توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غولدا مائير وعمر الشريف وتداعيات مهرجان «برلين»

  مصر اليوم -

غولدا مائير وعمر الشريف وتداعيات مهرجان «برلين»

بقلم: طارق الشناوي

قولاً واحداً الفيلم البريطاني الذي عرض في قسم «البانوراما» بمهرجان برلين في تلك الدورة التي أسدلت ستائرها قبل 36 ساعة، يزيف التاريخ، من حقنا أن نقول ذلك وأكثر عن فيلم «غولدا» للمخرج نيكولاس مارتن، وبطولة هيلين ميرين، الفنانة المبدعة الحائزة من قبل على أوسكار. السؤال هل بإعلان الرفض انتهى دورنا في مواجهة رسالة الفيلم التي صدّرها للعالم من خلال واحد من أعرق المهرجانات في الدنيا وأكثرها تأثيراً؟!
الفيلم لاقى رواجاً وأتيح له العرض مرات كثيرة، الشريط السينمائي يقلب الحقائق، معتبراً أن انتصارنا العرب في أكتوبر (تشرين الأول) 1973 تحقق فقط في الأيام الأولى للحرب، بعدها انقلبت الموازين، والجيش الإسرائيلي بعد اختراقه الثغرة صار منتصراً، وهو ترويج خاطئ لأكذوبة، صدّروها للعالم، يكررونها في أفلامهم، ولم تكن المرة الأولى، ولا أتصورها قطعاً الأخيرة.
إسرائيل أدركت جيداً قبل أكثر من 100 عام، أي قبل قيامها كدولة، خطورة هذا السلاح.
عرفت إسرائيل أهمية السينما واستخدمتها في التمهيد لاحتلال الأرض من قبل «وعد بلفور» 1917، أرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني، لإقامة وطن لإسرائيل، فوراً نشطت العقلية الإسرائيلية، وقدّمت أفلاماً تسجيلية صامتة عن حق إسرائيل المزعوم في أرض فلسطين، مثل «قطيع ماعز في القدس»، وبعد دخول الصوت، وفي مطلع الثلاثينات قدّمت أيضاً أفلاماً مثل «صبار»، وتعددت الأفلام الإسرائيلية، خاصة بعد نكبة 48.
اكتفينا نحن بأغاني نرددها فيما بيننا مثل «أخي جاوز الظالمون المدى - فحق الجهاد وحق الفدا» لعلي محمود طه، تلحين وغناء عبد الوهاب، في عام 1960 واصل بن غوريون مؤسس الدولة العبرية استخدام هذا السلاح وساهم في إنجاز فيلم «إكسودس» بطولة بول نيومان، وحصد الأوسكار.
بين الحين والآخر، يقدمون أفلاماً تتحدث عن رغبتهم في السلام، مثل «زيارة الفرقة الموسيقية» 2007، الذي عرض في مهرجان «كان». حاولوا اختراق أكثر من مهرجان عربي لعرض الفيلم، وقدموا في المشهد الأخير عناقاً بين العلمين المصري والإسرائيلي وتداخلت موسيقى النشيدين الوطنيين، لا أنكر أنهم يعلنون دائماً عن رغبتهم في السلام، بينما الممارسات على الأرض تؤكد أنهم لا يجيدون سوى الاغتصاب، حتى في فيلم «غولدا» أسهبوا في تقديم مشاهد تسجيلية لمفاوضات السلام بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، وحضرت جانباً منها غولدا مائير، التي كانت قد غادرت موقعها، ولكن لثقلها التاريخي شاركت في الجلسات الختامية، وتضاحكت كثيراً مع السادات، أنهي الفيلم البريطاني مشاهده بـ«حمام سلام» مقتول على الأرض، وكأنهم يريدون السلام، بينما نحن الذين نسفك الدماء.
كان الرئيس أنور السادات مولعاً بالسينما حتى إنه في 23 يوليو (تموز) 1952 ليلة قيام الثورة ذهب لدار عرض قريبة من منزله، مع السيدة جيهان السادات، وذلك قبل ساعات قليلة من بداية تحرك الضباط الأحرار، ورغم ذلك فإنه بدافع حرصه على السرية المطلقة لم يسمح بتواجد كاميرات في بداية حرب العبور، وكل ما نشاهده في الأفلام لقطات أعيد تصويرها بعد ذلك.
قال لي النجم العالمي عمر الشريف، الذي ربطته صداقة مع السادات، إنه طلب منه إنتاج فيلم عن أكتوبر، ورصد له ميزانية مفتوحة، وافق عمر الشريف في البداية، إلا أنه بعد ذلك تراجع، وقال لي لن يحاسبوا أحد غيري على الإخفاق، وسوف أجد نفسي تحت مرمى نيران الغضب.
مع الأسف أفلامنا المصرية عن أكتوبر، ويبلغ عددها 6 أفلام، صورناها بعد الحرب مباشرة، توصيفها الصحيح أنها أفلام تجارية، علينا أن نسارع بالدخول إلى ميدان السينما العالمية، الرؤية المتداولة عن حرب 73 لصالح إسرائيل، لم نستطع حتى الآن مخاطبة العالم لتصحيح الصورة، من السهل أن نبدد طاقتنا في شجب فيلم مثل «غولدا»، ولكن ماذا بعد؟
في أكتوبر المقبل سنحتفل بمرور نصف قرن (اليوبيل الذهبي) على انتصارنا، وفي الوقت نفسه، إخفاقنا في تقديم فيلم يقول للعالم إننا حقاً انتصرنا!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غولدا مائير وعمر الشريف وتداعيات مهرجان «برلين» غولدا مائير وعمر الشريف وتداعيات مهرجان «برلين»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon