توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شباب امرأة».. ثاني مرة!

  مصر اليوم -

«شباب امرأة» ثاني مرة

بقلم: طارق الشناوي

أكثر من زميل سألنى عن رأيى فى إعادة تقديم الفيلم الأيقونى (شباب امرأة) إخراج صلاح أبوسيف فى مسلسل تليفزيونى، تلعب بطولته غادة عبد الرازق فى دور (شفاعات) الذى صار قبل نحو ٧٠ عاما عنوانا لتحية كاريوكا.

غادة ممثلة موهوبة، ولكن لماذا صار هدفها الأثير اقتفاء أثر تحية كاريوكا، سبق قبل ١٣ عاما أن أعادت تقديم فيلم (سمارة) بطولة أيضا تحية كاريوكا فى مسلسل تليفزيونى، وواجه هزيمة جماهيرية.

عدد من شركات الإنتاج التليفزيونى لماذا تبحث عن الفيلم القديم؟ إجابتى لأن الناس تنتظر، تلك هى الإجابة النموذجية، إلا أن حقيقة ما ينتظره الجمهور عادة هو أن يتفوق المسلسل على الفيلم، وليس فقط إعادة مشاهدة العمل الفنى مجددا، كلما نجح الفيلم أكثر صار التحدى أكبر.

لم يحدث فى تاريخ الدراما التليفزيونية أن تفوق أى مسلسل على فيلم ناجح، عندما أعيد تقديم فى نهاية الثمانينيات فيلم (بين القصرين) لحسن الإمام فى مسلسل أخرجه يوسف مرزوق، بطولة محمود مرسى وهدى سلطان فى دورى يحيى شاهين (السيد عبد الجواد) وآمال زايد (أمينة)، ظل الفيلم هو المسيطر.

أتذكر أننى سألت الفنان الكبير محمود مرسى عن الفارق بينه ويحيى شاهين، قال لى طبعا تفوق يحيى شاهين، أنا كنت أبحث عن (السيد عبدالجواد)، بينما فى الفيلم كان (السيد عبدالجواد) يبحث عن يحيى شاهين. ورغم ذلك لم يتوقف مخرجو الدراما عن إعادة تقديم الأفلام الشهيرة فى مسلسلات مثل (الزوجة الثانية).

النجاح يلعب دورا عكسيا لأنه يزيد من ترقب الجمهور.

فى كل الاستفتاءات يحظى (شباب امرأة) بمكانة تضعه بين العشرة أفلام الأهم فى تاريخنا السينمائى.

الفيلم عرض عام ١٩٥٥ بمهرجان (كان) وارتدت تحية كاريوكا جلباب (شفاعات)، وصعدت على السجادة الحمراء مع المخرج صلاح أبوسيف و(إمام) شكرى سرحان وسرقت الكاميرا من الجميع.

تردد أنها كانت ستحصل على جائزة أفضل ممثلة، وأتصور أن اقترابها من اقتناص الجائزة هى واحدة من اختراعاتنا، وكذبت تحية كاريوكا لى تلك الشائعة، قالت (أعرف منين؟)، لا أحد يعلن مثلا أسماء المرشحين حتى أؤكد تلك الواقعة، وأضافت أن الفيلم حظى بإعجاب العديد من النقاد وكتبوا عنه مقالات إيجابية، هذا فقط ما أستطيع تأكيده.

مع الزمن صارت كل فنانة تريد تقديم شخصية (بنت البلد)، تضع أمامها نموذج (شفاعات) تحية كاريوكا التى اقتنصت أكثر من جائزة فى مصر عن هذا الدور. كما أن (إمام) شكرى سرحان صار نموذجا للشاب الريفى الذى يأتى للقاهرة وتسرقه الحياة، الفيلم دراميا يتناول رغبات امرأة تجاوزت الأربعين، حرص صلاح أبوسيف على تقديم كل تلك التفاصيل بالنظرة والحركة، وهو ما كانت الرقابة فى مصر قبل ٧٠ عاما تسمح به، أما الآن فلا أتصور أن هناك مساحة من التسامح، ليس فقط الرقابة، ولكن المجتمع صار أشد ضراوة من الرقابة فى رفض طرح مثل هذه القضايا.

الفيلم دخل قطعا التاريخ وهو من بين أكثر الأفلام تداولا على الفضائيات. كان المخرج الكبير داود عبدالسيد قبل نحو ربع قرن لديه مشروع تقديم رؤية ساخرة (بارودى)، لـ(شباب امرأة)، يدافع فيها عن حق (شفاعات)، فهى لم تفعل شيئا سوى أنها أرادت الزواج من شاب يصغرها، فلماذا تنتهى حياتها تحت عجلات (المعصرة) بينما (حسبو) يضرب البغل بقوة بالكرباج حتى يجهز تماما على (شفاعات) وحتى أخر قطرة دماء.

الشخصية الأصعب دراميا هو (حسبو) الذى لعبه باقتدار عبدالوارث عسر، اعتبره أفضل أدواره فى مشواره السينمائى الذى تجاوز المئات، ورغم ذلك مبدئيا لا أصادر حق كل فنان فى المغامرة، والتقييم النهائى بعد المشاهدة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شباب امرأة» ثاني مرة «شباب امرأة» ثاني مرة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon