توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المهرجانات تواجه بوتين!

  مصر اليوم -

المهرجانات تواجه بوتين

بقلم:طارق الشناوي

لم تكن المرة الأولى التى نتابع فيها السلاح الثقافى وهو يفرض قانونه على الدنيا، إلا أنها الأولى قطعا التى يستخدم فيها بكل هذا العنف والتطرف والإفراط، التى تصل إلى حدود العشوائيةاستبعد مهرجان (كان) من مختلف فعالياته، كل الأفلام التى تحمل الجنسية الروسية، يقص الشريط عن (اليوبيل الماسى) 75 عاما 17 مايو القادم.

تعود المهرجان بين الحين والآخر على تلك الإطلالة السياسية، مع ثورات الربيع العربى، منح مساحة معتبرة للأفلام التى تقف مع الثورة، وهكذا مثلا عرض فى 2011 فى إطاره الرسمى وخارج التسابق الفيلم المصرى (18 يوم)، وفى العام التالى عرض داخل المسابقة الرسمية فيلم يسرى نصرالله (بعد الموقعة)، وهو ما تكرر أيضا مع الأفلام التونسية والسورية والليبية واليمنية.

وشاهدناه أيضا فى (فينسيا) و(برلين)، تاريخيا فإن المهرجانات الكبرى الثلاث أقيمت لأغراض سياسية، ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن لم تهدأ المعركة السياسية.

أيدت المهرجانات الكبرى الفنانين الإيرانيين فى صراعهم ضد السلطة الدينية، وعرضت الأفلام المناهضة لحكم الخومينى، عندما منعت إيران سفر عدد من مخرجيها خارج الحدود، مثل جعفر بناهى ومحمد رسولوف، ولم تسمح لهم بممارسة المهنة، وجدنا مهرجان (كان) تعمد اختيار بناهى، رئيسا للجنة تحكيم، وترك مقعده شاغرا فى الافتتاح والختام، وبمجرد ذكر اسمه ترصد الكاميرا المقعد الخالى، ويصفق الجمهور وتصل الرسالة للعالم.

تتعدد المواقف وأسلوب التعبير فى كل المواقف المماثلة، ولكن التطرف وصل إلى مداه هذه المرة، فى سؤال البعض حتى عن الأدب والموسيقى والباليه الروسى هل نقاطعها أيضا؟.

ما أقدم عليه بوتين فاق كل التوقعات، وجاءت تلك الضربات المضادة، على نفس الدرجة متجاوزة كل التوقعات، عندما يصوت أعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتلك الأغلبية ضد الغزو الروسى، كل الدول العربية شجبته، باستثناء سوريا طبعا، والتى يأتى قرارها من موسكو، الإجماع العربى رغم المصالح والتشابك العربى الروسى، فى ظل بعض الخلافات مع الإدارة الأمريكية، أتصورها ضربة مباغتة، لم تتوقعها روسيا أبدا.

إيقاف التعامل البنكى العالمى الذى يشل تعاملات روسيا اقتصاديا، كل ذلك من أجل أن يجد المواطن الروسى نفسه محاصرا بسبب بوتين، جزء لا يستهان به من الشعب الروسى لا يجد لهذه المعركة أى مبرر.

تم اختراق الخط الأحمر وبدأ اللعب بالفن والسياسة بل أيضا الرياضة لتستبعد روسيا من المشاركة دوليا.

بعد انتحار النازى منعت ألمانيا التعاطى مع موسيقى ( فاجنر) لأنه الأقرب لقلب وفكر هتلر، تم التراجع بعد ذلك عن هذا القرار، وفى إسرائيل وحتى الآن لا يرحبون بموسيقى فاجنر، رغم عدم إصدار قرار رسمى بالتحريم.

هل حسبها بوتين بدقة؟، ولديه إجابات وردود فعل حاضرة على كل التداعيات؟، هل أعد خطة للمواجهة، أم أنه يراهن على أن مثل تلك القرارات لا تصمد، طويلا مع الزمن؟.

تراجُع بوتين، أراه مستبعدا فى اللحظة الراهنة، انفرط العقد وصار رد الفعل هو القانون، قبضة حديدية مسيطرة، إلا أن دخول السلاح الثقافى والفنى والرياضى بكل هذا التطرف، قد يؤدى إلى زيادة مساحة الغضب، وتندلع الشرارة داخليا، وهى تلك التى ربما لم يحسبها جيدا بوتين!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهرجانات تواجه بوتين المهرجانات تواجه بوتين



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon