توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدراما ليست موعظة حسنة!

  مصر اليوم -

الدراما ليست موعظة حسنة

بقلم - طارق الشناوي

من فرط نجاح مسلسل (عائلة الحاج متولى) صار اسم متولى إحدى الكلمات التى اخترقت الثقافة الشعبية للتعبير عن النهم الجنسى، والنجاح الذى صاحب المسلسل كان استثنائيًّا، والغضب أيضًا كان كذلك.

قبل نحو 22 عامًا أعلنت السيدة سوزان مبارك غضبها من الرسالة التى حملها المسلسل، وبدأت بعض الأقلام تغير مواقفها من التأييد فى بداية عرض المسلسل إلى الهجوم الضارى، وعدد من المنظمات النسائية طالبت كالعادة بالمصادرة الفورية.

وقُدمت برامج تلفزيونية على مختلف القنوات، الغرض الوحيد منها هو اغتيال المسلسل على اعتبار أنه يوجه رسالة للرجال بتعدد الزوجات، المعالجة التى كتبها مصطفى محرم وأكدها المخرج محمد النقلى فى كل التفاصيل بالصوت والصورة وأداء ممثليه تتوجه إلى تقديم رؤية ساخرة، والحاج متولى كما شاهدناه فى الحلقات حالة خاصة غير قابلة للتكرار.

هل زاد فى المجتمع المصرى عدد الرجال الذين جمعوا بين أربع نساء؟ الحقيقة هى أبدًا. هل انتهت مع الزمن جاذبية المسلسل؟ الحقيقة هى أبدًا، على العكس رصيد نور الشريف مرصع بالعديد من المسلسلات الناجحة مثل (هارون الرشيد) و(أديب) و(الدالى) و(عمر بن عبد العزيز) و(الرحايا) وغيرها، إلا أن (الحاج متولى) هو الأنجح جماهيريًّا لا ينافسه سوى (لن أعيش فى جلباب أبى) ولا يزال المسلسلان قادرين كلما أعيد العرض أن يجمعا الناس تحت مظلتهما.

لا أرتاح إلى حالة الهلع التى أقرؤها بين الحين والآخر على (النت)، حيث تشير إلى أن رسالة حملها هذا المسلسل أو الفيلم أو تلك الأغنية سوف تؤثر سلبًا على سلامة المجتمع العقلية وبنائه النفسى، وبعدها مباشرة تنشط غُدة المنع الرقابى التى يتم تحفيزها من أجل المصادرة.

مؤكد أنك تذكرت مثلى أيضًا (الحاج متولى) وأنت تشاهد (جعفر العمدة)، لى ملاحظات متعددة على المسلسل ليس من بينها أبدًا زواجه من أربع، لن يصبح نموذجًا يُحتذى يغزو المجتمع كما يردد المتحفظون والمتحفزون.

(جعفر العمدة) كسيناريو أشبه بمعادلة حسابية، محمد سامى هو أكثر مخرجى الشاشة الصغيرة قدرة على قراءة الجمهور، يمنح ممثليه أدوارًا يعيشون عليها عدة سنوات بعد نهاية العرض، ينطبق عليه توصيف (دراماتورجى)، هذه المرة كان صوت الصنايعى صاخبًا، قرر سامى أن يمزج بين أكثر من (تيمة) درامية ناجحة مثل الانتقام والبطل الذى لا يقهر وهكذا بين الحين والآخر لا يبخل على جمهوره بخناقة أو أكثر، وبالطبع تواجد محمد رمضان يضمن له دائرة واسعة من الترقب.

سامى فقد هذه المرة ككاتب الانسياب، يقدم شخصياته طبقًا لرؤية عقلية مباشرة أشبه بالمعادلات الحسابية.

سبق أن حقق رمضان وسامى من خلال (الأسطورة) ثم (البرنس) رواجًا جماهيريًّا طاغيًا، كل منهما بعيدًا عن الآخر لا يستطيع تحقيق نفس النجاح الجماهيرى.

وأتصور أنهما يترقبان (جعفر العمدة) من خلال منظور رقمى للمشاهدة، فهل يقفز فوق حاجز (الأسطورة) مثلًا؟ لا أتصور.

المسلسل مثل المشتبه فى ارتكاب جريمة، صار عليه بين الحين والآخر أن ينفى (جعفر العمدة) تأثره ببناء شخصية (الحاج متولى)، ولهذا يسارع بتقديم موقف مفتعل يبعده عن متولى.

أعلم أن المسلسل يحقق كثافة مشاهدة عالية بتلك العناصر القادرة على الجذب، إلا أن هذا لا ينفى عنه أن أضعف حلقة فى بنائه هو العمق الدرامى المفقود.

(تيمة) الزواج من أربع (إيفيه) قابل للضحك والسخرية، لا خوف من التقليد، سيظل الحاج متولى مع مرور الزمن هو الحاج متولى، وليس له (فروع أخرى)، وعلى طريقة المطرب الشعبى محمد طه (ع الأصل دور)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما ليست موعظة حسنة الدراما ليست موعظة حسنة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon