توقيت القاهرة المحلي 06:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

{شرطة الموضة} كم من الجرائم ترتكب باسمك!

  مصر اليوم -

شرطة الموضة كم من الجرائم ترتكب باسمك

بقلم:طارق الشناوي

في الثلاثينات من القرن الماضي، كان هناك شيخ معمم، اسمه أبو العيون يخرج للشواطئ المصرية في الصيف ممسكاً بعصا ينهال بها على من ترتدي ملابس البحر، وبين الحين والآخر كان ينتقد الأفلام والأغنيات العاطفية، وبالمناسبة هو الذي حرر وثيقة زواج ليلى مراد من أنور وجدي، عام 1945، قبل أن تشهر إسلامها، وتضمن العقد شرطاً مباشراً وقعت عليه ليلى يبيح لأنور الزواج بثلاث غيرها من دون الحصول على موافقتها.
في السنوات الأخيرة كثيراً ما نلاحظ من يريد مجدداً إعادة زمن الشيخ (أبو العيون)، ظهر كيان دائم النشاط واسمه الحركي (شرطة الموضة)، أو بتوصيف أدق (شرطة الأخلاق)، ينشر على عدد من المواقع الإخبارية رأيه في ملابس النجمات.
ينسب هذا الكيان لنفسه كثيراً من الانتصارات مثل أنه أوقف مهرجان (الجونة)، بعد أن سلط الضوء على فساتين النجمات وكشف المستور، أو ما كان ينبغي أن يظل مستوراً، وهكذا تأجلت الدورة السادسة هذا العام.
بالمناسبة حتى الآن لم يتم رسمياً إلغاء المهرجان، والمعلن من خلال الجهة المنظمة إقامته العام المقبل، وفي كل الأحوال حتى لو صدق خبر توقفه، فإن الدافع الأساسي، رؤية اقتصادية قررها الملياردير سميح ساويرس، الذي أصبح هو المسؤول الأول، بعد انسحاب شقيقه الكبير مؤسس المهرجان نجيب ساويرس.
الفساتين لم تكن هي الفيصل في القرار، هذا قطعاً لا ينفي أبداً سطوة الرأي العام الذي أراه هو الجزء العالي الصوت من الرأي العام، لأنه يجيد التعامل بحرفية مع (السوشيال ميديا)، والتحكم فيما تُسفر عنه من نتائج... الفنان، خصوصاً النجوم، أصبحوا في الأغلب يخضعون لما يعتقدون أنه يعبر عن تلك الأغلبية التي تسيطر على الواقع الافتراضي.
وجدنا مثلاً نجماً مثل إياد نصار الذي كان حتى أسابيع قليلة يقف في طليعة المدافعين عن فيلم (أصحاب ولا أعز)، المتهم عند البعض بالترويج للمثلية... إياد قدم اعتذاراً للجمهور في أحد البرامج وعلى الهواء، وورط نقابة الممثلين المصرية التي سبق لها أن أصدرت بياناً دافعت فيه عن الفيلم وأبطاله وبينهم إياد، لأنها لم تجد أن هناك في الشريط، ما يضعه تحت طائلة قانون خدش الحياء أو الدفاع عن المثلية، كما أنه خضع عند عرضه على منصة (نتفلكس) للتصنيف العمري.
عدد كبير من النجمات صرن يحرصن على إعلان منع القبلات في الأعمال الفنية، كما أن بعضهن بين الحين والآخر يرسلن صوراً للميديا وهن على البحر بـ(البوركيني).
عرفنا منذ نهاية التسعينات ما أطلقوا عليه (السينما النظيفة) التي تعد بشكل أو بآخر مصنوعة على مزاج القطاع العالي الصوت داخل المجتمع.
عندما سألت المذيعة قبل بضعة أشهر، أحد المخرجين: هل يقبل أن تقدم زوجته النجمة مشاهد عاطفية؟ أجابهم: لا مانع، مجرد تمثيل في تمثيل، هاجت الدنيا، وتلقى المخرج كثيراً من الطعنات التي تنال منه إنسانياً، على الجانب الآخر، صار الرأي العام يقدر النجم الكبير الذي اشتهر بأنه ملك القبلات في السينما المصرية، ولم يترك أي فنانة شاركته البطولة إلا وانهال عليها تقبيلاً، إلا أنه صرح أكثر من مرة، بأن السر وراء عدم احتراف ابنته التمثيل أنه يرفض أن يقبلها أحد، ووجدنا قبل بضع سنوات نجماً تلفزيونياً شاباً، يرفع شعار (لا للتلامس)... كم من الجرائم الفنية صارت ترتكب باسم (شرطة الموضة)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرطة الموضة كم من الجرائم ترتكب باسمك شرطة الموضة كم من الجرائم ترتكب باسمك



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon