توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نغنى للعنصرية؟

  مصر اليوم -

لماذا نغنى للعنصرية

بقلم: طارق الشناوي

(آفة حارتنا) ليست (النسيان) كما قال أستاذنا وفخرنا نجيب محفوظ، ولكن التكرار معصوب العينين، كم مرة قرأت تلك الكلمات، حسنة النية نهنئ (الأخوة الأقباط)، والذين ننعتهم أحيانا بدرجة نراها رفيعة بـ(شركاء الوطن)، وكأننا فى مشروع (شركة)، وقد نطلق عليهم تعبيرا أكثر فجاجة (الآخر)، القبطى بالنسبة للمسلم أخ وشريك وآخر، والعكس أيضا صحيح، بينما الحقيقة أنهما واحد. مع الأسف، نعتبر كل هذه الصفات عنوانا للمحبة، بينما ظلال الكلمات توحى بالتفرقة، حتى لو كان الغطاء الخارجى يبدو وكأنه قطعة من السكر. أحرص فى كل الأعياد التى لها عمق دينى على أن أكتب تهنئة لكل المصريين، سواء كان عيد ميلاد هجرى أم قبطى، التهنئة واحدة، لكل المصريين، عدد من أغانينا الشهيرة التى تتغنى بالوحدة الوطنية، لو تأملتها حقيقة ستكتشف أنها تعمق لروح التفرقة والفرقة.
بمجرد أن أطلق سيد درويش بكلمات بديع خيرى فى ثورة 19 (أنا المصرى كريم العنصرين) ونحن نرسخ ومع سبق الإصرار والإضرار وبدون أن ندرى للعنصرية البغيضة، نغنى لها ونباركها، بينما الأغنية تقول إننا عنصران مسلم ومسيحى، على عكس كل الدراسات العلمية، التى تؤكد أننا عنصر واحد (الجينات) واحدة، فكيف إذن يصبح (كريم العنصرين)؟.

الزمن كان يمنحنا إحساسا مغايرا، لم تكن هناك فتنة طائفية، ولكن محاولات قام بها المستعمر فى محاولة للنيل من مصر، ظل المصريون صامدين، لأن التربة نفسها لم تكن تسمح إلا بالتغاضى عن أى موقف صغير، نضعه فقط فى سياقه، وأغلب ما يعكر صفو الحياة هو أن نُخرج الحكاية- أى حكاية- عن سياقها الزمنى والنفسى ونعيد قراءتها، بعيدا عن كل تلك المحددات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

سوف أروى لكم حكاية وأترك لكم الحكم عليها، أعتذر بداية عن البوح مباشرة بالأسماء، لأنى بصراحة لم أستأذن أصحابها، وأخشى لو استأذنتهم بالنشر بعد كل هذه السنوات، أن يشعروا ببعض الحرج لاختلاف الزمن وفروق التوقيت، فلا يُصبح من حقى أن أبوح بشىء، الحكاية بطلتها إعلامية كبيرة.

التقينا فى لجنة تحكيم أحد مهرجانات الإذاعة التليفزيون قبل نحو 20 عامًا، فى مدينة الإنتاج الإعلامى، وهو المهرجان الدرامى والبرامجى الأهم عربيًا، ولكننا منذ ثورة 25 يناير، لا أدرى لماذا توقفنا عن إقامته!، رغم أن الظرف الذى نعيشه يفرض علينا ذلك.

قالت الإعلامية، «على فكرة أنا فى الحالتين داخلة الجنة»، لم نفهم بالطبع ماذا تقصد بالحالتين، قالت إنها وشقيقها قد تم تعميدهما، وروت التفاصيل، أنها كانت تقطن بجوار دير، وكانت تذهب مع شقيقها إلى الكاهن فى الكنيسة يلعبان ويأكلان الفاكهة ويشاركان أحيانًا فى الغناء الدينى بكل المناسبات، وشعر الكاهن طبقًا لمعتقداته الدينية وقناعته بأنهما لا يمكن أن يدخلا الجنة، لأنه لا يدخل الجنة إلا من تم تعميده، فقام بتعميدها، ما تبقى فى ذاكرة الإعلامية الكبيرة أن الكاهن كان يحبها هى وشقيقها، وما فعله أسلوب فى التعبير عن شدة الحب، فهو يريدهما فى الجنة، ماذا لو حدث هذا الموقف الآن؟، سواء كان الطفل مسلمًا أم مسيحيًا؟، أنتم قطعًا تعرفون الإجابة!!.

الزمن كان يمنحنا وقتها قدرًا من المرونة فى التعامل حتى مع ردود الفعل الجانحة، الآن أقصى ما نفعله أن نغنى للعنصرية (أنا المصرى كريم العنصرين)، ونطلق على القبطى أخًا وشريكًا وآخر. واجب علينا أن نعيد التوقف أمام كل ما نعتبره متوارثًا لا يجوز الاقتراب منه، يكفى فقط أن نقول (أنا المصرى)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نغنى للعنصرية لماذا نغنى للعنصرية



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon