توقيت القاهرة المحلي 06:25:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كبَّر الجى وروَّق الدى»!

  مصر اليوم -

«كبَّر الجى وروَّق الدى»

بقلم - طارق الشناوي

تستحق أستاذة اللغة الإنجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس دكتورة غادة بلال، كل الشكر والتقدير، قررت في مادة اللغويات التحرر من تلك القوالب الجامدة، وتخرج (بره الصندوق) وتفكر بعقل شباب جيل (زد)، الذين ولدوا منذ نهاية التسعينيات في زمن المحمول، صار لديهم مفردات أخرى، أنهم كل المستقبل، ونصف الحاضر، بينما المجتمع بما يملك من سلطة أبوية يريد أن يفرض عليهم قانونه.

السؤال الذي أثار الغضب، ترجم هذا المقطع إلى الإنجليزية، من أغنية (البخت) تقول كلماتها (عينى منها بشكل جدى / وتقيلة مش تقلانة / اتبخر سحرى /عينى مليانة منها/ سألتها / ورفضتنى/ استغربتها/ أمال فين هيبتى)، قبل نحو سبعة أشهر في نفس الكلية وأتصور أيضا أنها دكتورة غادة، كان الامتحان عن ترجمة عبارة (إتش دبور) أحمد مكى لـ(مرجان أحمد مرجان) عادل إمام (كبر الجى وروق الدى).

تربينا، أقصد جيلى، أن الشعر القديم بكل أطيافه هو عنوان اللغة العميقة، وبرغم أن أدبنا يحمل الكثير من الشعر القديم البسيط، والذى يملك أسلحة اختراق حاجز الزمن، مثل العديد من أشعار المتنبى، لانزال نتكئ على جزء منها في أحاديثنا اليومية، جيلنا مسكون بمفهوم خاطئ، يخلع على الأصعب صفة الأحلى، مع الزمن اكتشفت أن الأسهل هو الأصعب، تحتاج إلى جهد مضاعف، حتى تمتلك سحر البساطة.

كنا نحفظ في مادة اللغة العربية ولا أدرى هل لاتزال تلك المعلقة مقررة أم لا (مكر مفر مقبل مدبر معا/ كجلمود صخر /حطه السيل من عل)، هكذا كان امرؤ القيس يصف جواده، وبات علينا أن نقع في حبه، يشبهه امرؤ القيس بحجر ضخم صلد ألقاه السيل من مكان مرتفع إلى الحضيض، هذه هي الصورة التي نتمثلها باعتبارها عنوان الشعر الراقى الناعم.

على الجانب الآخر لا يمكن لمنصف أن ينسى سحر اللغة، عند المتنبى، الذي يقول على سبيل الحث على بذل أقصى طاقة ممكنة (على قدر أهل العزم تأتى العزائم) كما أنه يتفاخر بإنجازه الإبداعى (أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبى/ وأسمعت كلماتى من به صمم) وهو صاحب هذا المقطع الذي صار مأثورة (إذا أتتك مذمتى من ناقص / فهى الشهادة لى بأنى كامل) وغيرها.

كاتب هذه السطور ليس من عشاق أغانى (الراب) ولا (المهرجانات) أقف بكل إعجاب وتقدير على عتبة باب صوت وكلمات وألحان أم كلثوم وفيروز ونجاة وحليم وليلى مراد شادية ووردة وغيرهم، إلا أننى في نفس الوقت، لا اغلق أذنى عن هذا النبض الجديد، في مطربى (الراب) والذى صار مسيطرا على الساحة.

وعنوانه حاليا (ويجز)، أغانيه صارت عالمية، المنافس الأول رقميا مع عمرو دياب، ما منح عمرو كل هذا الحضور في زمن (المهرجانات)، أنه بذكاء يدرس الكلمة والنغمة ويقدم أغانى تشبه في مفرداتها ورتمها (المهرجانات) ولكن بروح عمرو دياب، لا أستبعد أن يفعلها مجددا مع أغانى (الراب) ويقدمها بروح عمرو.

النجاح في بلادنا يثير حفيظة المتزمتين، حتى إنهم طالبوا بالتحقيق مع أستاذة اللغة الإنجليزية ولكن رئيس الجامعة دكتور محمود المتينى، بكل جرأة تبنى موقفها.

درس عميق، أتمنى أن يكون له أيضا صدى عند (عبدة الماضى) الذين هم أشد خطورة من (عبدة الشيطان)، علينا أن نأخذ بحكمة إتش دبور (كبر الجى وروق الدى)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كبَّر الجى وروَّق الدى» «كبَّر الجى وروَّق الدى»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon