توقيت القاهرة المحلي 08:39:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلح وفانوس (صلاح)!

  مصر اليوم -

بلح وفانوس صلاح

بقلم:طارق الشناوي

جاء الرد حاسمًا ضد من يريدون النيل من (مو صلاح)، اعتبر الإخوان هزيمتنا من السنغال، وإضاعة صلاح ركلة الجزاء فرصة للنيل منه، وما يمثله بفكره المتسامح، فهو يقدم للعالم وجها مضيئًا وعقلانيًّا وعصريًّا للمسلم، الذي لا يجرم ولا يحرم الآخر، بينما هم يرفعون السلاح تجاه من يختلف معهم في الرأى أو الدين، أطلق الوجدان الشعبى على أغلى وأحلى أنواع البلح اسم (بلح صلاح )، كما صنعوا له (فانوسًا) يشبهه، وكلها أسلحة غير مباشرة للدفاع عن الهوية، وطوال التاريخ ستجد لأبناء البلد وسائلهم الناعمة.

بين المصريين والبلح حكاية طويلة، انطلقت مع الزعيم الوطنى سعد زغلول الذي كان حاضرًا بقوة في تاريخنا السياسى،عندما منعت قوات الاحتلال البريطانى ترديد اسمه، ووجدوا وسائل دفاع لا تستطيع أن تمنعها أو ترصدها الأجهزة القمعية البوليسية، وهكذا أطلقوا على نوع فاخر من البلح اسم (زغلول)، لا يزال حتى الآن ينادى عليه البائعون (يا بلح زغلول).

المصرى الذي لجأ إلى هذه الحيلة في ثورة 1919- لا يزال يعتبر البلح، خاصة في رمضان، إحدى أهم وسائل التعبير وإعلان الرأى.

سوق البلح وتستطيع أن تضيف إليها أيضًا سوق الفوانيس، يبدو لى وكأنه استفتاء جماهيرى تلقائى، يعقد سنويًّا، يكشف توجهات الرأى العام، ليس فقط على المستوى الفنى أو الرياضى، ولكن أيضًا السياسى،، كان البلح دائمًا يمنح أسعارًا مرتفعة للنجوم الشعبيين في التمثيل والغناء وكرة القدم وتتغير الأسعار من موسم إلى آخر تبعًا لمواقعهم الجديدة، نانسى عجرم وهيفاء وهبى كثيرًا ما كانتا تتبادلان في مطلع الألفية المركز الأول، وناوشتهما بقوة (روبى)، وتستطيع هنا أن ترى أنه صراع على الأنوثة قبل الصوت، كان الرئيس الأمريكى أوباما يحتل مكانة مميزة في 2010 لإعجاب المصريين بمواقفه، بعد ذلك هبط سعره، بعد موقفه من ثورة 30 يونيو، واختفى اسمه تمامًا من السوق.

هل تريد أن تعرف بالضبط ما مشاعر الناس في العشرين عامًا الأخيرة؟ حاول أن تقلب في أسعار البلح، تلك الموضة عرفناها بقوة في النصف الثانى من الثمانينيات مع النجاح الطاغى وغير المسبوق الذي حققه مسلسل (ليالى الحلمية) في رمضان، قبل عصر الفضائيات عندما كان المصريون يشاهدون فقط القنوات الأرضية، ومن عام إلى آخر صعدت أسماء نجوم (الحلمية)، وحققت صفية العمرى الشهيرة بـ(نازك السلحدار) أغلى سعر في سوق البلح، ولم يكتفوا بهذا القدر، أطلقوا اسمها أيضًا على نوع من السيارات تميز بحجم ضخم لمصابيح الإضاءة فصارت السيارة تحمل اسم (عيون صفية).

الناس كانت تتابع الصراع الدائر بين العمدة (سليمان الغانم) صلاح السعدنى، والباشا (سليم البدرى) يحيى الفخرانى، ودخل بقوة للساحة اسم (رأفت الهجان) محمود عبدالعزيز بعد النجاح الأسطورى الذي حققه!.

اللعب بين الفن والسياسة والكرة ينتقل من ميدان إلى آخر، وعلينا أن ندرس بعمق هذه التفاصيل، الناس عندما تغضب من أحد تطلق اسمه على أردأ أنواع البلح، حدث ذلك كثيرًا مع نتنياهو وترامب.

الوجدان الشعبى قرأ بلماحية وسرعة بديهة ما يجرى، حتى لو بدا ظاهريًّا أنه يتناول فقط مباراة كرة، وهكذا تحرك بكل صدق صوب (صلاح)، وكان هو الأحلى والأغلى، رغم أنف (الجماعة إياهم)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلح وفانوس صلاح بلح وفانوس صلاح



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon