توقيت القاهرة المحلي 06:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معارك النقابة الخاسرة من {المهرجانات} إلى {الراب}!

  مصر اليوم -

معارك النقابة الخاسرة من المهرجانات إلى الراب

بقلم : طارق الشناوي

في منتصف الخمسينات، قدم الموسيقار الراحل محمد فوزي في فيلم (معجزة السماء) أغنية (كلمني طمني) بلا فرقة موسيقية، استعان بأصوات الكورال لتحاكي الآلات الموسيقية، كثير من الحكايات المختلقة صاحبت هذه الأغنية، والأكثر تداولاً أن الفرقة الموسيقية غالت في الأجر، ولم توافق على التخفيض، فقرر فوزي أن يلقنهم درساً عملياً ويقدم الأغنية من دون فرقة موسيقية، لم تكن لهذه الشائعة أي نصيب - ولو ضئيل - من الصحة، الحقيقة هي أن فوزي قرر أن يبحث عن شكل مغاير للخروج من الإطار التقليدي للأغنية، فهو أحد أهم المجددين للموسيقى الشرقية بعد سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، فقرر استبدال الكورال بصوت الآلات الموسيقية، فهل احتجت وقتها مثلاً نقابة الموسيقيين لعدم تشغيل أفراد الفرقة الموسيقية؟ شيء من هذا أبداً لم يحدث قطعاً.
كانت النقابة تؤمن بالحرية وفقاً لما يراه كل فنان، سواء اتفقنا أو اختلفنا على المحتوى، هذه قضية أخرى.
يبدو أن نقابة الموسيقيين في مصر أصبحت متخصصة في إشغال وإشعال (الميديا) بمعارك وهمية، تنتهي غالباً بتراجعها عن قرارها، رغم أنهم يؤكدون دوماً أنهم اتخذوه بالإجماع، وبعد مراجعة كل الملابسات.
مؤخراً، توجهت النقابة إلى مطربي (الراب)، بعد أن استنفدت كثيراً من طاقتها في معاركها مع ملاحقة مطربي (المهرجانات)، والحكاية أن بعض مطربي (الراب) يقدمون الآن أغانيهم بلا فرقة، ولكن (بفلاشة) مسجل عليها الموسيقى، بينما النقابة وضعت شرطاً للتصريح بالغناء، وهو ضرورة مشاركة ثمانية عازفين كحد أدنى، النقابة تسعى لتشغيل أعضائها الذين صاروا يعانون من البطالة بسبب (كورونا)، حيث تضاءلت على مدى يقترب من عامين الحفلات الغنائية، الهدف - كما ترى - نبيل، ولكن الوسيلة تخاصم المنطق والقانون والإبداع، الفنان حُر في اختيار أسلوب الغناء، طالما يسدد الحقوق المادية (للملكية الفكرية)، المعروف مثلاً أن جمعية المؤلفين والملحنين تحصل على نسبة من الأجر للمؤلف والملحن، في حالة الاستعانة بموسيقى أغنية، وتستمر هذه الحقوق تؤول للورثة حتى بعد رحيل المبدع بخمسين عاماً.
نقابة الموسيقيين الآن تتدخل حتى في الأفراح، وتشترط أن المطرب المشارك ينبغي أن يحصل على عضوية النقابة، ورغم أن الأفراح كثيراً ما يغني فيها العريس والعروس والمعازيم، ومن الممكن أن تجد أم العريس أو والد العروس وغيرهم وهم يرقصون في القاعة، فهل مطلوب منهم الحصول أيضاً على تصريح. صار عدد كبير من الشباب عبر (السوشيال ميديا) يوجه سهام الغضب للمطربين في مجلس النقابة، باعتبارهم لم يعودوا مطلوبين في الحفلات والأفراح، ولهذا لجأوا للقانون من أجل منع مطربي (المهرجانات) و(الراب) ليصبحوا في هذه الحالة البديل الشرعي المعتمد رسمياً.
ذائقتي الخاصة مضبوطة على أغاني أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب وفريد وكاظم وليلى مراد ونجاة وعبد المجيد عبد الله وغيرهم، إلا أنني أدرك أن هذا الجيل لديه كشف آخر من الأسماء، نوع من الغناء علينا إذا لم نتذوقه ألا نصادره.
ليس معنى ذلك السماح بألفاظ أو كلمات مسفة، قطعاً لا، إلا أن هذا ليس أبداً دور النقابة، ولكن الأجهزة الأمنية تستطيع ملاحقة كل من يتجاوز، والقوانين صارمة جداً تعاقب المخطئ بالسجن.
المطلوب أن تخلق النقابة مناخاً صحياً لعودة المبدعين بدلاً من تبديد طاقتها في معارك وهمية تلعب فيها دور (عواجيز الفرح)!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك النقابة الخاسرة من المهرجانات إلى الراب معارك النقابة الخاسرة من المهرجانات إلى الراب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon