توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نراجع أحكامنا المطلقة؟

  مصر اليوم -

هل نراجع أحكامنا المطلقة

بقلم:طارق الشناوي

تابعت حوارًا قديمًا قبل نحو 35 عامًا لنور الشريف وهو يقول: (السينما هي الوثيقة التي تتحدى الزمن، أما الدراما التليفزيونية فلها عمر افتراضى وبعد حقبة زمنية ينتهى تمامًا المسلسل الناجح من الذاكرة).كان يوجه كلماته إلى هانى مهنا وسميرة سعيد أثناء مرحلة زواجهما ويطالبهما بالاتجاه للمسرح الغنائى الذي يضمن الحياة للأغنية، كان يرى أن الأغنية الفردية حتمًا ستموت، وأضاف أن فيروز عاشت أغانيها، لأنها قدمت قسطًا كبيرًا منها على المسرح، وأن سر خلود سيد درويش أيضًا المسرح الغنائى.

نور ليس مجرد نجم استثنائى، ولكنه من هؤلاء القادرين على التأمل وآراؤه ليست وليدة انفعال لحظى، إلا أن الحقيقة تؤكد أن أم كلثوم عاشت ولا تزال بالأغنية الفردية التي تؤدى في حفل وتسجل على أسطوانة، وعبدالوهاب أيضًا، ربما كانت تجربة فريد وعبدالحليم وقبلهما ليلى مراد مختلفة لأنهم قدموا، وخاصة ليلى مراد، الرصيد الأهم على شاشة السينما.

قطعًا نور الشريف نجم سينمائى كبير ورصيده يربو على رقم المائة، وتعتبر من أهم أفلامنا، وله باع طويل على المسرح، إلا أنه صاحب رصيد باق أيضًا في التليفزيون، مقولة إن الدراما التليفزيونية استهلاكية، لها وجه معتبر من الصحة، رغم أن هناك أعمالًا درامية عند إعادتها تجد حفاوة جماهيرية طاغية وبينها قطعًا العديد من مسلسلات نور مثل (الحاج متولى) و(لن أعيش في جلباب أبى) و(حضرة المتهم أبى) و(أديب) و(الدالى) بل هو أساسًا ابن التليفزيون عندما قدمه محمد فاضل عام 68 في مسلسل (القاهرة والناس)، وفى أحد البرامج التي استضافت نور قال للمخرج ومقدم البرنامج عمر زهران إن آخر عمل فنى يتمنى أن يراه قبل رحيله هو مسلسل (عمر بن عبدالعزيز).

ليس معنى ذلك أن نور الشريف يتناقض مع نور الشريف، كلنا هذا الرجل، قد نؤمن بأفكار تتردد ونصدقها، ولكن مع الزمن قد نكتشف زيفها، وأتصور أن نور كان يملك من الشجاعة ما يكفى لو أعيد أمامه هذا التسجيل ليعلن أنه أخطأ في التوصيف.

مقولة إن الدراما التليفزيونية استهلاكية وإنها مثل ورق الكلينكس أو مثل شرف البنت الذي يشتعل مثل عود الكبريت مرة واحدة (كما كان يردد يوسف بك وهبى في أفلامه القديمة)، عمليًّا لم ننس الكثير مما قدمه لنا نور الشريف ويحيى الفخرانى وعادل إمام وصلاح السعدنى وغيرهم، وبعض المخرجين مثل فاضل والعلمى وإنعام وعبدالحافظ، ومن الجيل الجديد كاملة أبوذكرى وتامر محسن ومحمد ياسين، والكتّاب أسامة أنور عكاشة ومحسن زايد ومحفوظ عبدالرحمن، ومن الجيل الجديد عبدالرحيم كمال ومريم نعوم وغيرهم قدموا بالفعل أعمالًا تليفزيونية قادرة على الحياة.

يبقى شىء متعلق بـ(ميكانيزم) الإبداع، وهو تبديد الطاقة أو نفاد البطارية، سألت مرة الموسيقار كمال الطويل عن سر تدهور مستوى ملحن كبير أراه موهوبًا، قال لى الأستاذ كمال: هذا الملحن تحديدًا يقدم كل عام أكثر من 100 لحن في فوازير رمضان. بديهى أن يموت مع الزمن الوهج الداخلى.

بين الحين والآخر ألتقى كاملة أبوذكرى التي أراها مخرجة سينمائية متميزة، وعندما ذهبت للدراما نجحت في فرض قانونها. مؤكد أن تفرغها للدراما التليفزيونية يحرق الكثير من طاقتها؛ ولهذا أتمنى أن تسارع بالتقاط أنفاسها، حتى يصبح لديها ما تقدمه على الشريط السينمائى.

ومن الممكن أن أستأذن نور وأعيد صياغة العبارة لتصبح (نعم ليس كل ما تقدمه الشاشة الصغيرة استهلاكيًّا، إلا أن السينما كانت ولا تزال هي السينما)!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نراجع أحكامنا المطلقة هل نراجع أحكامنا المطلقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon