توقيت القاهرة المحلي 12:38:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

  مصر اليوم -

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

بقلم: طارق الشناوي

البلد الجميل سوريا له مكانة دافئة في ضمير كل عربي، في العقد الأخير، بات الإنسان السوري يحمل صفة سفير لبلده، أجبر النظام العنيف، جزءاً معتبراً على الهجرة خارج الحدود، حقق المواطن نجاحاً لافتاً، دفع مثلاً إدارة مهرجان «برلين السينمائي» قبل 6 سنوات على تكريم طباخة سورية ماهرة، لتصبح هي المسؤولة عن إعداد وجبات ضيوف المهرجان العريق.

في مصر لم يعاملوا قط كلاجئين، بل أصحاب بيت، انتشرت في «المحروسة» محلات الحلويات والأزياء، صارت اللهجة السورية، جزءاً من الثقافة المصرية وكلمات مثل «شلون» و«هيك» و«تؤبرني»، مع إيقاع موسيقي خاص، تعاملنا معها بود وحب وإعجاب.

كان ينبغي أن يتحرر الشعب من بطش القبضة الدموية، نصف قرن، بدأت مع الأب حافظ وازداد معدل عنفها في زمن بشار.

الثورة السورية حققت التفاتاً شعبياً، تم الخلاص من نظام طائفي، أشعل العداوة في قلب السوريين، كنت أحرص على زيارة سوريا في مهرجان «دمشق السينمائي» منذ عام 1991، شاهداً على قسوة النظام، وأيضاً على بزوغ بركان الغضب الشعبي، الذي كان في البداية يتدثر بالصمت.

من قاموا بالثورة المسلحة قدموا وعوداً جميلة بأنهم لن يصادروا فكراً ولن يمنعوا رأياً، إلا أنهم ليس لديهم خبرة في إدارة شئون البلاد، عليهم المسارعة، بتهيئة المناخ أمام الكوادر المدنية، ولكن أولاً على المواطن السوري أن يغلق صفحة الماضي، هناك فارق بين من تواطأ وتلوثت يده بالدماء - قطعاً يستحق القصاص - وبين من واصل العمل في سوريا، فهو كان يتعامل مع رئيس يملك كل شيء، ولا نطلب من الجميع أن يصبحوا «جيفارا».

كان بشار بين الحين والآخر يلتقي الفنانين وتنشر معه صورهم، وربما مداعباتهم، هم يعملون في سوريا أو عائلتهم تقيم في سوريا ما الذي ننتظره منهم، في مواجهة شراسة نظام يطبق قاعدة «الخضوع التام أو الموت الزؤام».

عدد من الفنانين والمثقفين، حاولوا العودة لحضور جنازة الأب أو الأم مثلاً، وجدوا أنه سوف يلقى القبض عليهم في مطار «الأسد»، وينكل بهم، إلا إذا سجلوا لقاءً في التليفزيون السوري يؤكدون فيه ندمهم على ما اقترفوه من أفعال أو أقوال، ويعلنون ولاءهم المطلق لبشار.

وهكذا كنا نتابع كلمات الإشادة ببشار الحامي للوطن ومقدراته، تابعنا مرحلة التراشق بين الفنانين داخل سوريا وخارجها - كانت معركة لها أسبابها بمقياس الزمن، الآن لا وقت لتصفية الحسابات. نعم كان مثلاً دريد لحام أحد أهم عناوين القوى الناعمة السورية يدافع عن النظام منذ زمن حافظ، واستمر مع بشار، بينما مخرج ظل مقيماً في دمشق مثل محمد ملص تحمل الكثير من الاضطهاد والمصادرة والتعتيم، نجم مثل جمال سليمان كان مطلوباً من السلطة، وظل رافضاً لها، تردد أنه يفكر جدياً في الترشح لرئاسة الجمهورية.

لم ننسَ التراشق بين ميادة «المؤيدة» وأصالة «الرافضة»، وهو تنويعة أخرى على التباين بين رغدة وكندة، الكثير وجدوا أنفسهم تحت مرمى الاتهامات الوطنية بسبب اقترابهم من بشار، فقرروا حذف صورهم معه، وأعلنوا ندمهم مثل قصي الخولي وأيمن زيدان، وباسم ياخور وغيرهم.

المطلوب الآن من الجميع، نقطة ومن أول السطر، ترشيد الطاقة، حتى تعود سوريا للسوريين، نغلق صفحة الماضي ونبدأ صفحة جديدة، ليس على طريقة عمرو دياب «ما بلاش نتكلم في الماضي... الماضي ده كان كله جراح»، فهي لم تكن مجرد جراح، بل مجازر دموية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعادلة ليست ميادة أم أصالة المعادلة ليست ميادة أم أصالة



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon