توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ناصر».. أحب سماع اسمه

  مصر اليوم -

«ناصر» أحب سماع اسمه

بقلم: طارق الشناوي

قال لى الإذاعى الكبير «جلال معوض» إن الرئيس «جمال عبدالناصر» كان يضجّ من كثرة الأغانى التى تتغنى باسمه، ولهذا فى أحد الاحتفالات الوطنية لا أتذكر تحديدا ما إذا كانت السد العالى أم الثورة، كانت التنبيهات صارمة وهى: «إياكم والغناء باسم ناصر»، التزمت «نجاة» و«محرم فؤاد» و«شادية».. ثم وآه من «ثم»، جاء دور المطرب الكبير «محمد الكحلاوى» الذى كان وقتها يردد عددا من أغانيه الدينية والبدوية، وفجأة غيّر فى كلمات إحدى أغنياته، وأضاف اسم «عبدالناصر» ومن بعدها فقد «جلال معوض» السيطرة وانطلق الجميع يغنون باسم الزعيم!!.

لا أتشكك بالتأكيد فى رواية الأستاذ الإذاعى الراحل الكبير، لكنى فقط أتوقف أمام رغبة الزعيم فى الغناء باسمه.. لا أتصور أن «عبدالناصر» كانت لديه اعتراضات، بل المؤكد أنه كان سعيدا.

أمس الأول، حلت الذكرى رقم 72 لثورة يوليو، استعدت عددا من أغانيه عبر إذاعة الأغانى، مثلا أم كلثوم (حققنا الآمال/ برياستك يا جمال/ بعد الصبر ما طال).. وتعيد وتزيد فى هذه الكلمات الركيكة، ونكتشف أن الذى كتبها هو زجال مصر الأول «بيرم التونسى» والذى لحنها هو عملاق الموسيقى الشرقية «رياض السنباطى»، بعدها يقول الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفى بصوت أم كلثوم: («الزعيم والثورة وفوا بالعهود/لسه دور الشعب يوفى بالوعود)، يبرئ ساحة الزعيم، ويدين شعبا بأكمله. بالتأكيد ليست كل الأغنيات التى ردد فيها الشعراء اسم «عبدالناصر» مجرد هراء وخوف من السلطة.. لا يمكن أن أصدق مثلا أن (إحنا الشعب/إحنا الشعب/اخترناك/ من قلب الشعب) لصلاح جاهين وكمال الطويل، ولا أغنية (يا جمال يا حبيب الملايين)، لإسماعيل الحبروك والطويل ولا «أحمد شفيق كامل» وهو يقول (ضربة كانت من معلم/ خلّى الاستعمار يبلم)، لا أصدق أنها أغنيات كاذبة.. لدينا بالتأكيد أغنيات عديدة عبرت بصدق لم تأت تحت تأثير الخوف.

لو عدت إلى أرشيف الإذاعة، فسوف تكتشف أن البعض كان يكتب (ناصر) أو (جمال) أو (أبوخالد) والبحث بعدها عن أى وزن وقافية، وملئها بكلمات.. الرئيس لم يعترض على هذا الإسراف، ربما فى لحظة قال مثلا كفاية، حدث هذا مرة أو اثنتين، إلا أنه أسعدته هذه الأغانى التى تعنى أن الكل يذوب فى واحد، والذى يدفع الثمن بالتأكيد هو الكل!!.

عندما سألت الموسيقار الكبير «كمال الطويل» وهو على الأقل صاحب 90٪ مما ردده «عبدالحليم حافظ» من أغنيات وطنية واكبت الثورة.. أجابنى بأنه لم يشعر ولو لحظة واحدة أنه يلحن لجمال ولكن للوطن.. انتهت كلمات «الطويل» إلا أننى أضيف أن هناك من غنى بقناعة وهناك من غنى لمسايرة الزفة، وما تبقى فقط هو تلك الأغنيات التى قدمت بإحساس، وبالتأكيد تحتل أغنيات «الطويل» و«جاهين» و«حليم» النصيب الأكبر منها.

هل عاقب عبدالناصر من لم يردد اسمه؟.. المطربون والمطربات كانوا يتسابقون لذلك سواء عن قناعة بأحلام عظيمة للوطن بدون انتظار مقابل، أو بانتظار الثمن!!.

ما حقيقة التنكيل بمحمد فوزى لأنه لم يغن للرئيس؟ تم تأميم شركة (مصر فون) التى كان يمتلكها فوزى ووضع فيها كل آماله وأمواله، ثم صار أجيرا، واحتل المسؤول الجديد مكتبه الفاخر، بينما منحوه مكتبا صغيرا بجوار دورات المياه، ومكافأة شهرية لا تتجاوز 100 جنيه.

الحقيقة الموثقة أن فوزى غنى فعلا لعبدالناصر مع الأطفال (لعمو جمال)، وردد (كان وإن/ إن وكان)، كما أنه أقام دعوى ضد الموسيقار محمد عبدالوهاب ملحن ومطرب أغنية (ناصر كلنا بنحبك)، حيث قام بتسجيل الأغنية بدون موافقة عبدالوهاب على أسطوانة بصوته، بحجة أن عبدالوهاب لم يحسن أداءها، عبدالوهاب بعدها صادر الأغنية.

الأمر الملتبس فى الحكاية أنه لم تؤمَّم شركة (صوت الفن) لأن صاحبيها عبدالحليم وعبدالوهاب قدما القسط الأكبر من الأغنيات للزعيم، بينما ما قاله لى حرفيا قبل عامين الأستاذ الراحل سامى شرف، سكرتير مكتب الرئيس عبدالناصر، إن قرار التأميم له علاقة بمقدار رأس المال ، وفوزى كان لديه مصنع أسطوانات، مما جعله هدفا للتأميم.

قطعا أسوأ قرار هو التأميم خاصة الشركات الفنية، وتلك حكاية أخرى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ناصر» أحب سماع اسمه «ناصر» أحب سماع اسمه



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon