توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معارك النقابة الخاسرة من {المهرجانات} إلى {الراب}!

  مصر اليوم -

معارك النقابة الخاسرة من المهرجانات إلى الراب

بقلم : طارق الشناوي

في منتصف الخمسينات، قدم الموسيقار الراحل محمد فوزي في فيلم (معجزة السماء) أغنية (كلمني طمني) بلا فرقة موسيقية، استعان بأصوات الكورال لتحاكي الآلات الموسيقية، كثير من الحكايات المختلقة صاحبت هذه الأغنية، والأكثر تداولاً أن الفرقة الموسيقية غالت في الأجر، ولم توافق على التخفيض، فقرر فوزي أن يلقنهم درساً عملياً ويقدم الأغنية من دون فرقة موسيقية، لم تكن لهذه الشائعة أي نصيب - ولو ضئيل - من الصحة، الحقيقة هي أن فوزي قرر أن يبحث عن شكل مغاير للخروج من الإطار التقليدي للأغنية، فهو أحد أهم المجددين للموسيقى الشرقية بعد سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، فقرر استبدال الكورال بصوت الآلات الموسيقية، فهل احتجت وقتها مثلاً نقابة الموسيقيين لعدم تشغيل أفراد الفرقة الموسيقية؟ شيء من هذا أبداً لم يحدث قطعاً.
كانت النقابة تؤمن بالحرية وفقاً لما يراه كل فنان، سواء اتفقنا أو اختلفنا على المحتوى، هذه قضية أخرى.
يبدو أن نقابة الموسيقيين في مصر أصبحت متخصصة في إشغال وإشعال (الميديا) بمعارك وهمية، تنتهي غالباً بتراجعها عن قرارها، رغم أنهم يؤكدون دوماً أنهم اتخذوه بالإجماع، وبعد مراجعة كل الملابسات.
مؤخراً، توجهت النقابة إلى مطربي (الراب)، بعد أن استنفدت كثيراً من طاقتها في معاركها مع ملاحقة مطربي (المهرجانات)، والحكاية أن بعض مطربي (الراب) يقدمون الآن أغانيهم بلا فرقة، ولكن (بفلاشة) مسجل عليها الموسيقى، بينما النقابة وضعت شرطاً للتصريح بالغناء، وهو ضرورة مشاركة ثمانية عازفين كحد أدنى، النقابة تسعى لتشغيل أعضائها الذين صاروا يعانون من البطالة بسبب (كورونا)، حيث تضاءلت على مدى يقترب من عامين الحفلات الغنائية، الهدف - كما ترى - نبيل، ولكن الوسيلة تخاصم المنطق والقانون والإبداع، الفنان حُر في اختيار أسلوب الغناء، طالما يسدد الحقوق المادية (للملكية الفكرية)، المعروف مثلاً أن جمعية المؤلفين والملحنين تحصل على نسبة من الأجر للمؤلف والملحن، في حالة الاستعانة بموسيقى أغنية، وتستمر هذه الحقوق تؤول للورثة حتى بعد رحيل المبدع بخمسين عاماً.
نقابة الموسيقيين الآن تتدخل حتى في الأفراح، وتشترط أن المطرب المشارك ينبغي أن يحصل على عضوية النقابة، ورغم أن الأفراح كثيراً ما يغني فيها العريس والعروس والمعازيم، ومن الممكن أن تجد أم العريس أو والد العروس وغيرهم وهم يرقصون في القاعة، فهل مطلوب منهم الحصول أيضاً على تصريح. صار عدد كبير من الشباب عبر (السوشيال ميديا) يوجه سهام الغضب للمطربين في مجلس النقابة، باعتبارهم لم يعودوا مطلوبين في الحفلات والأفراح، ولهذا لجأوا للقانون من أجل منع مطربي (المهرجانات) و(الراب) ليصبحوا في هذه الحالة البديل الشرعي المعتمد رسمياً.
ذائقتي الخاصة مضبوطة على أغاني أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب وفريد وكاظم وليلى مراد ونجاة وعبد المجيد عبد الله وغيرهم، إلا أنني أدرك أن هذا الجيل لديه كشف آخر من الأسماء، نوع من الغناء علينا إذا لم نتذوقه ألا نصادره.
ليس معنى ذلك السماح بألفاظ أو كلمات مسفة، قطعاً لا، إلا أن هذا ليس أبداً دور النقابة، ولكن الأجهزة الأمنية تستطيع ملاحقة كل من يتجاوز، والقوانين صارمة جداً تعاقب المخطئ بالسجن.
المطلوب أن تخلق النقابة مناخاً صحياً لعودة المبدعين بدلاً من تبديد طاقتها في معارك وهمية تلعب فيها دور (عواجيز الفرح)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك النقابة الخاسرة من المهرجانات إلى الراب معارك النقابة الخاسرة من المهرجانات إلى الراب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon