توقيت القاهرة المحلي 12:47:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عبدالوهاب» و«منير» فى ليلة واحدة

  مصر اليوم -

«عبدالوهاب» و«منير» فى ليلة واحدة

بقلم - طارق الشناوي

قبل أيام، قضيت أمسية وطنية غنائية ضمن احتفالات مصر ووزارة الثقافة بالعاشر من رمضان على مسرح (الهناجر) المفتوح.

تم تكريم عدد من رجال القوات المسلحة البواسل الذين ـعادوا لنا الكرامة.. لاحظت أن ضباطنا الأجلاء، رغم مرور نصف قرن على المعركة، يتمتعون بحالة صحية جيدة، جميعا صعدوا إلى خشبة المسرح دون الاستعانة حتى بـ(الدرابزين)، تبدو ملاحظة عابرة ولكنها تشير إلى أن رجل القوات المسلحة يظل حتى وهو خارج الخدمة محتفظا بلياقته.

وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلانى قررت أن احتفالات أكتوبر سوف تتواصل كل عام، وأضيف أن علينا تقديم عمل فنى ضخم يليق بانتصارنا ليراه العالم، هناك أفلام وكتب يتم تداولها في أوروبا تتجاهل عن تعمد تلك الحقائق، قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة المبدع د. خالد جلال هو صاحب اقتراح الجمع بين عبدالوهاب ومحمد منير في ليلة واحدة، تخلل الاحتفال قسط وافر من ألحان عبدلوهاب وأغانى محمد منير، وتصدر المشهد (علّى صوتك بالغنا)، وقدمت ريهام عبدالحكيم فاصلا غنائيا متعددا ومشبّعا في تفاصيله وانتقالاته، وأنهت الفقرة بأغنيتها التي رشقت في قلوبنا (فيها حاجة حلوة).

ما الخط السحرى بين عبدالوهاب ومنير؟.. بينهما فارق زمنى يربو على نحو خمسة وخمسين عامًا.. «عبدالوهاب» من حى باب الشعرية ومنير من أسوان، كل منهما في زمنه مجدِّد ولاتزال أعماله تتأملها وتحمل الكثير، عبدالوهاب كان ملهمًا لجيل بعده من الملحنين والمطربين، أكثر مطرب ظهر له مقلدون هو عبدالوهاب، مقلدو عبدالوهاب مع مرور الزمن تلاشوا باستثناء وميض من صفوان بهلوان، مقلدو منير تبخروا تماما، وصار لدينا (منير واحد).

عبدالوهاب صاحب مقولة (لا شىء يقف أمام الأجمل)، فهو يلتقط الأجمل مهما كان مصدره، ثم يمنحه المذاق الوهابى.. منير أيضا يبحث عن الأجمل، لا يستوقفه هل هذه الأغنية يؤديها رجل أو امرأة.. (حارة السقايين) نموذجًا.. الأهم بالنسبة له أنه وجد فيها شيئًا يسرق قلبه. منير لم يمارس التلحين ولكن أغانيه تشبهه، لا يغنى جملة موسيقية إلا إذا كانت خارجة من وجدانه، لا يردد كلمة في أغنية لا تتمتع بخصوصية منير.

الفنان القادر على أن ينتقل في الزمن، تلك منحة نادرة، وهكذا تجد عبدالوهاب يحظى بلقب (موسيقار الجيل) ثم (موسيقار الجيلين) ثم (موسيقار الأجيال).

محمد منير توّجوه ملكًا ولايزال متربعًا على العرش، في جيله تراجع أغلب أفراده، ومَن صمد تخلى عنه الوهج والبريق، بينما منير الزمن زاده وهجًا وبريقًا.

عبدالوهاب مُقِلٌّ في التعاطى مع الإعلام، وكذلك منير.. الفارق أن عبدالوهاب كانت لديه دائرة من الإعلاميين تعمل لحسابه، منير دائرته من الإعلاميين هم أصدقاؤه؛ يراهم جزءًا من تاريخه ويرونه جزءًا من مسيرتهم.

الغناء هو الحياة بالنسبة لهما، عبدالوهاب تزوج وأنجب ولكن ظل الفنان رقم واحد ولا يوجد له شريك، منير لم يرتبط بالزواج سوى فقط بضعة أيام وبعدها عاد إلى منير.

عبدالوهاب يتابع الحياة والفن، ومنير لديه أذن وعين يقظتان تراقبان كل التفاصيل.

«محمد عبدالوهاب» و«محمد منير».. الجمع بينهما في جملة واحدة وليلة واحدة يعنى القامة والقيمة، المكان والمكانة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عبدالوهاب» و«منير» فى ليلة واحدة «عبدالوهاب» و«منير» فى ليلة واحدة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon