توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحبك يا مها

  مصر اليوم -

أحبك يا مها

بقلم: طارق الشناوي

كنت مدركًا أنها فى مرحلة مرضية صعبة، إلا أنها ليست أبدًا حرجة، وسوف تبدأ قريبًا طريق الشفاء، تتلقى العلاج قبل نحو أسبوع فى مدينة المنصورة، وكان بيننا اتفاق على أننا سنذهب معًا بعد 24 ساعة فقط لأستاذ فى مستشفى كبير متخصص بالقاهرة، ليتابع معها العلاج، وربما ينصحنا بالاستمرار فى المنصورة.
لم يتغير جدول حياتى، فى الصباح الباكر ذهبت لتصوير برنامج تليفزيونى على الهواء، وبعدها تواصلت معها لأعرف موعد سفرها للقاهرة، لم ترد، تواصلت مع مروة ابنة شقيقتى، جاءنى صوتها باكيًا، (ماما فى العناية المركزة)، بعدها بنصف ساعة قالت (ماما على جهاز التنفس الصناعى)، ثم لبت شقيقتى الدكتورة مها نداء ربها.

كان ينبغى السفر مباشرة إلى قرية ( أويش الحجر) بالمنصورة، زوجها دكتور عبد الغنى عبد العاطى، العميد السابق لكلية آداب المنصورة، هو صاحب القرار فى دفنها بمقابر أسرته هناك، كنت أتصور أن مها مكانها بجوار أمى فى مقابر العائلة بـ(البساتين)، ولكن كان رأى ابنيها كريم ومروة أن يسكن جسدها التراب بالمنصورة على مقربة منهم.

لابد أن أصل إلى هناك قبل صلاة العصر، وأنا فى الطريق لم أستوعب معنى الموت، مستبعدًا أن مها لم تعد بيننا، أتعامل فقط مع الموقف بحالة من الثبات الانفعالى، أننى يجب أن أصل قبل الميعاد، وفى الجامع أشاروا إلى الكفن، وبكيت، كنت أتمنى أن أقبلها، قالوا من المستحيل شرعًا نزع الكفن عن وجهها.

لم أستوعب الحكمة فى ذلك، ولكن فى مثل هذه الأمور لا نملك سوى الالتزام.

على باب المقبرة التى تم بناؤها عرضيا، وتتيح من خلال فتحة فى المدخل متابعة كل التفاصيل، ظللت حتى اللحظة الأخيرة أرقب كل شىء، بداخلى يقين أن تلك ليست أبدًا النهاية، وأننى بعد قليل سوف أراها، أو فى الحد الأدنى سوف أستمع إلى صوتها، ونواصل المشاغبات التى تعودنا عليها، بعد كل مباراة كرة قدم، فهى (زملكاوية) من حزب (سنظل أوفياء للأبد)، وفشلت كل محاولاتى لإقناعها بالتوقف عن الوفاء.

فى صيوان العزاء، ظللت أتعامل مع الموقف، باعتباره حالة مؤقتة ستنتهى سريعًا وأكتشف بعدها أن كل ذلك مجرد كابوس.

عدت للقاهرة بعد 48 ساعة، من عادتى أن أدير المؤشر إلى محطة الأغانى الرسمية منذ لحظة الاستيقاظ، ساعتى (البيولوجية) مضبوطة على السادسة فجرًا، ومها أيضًا تستيقظ فى نفس الميعاد، وتبدأ يومها بالاستماع إلى القرآن وتختتمه بقراءة ما تيسر من المصحف الشريف، وما بينهما تستمع إلى محطة الأغانى، وكثيرًا ما تناقشنى فى كلمة أو معنى داخل أغنية أو فى حقيقة حكاية متداولة على (النت).

عندما استيقظت، فجر أمس، لم أدر المؤشر إلى محطة الأغانى، حتى حانت الساعة التاسعة صباحًا، ووجدت نفسى أتوجه لا شعوريا للراديو، إحساسى دفعنى إلى أننى يجب أن أكون مستعدًا لو سألتنى مها، واستمعت إلى فيروز وهى تغنى رائعة عبد الوهاب (خايف أقول إللى قلبى)، ولم أنتظر أن تسألنى مها، وأجبت وقلت لها كل شىء فى قلبى (أحبك يا مها)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحبك يا مها أحبك يا مها



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon