بقلم:طارق الشناوي
عدد من أبناء النجوم تواجدوا هذا العام مع آبائهم، ياسين أحمد السقا فى (الاختيار 3)، ونور خالد النبوى فى (راجعين يا هوى) وأيضًا عمر فوزى، ابن وفاء عامر.قطعًا لا يملك أى نجم فرض ابنه، فقط يمنحه الفرصة الأولى، وقد تتعدد الفرص، يظل الأمر رهن القبول أو النفور، فلا أحد يملك توجيه مشاعر الناس.
الظاهرة التى تتكرر عند مشاركة ابن فنان أبيه، أن النجم يسارع نافيًا أنه رشحه، ويضيف أن المخرج- حتى بدون أن يسأله- فعلها من ورائه.
بعيدًا عن نصيب هذه المبررات من الصحة، فإن الرهان لن يستمر إلى الأبد. لديكم نادية ذوالفقار، ابنة فاتن حمامة والمخرج العبقرى عزالدين ذوالفقار، الزوج الأول لـ«فاتن»، ورثت الشغف بالفن عن والديها، ولكنها لم ترث الحضور، قدمها «عز» وهى طفلة أمام «فاتن» فى فيلم (موعد مع السعادة)، ثم وهى شابة لعبت بطولة (أنا لا عاقلة ولا مجنونة) للمخرج حسام الدين مصطفى، وكان التوقع لها كبيرًا، حتى إن اسمها كُتب سابقًا النجم الأول محمود ياسين، وبعدها أيقنت «نادية» أنها ضلّت الطريق.
فى أول عمل روائى طويل لمروان حامد (عمارة يعقوبيان)، كتب له السيناريو وحيد حامد، وهى المرة الوحيدة التى فعلها، والغريب أنه تعاقد فى البداية مع أكثر من كاتب سيناريو، ولم تتوافق الرؤية، فكتب هو السيناريو. عندما كان «مروان» يحصل على إشادة نقدية، أو تناله جائزة، يقولون بسبب «وحيد»، حتى حصل على شهادة تقدير من أمريكا، فقال «مروان» لوالده ساخرًا: (هو الأمريكان كمان هيجاملوا وحيد حامد؟!).
«مروان» فى سنوات قلائل صار واحدًا من أهم مخرجى الألفية الثالثة. فى (عمارة يعقوبيان) أيضًا، كان فتحى عبدالوهاب المرشح الأول لدور ابن البواب، (طه الشاذلى)، ثم تدخل «عادل» وفرض محمد عادل إمام، الغريب أن «فتحى» لم يذكر أبدًا تلك الواقعة فى أى حوار له.
«عادل» كان حريصًا فى البدايات على تقديم «محمد» ممثلًا و«رامى» مخرجًا فى أكثر من عمل مثل (حسن ومرقس)، وبعد ذلك انطلق «محمد» بعيدًا عن أبيه، وهو ما تكرر أيضًا مع كريم محمود عبدالعزيز، حيث قدمه «محمود» فى البداية، وانطلق «كريم» بعد رحيل الوالد، ولعب بطولة أكثر من فيلم ومسلسل. ستلاحظ أن مكانة «عادل» و«محمود» على الخريطة الفنية سقفها بعيد تمامًا عما يطمح إليه «محمد» أو «كريم».
دنيا سمير غانم رشحتها أمها دلال عبدالعزيز (للعدالة وجوه كثيرة)، وتنبأ بموهبتها بطل المسلسل، يحيى الفخرانى. تمر سنوات قلائل لتصبح «دنيا» رقمًا مهمًّا فى الدراما والسينما.
الموهبة تُورَّث بنسبة ما، وأحيانًا بحظ آخر. سوسن بدر، ابنة الممثلة آمال سالم. لم تحقق الأم نجومية، ووجدت نجوميتها المفقودة فى «سوسن».
أحيانًا لا يرى الأب موهبة ابنه. المخرج الكبير محمد عبدالعزيز كان محتجًّا على التحاق ابنه «كريم» بمعهد السينما، كما أن الذى اقتنع به ممثلًا شريف عرفة، وقدمه فى (اضحك الصورة تطلع حلوة). الغريب أن شريف عرفة أيضًا التحق بمعهد السينما بدون علم والده، المخرج الكبير سعد عرفة.
أم كلثوم لم تنجح فى فرض ابن أخيها، المطرب إبراهيم خالد. كانت أم كلثوم تملك فى الستينيات كل الأوراق لتمنحه كل الفرص، إلا أنه افتقد أهم سلاح، وهو القبول، وهو ما أدركته أم كلثوم، فتوقفت تمامًا عن المحاولة !!.