خمس سنوات بعضوية لجنة اختيار المكرمين، اكتشفنا مؤخرًا انتشار السرقات فى العديد من الأماكن، كثيرًا ما رصدت الكاميرات السارق، ولم تعد السرقة، مثلما حدث العام الماضى فى حى الزمالك وشاهدت الحرامى فى شريط فيديو وهو يتأبط اللوحات سعيدًا بتلك الغنيمة. حى الزمالك به العديد من السفارات، وأيضًا يقطن به شخصيات عامة، فإن الكاميرات تلتقط كل ما يجرى فى الشارع، وهكذا تم تصوير السارق.

هذا العام، وفى حى المنيل فقط، لم يتبق من اللوحات الخمس عشرة المعلقة ولا واحدة. المنيل حى لا يعرف سكانه شيئًا اسمه النوم. دائمًا هناك محلات مضاءة وشباب يتبادلون الأحاديث والضحك على مدى 24 ساعة فى الشارع، ورغم ذلك لم يتصدوا للسارق، حالة اللامبالاة أمام سرقة لوحة معلقة تدعونا للتساؤل عما أصاب مؤخرًا المصريين؟، اللوحة يتم نزعها وتسييحها ثم بيعها، ويتركون لنا مشكورين البرواز الخشب!.

قرر الجهاز القومى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، أن كل من يتقدم بشكوى يتم إعادة إعداد اللوحة مجددًا من مادة أخرى رخيصة الثمن، حتى لا تغرى أحدًا بالسرقة.

وهكذا تقدمت الكاتبة الصحفية الأستاذة منى ثابت، أرملة الأستاذ رؤوف توفيق، بطلب لتركيب اللوحة مجددًا، وهو بالضبط ما تم تحقيقه، ورُكِّبت اللوحة، ولكن بعد ساعات تمت سرقتها!.

اعتقدت الأستاذة منى، وأنا، أن الحرامى اختلط عليه الأمر واعتقد أنها نحاسية، ثم اكتشفت الأستاذة منى بعد أن تقدم محاميها بشكوى للقسم، أن جهاز التنسيق الحضارى سارع قبلها بتقديم محضر مماثل عن نفس الواقعة، وأن قسم الشرطة تعرف على السارق ولديه اللوحة المسروقة.

وكان المفترض أن يتم تركيبها مجددًا، ما حدث هو أن موظف الجهاز القومى المنوط به تنفيذ ذلك أثناء تركيب اللوحة اكتشف أنها مزورة ولا تطابق اللوحة المسروقة، ولهذا لم يستطع من الناحية القانونية تركيبها.

السرقة لم تتم بدافع السرقة وفى المرتين، ولكن غالبًا لأن اللوحة تتصدرها صفة الناقد الفنى تسبق اسم الأستاذ رؤوف، وهناك من يحرّم الفن.

الأمر كما يبدو ظاهريًا يفتح عشرات من الأسئلة، ويحتاج إلى تحقيق خاص، كيف تم العثور على اللوحة؟، وإذا كانت هى فلماذا لم يتم تركيبها؟، وطالما أنهم اكتشفوا تزويرها فمن الذى جرؤ على ذلك؟.

الفاعل قطعًا له دوافع أخرى، هل هو كاره للفن؟، والأستاذ رؤوف ناقد وكاتب كبير.. يكفى أن أذكر لكم أنه مؤلف واحد من أجرأ أفلامنا (زوجة رجل مهم)، بطولة أحمد زكى، وإخراج محمد خان، نهاية الثمانينيات.

ظلال متعددة ومتضاربة أيضًا نطل منها على هذا الحادث الذى تجاوز كونه سرقة لوحة ليصبح مثالًا حيًا على ضرب العديد من القيم والمبادئ.

أنتظر أن تتم دراسة كل الملابسات المتعلقة بسرقة اللوحة، وثقتى مطلقة أنه لا أحد فوق القانون!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سارق لوحة الأستاذ رؤوف توفيق سارق لوحة الأستاذ رؤوف توفيق



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon