توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى أفزع كلية الإعلام؟!

  مصر اليوم -

ما الذى أفزع كلية الإعلام

بقلم:طارق الشناوي

إذا لم يفعلها طلبة كلية الإعلام، فمن إذن يجرؤ؟.. أسوأ ما حدث ليس أن يعترض البعض على حفل تنكرى أقيم بالكلية، من حق كل إنسان الاستحسان أو الاستهجان، ولكن ليس من حق أحد المصادرة.لم يمارس طلبة كلية الإعلام جامعة القاهرة شيئا يستحق غضب المجتمع، وتعتبره إدارة الكلية منافيا للتقاليد الجامعية.. أقاموا حفلًا وليس فى ملابسهم بالمناسبة ما يخدش الحياء، فلماذا الغضب؟.

عندما بدأت مشوارى بكلية الإعلام منتصف السبعينيات كان هناك فريق للتمثيل وآخر للغناء والتحقت بالفريقين، ومن حسن حظ التمثيل والغناء فى بلادى أننى فشلت فى الإثنين، كنا نغنى ونمثل ونقيم حفلات، وقبل وبعد كل ذلك نمارس الحرية.

ما أفزعنى ليس غضب (السوشيال ميديا)، فهى بين الحين والآخر تنتفض، ثم تهدأ (على الفاضية قبل المليانة)، أفزعنى حقًا الموقف المنسوب لإدارة الكلية بتوجيه اللوم للطلبة، استسلموا ولم يدافعوا عن حقهم فى الترفيه، خضع المسؤول للأصوات المتحفظة والمتحفزة، التى تريدنا أن نتحرك جميعا وفق (باترون) واحد يعتقدون أنه الوحيد الشرعى والمعتمد والمسموح به، غير مدركين أن التنوع فى كل شىء هو سر الحياة. تابعت الصور المنشورة لحفل الطلبة فلم أجد أى تجاوز. شاهدت الفرحة تسكن الوجوه والبهجة تنطق بها ألوان الملابس. عدد من المدارس الخاصة فى مصر وليست فقط الجامعات تقدم دائمًا حفلات مماثلة ولم تعلُ أصوات الغضب.

لماذا نمنح أعداء الحياة مفتاح الحياة وهم عادة أعداء الحرية؟!.. ألقى المسؤول بالكلية - التى أتشرف بالانتماء إليها - فى وجهنا بورقة الأعراف والتقاليد، متناسيًا أنه فى الثلاثينيات ارتدت طالبة كلية الآداب أمينة السعيد شورت وهى تمارس لعبة التنس فى الحرم الجامعى، وتقبّل المجتمع، الخوف من هذا الصوت الزاعق الذى يتدثر عنوة بالأخلاق الحميدة هو يقينا المشكلة، أتمنى أن تتصدى إدارة الكلية لهذا الصوت، لا أنكر أن قطاعًا من المجتمع (حافظ مش فاهم)، بمجرد أن تلقى أمامه ورقة اختراق التقاليد والأعراف يعتبرها جريمة متكاملة الأركان و(يا داهية دُقى).

قبل نحو 12 عامًا، أثناء تدريسى لمادة النقد الفنى بالكلية، استضفت مبدعى فيلم (واحد صفر) لنقاش مفتوح مع الطلبة، ودعوت فريق عمل الفيلم الكاتبة مريم نعوم والمخرجة كاملة أبوذكرى ومديرة التصوير نانسى عبدالفتاح والفنانة نيللى كريم.. وجدت من يقول لى هامسا تماما جدا، ولكن هناك تحفظ على نيللى، تساءلت.. قالوا نخشى ألا ترتدى زيا لائقا بالجامعة.. أجبت سألغى الندوة، ولكن أبدا لن أقول لنيللى ما الذى يجوز أن ترتديه فى اللقاء، وحتى كتابة هذه السطور لا تعرف نيللى ما حدث، لأننى استشعرت وقتها أنه سيؤلمها لو استشعرت أن هناك من يتحفظ على وجودها بالجامعة.

أعلم أن لدينا صوتا عاليا يريد تحجيب المجتمع، رجاله قبل نسائه، وأن الخطوة التالية هى تنقيبه، وأعرف أيضا أن هناك من يدرك خطورة الاستجابة لتلك الأصوات التى انتصرت قبل أشهر قليلة فى جامعة (طنطا)، وأجبروا الطالبة على أن تستبدل بالفستان بنطالا، بحجة تناقض الفستان أيضا مع التقاليد.

أعيدوا مجددًا فتح النوافذ فى الجامعات والمعاهد والمدارس.. لا تسمحوا لسارقى الفرحة وأعداء البهجة أن يعلنوا بين الحين والآخر انتصارهم، سارعوا بالتصدى لهم قبل أن نسدد جميعًا فاتورة (الصمت الرهيب)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى أفزع كلية الإعلام ما الذى أفزع كلية الإعلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon