توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ريهام حلمى بكر!

  مصر اليوم -

ريهام حلمى بكر

بقلم: طارق الشناوي

فجأة، أصبح على الطفلة ريهام حلمى بكر أن تتعرف على الموت، بعد أن شاركت فى تشييع جثمان أبيها، ورأت بعينيها الجثمان يخرج من النعش ويدخل المقبرة.. ولا أتصورها فى تلك المرحلة العمرية أدركت شيئا سوى أن الموتى لا يتكلمون.كان حلمى لا يتنفس إلا عندما تختلط أنفاسه مع ريهام، لم تستوعب تلك الطفلة بعد إعلان الوفاة كل ما تراه أمامها، قسطا وافرا من المشاهد، أتمنى أن تسقط من ذاكرتها حتى لا تؤثر مع الزمن سلبا على بنائها النفسى.

تعوّد حلمى مع تعدد زيجاته ألا ينجب، وأعتقد أنه كان يشترط على زوجاته بعد السيدة شاهيناز طوب صقال، شقيقة شويكار وأم ابنه الوحيد هشام، ألا ينجبن. الوحيدة التى خالفت الشرط السيدة سماح القرشى، ولا أدرى هل بموافقة حلمى أم أن تلك كانت رغبتها منفردة؟. لا أستبعد أن حلمى عندما اقترب من الثمانين وجد نفسه يحلم باستعادة مشاعر الأبوة مجددا.

حلمى هو من أطلق على المولودة- التى ورثت ملامح والدها- اسم (ريهام)، على نفس الإيقاع الموسيقى لهشام، كما أنه أوصى هشام برعاية شقيقته بعد رحيله.

من الواضح، طبقا لكثير من الملابسات، أن العلاقة بين هشام ووالده لم يكن يغلفها دائما الدفء، هذا لا يعنى أبدا أن الكراهية هى العنوان. حلمى تركيبة متطرفة المشاعر، ولا أستبعد أن تفلت منه كلمة أو موقف فى أى نقاش يحدث بين أب وابنه، حتى إن ابنه قال فى أحد البرامج، إن والده لم يحضر فرحه الذى أقيم بالقاهرة؛ لأنه كان مشغولا باستكمال بروفات لحن.. على الجانب الآخر، كان هشام يأتى للقاهرة، كما هو واضح من أحد التسريبات الأخيرة، ولا يزور والده.. وهو ما حدث أثناء مرضه الأخير.

هناك قدر من الفتور فى علاقته مع زوجة أبيه، دفعه لأن يعلن فى إحدى الفضائيات أنها طلبت منه 15 ألف جنيه حتى تحضر لحلمى ممرضة وتعيده لشقته فى حى المهندسين. لا يجوز أدبيًا أن تخرج تلك المناقشات للعلن، يبدو أن العلاقات بين هشام وسماح وصلت للذروة فى العنف، واستخدام كل طرف الأسلحة الممكنة مشروعة أم غير مشروعة.

سماح حالة استثنائية بين كل زوجاته، التى لم يوثق بالضبط عددهن: 15 كحد أقصى أو 13 فى الحدود الدنيا.. ما يربطها بحلمى ليس مجرد لحظة عاطفية، كثيرا ما عاشها حلمى، فهو (زجزاجى) المشاعر، ينتقل من أنثى إلى أنثى، ومن النقيض للنقيض، وعندما يحكى كيف حدث الطلاق فى زيجاته السابقة، تتأكد أن أسرع قرار يتخذه فى حياته هو الزواج ولا يتجاوزه فى السرعة سوى الطلاق. أغلب الحكايات التى ذكرها حلمى من الممكن فى الظروف العادية أن تؤدى فقط إلى عتاب، يحدث مثله عشرات المرات، ثم تُستأنف بعدها الحياة الزوجية. السيدة سماح استوعبت مبكرا تلك التفاصيل، وأدركت أن كل زيجات حلمى السابقة (زواج على ورقة طلاق)، ووضعت خطتها لتتجنب الفصل الثانى، أو تجعل خسائرها فى الحدود الدنيا.

أسفرت هذه العلاقة عن ابنة (8 سنوات). أخذت كل ملامح أبيها، إنها بطلة الحكاية وأكثر إنسان على الجميع أن يسعوا لحمايته ماديا وأدبيا، ما الذى تتوقعه عندما تدرك مع الزمن أن أقرب الناس إليها بعد أبيها وأمها، شقيقها الوحيد هشام يتهم أمها بالإهمال الجسيم الذى أدرى إلى موت أبيها.

أرجو من هشام إغلاق هذه الصفحة تماما، حبا فى حلمى وتنفيذا لوصيته برعاية (ريهام حلمى بكر)، كان هو قبل ساعات قليلة شقيقها الوحيد، الآن صار أيضا أباها!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ريهام حلمى بكر ريهام حلمى بكر



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon