توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إليسا... وضبط جرعة العفوية

  مصر اليوم -

إليسا وضبط جرعة العفوية

بقلم: طارق الشناوي

أثارت المطربة إليسا غضب قطاع كبير من جمهورها، عندما استدعت في حفلها الأخير أحد مساعديها على المسرح، يتولى مسؤولية خلع حذائها، اعتذرت له وشكرته أيضاً أمام الجمهور، كما أنه حرص على أن يقف لينال التصفيق، بعد أن أنجز تلك المهمة بنجاح منقطع النظير!

الموقف قد تجد فيه قدراً من العفوية يتوافق مع أسلوب إليسا في علاقتها بالحياة، وفي العديد من تفاصيل حياتها، سبق وأن شاهدناها مثلاً، قبل سنوات قلائل، أثناء مرحلة تلقيها العلاج من السرطان، قدمت درساً عملياً في المقاومة، وحملت أملاً للشفاء، لكل من يواجه تبعات هذا المرض، إلا أن الرسالة العظيمة التي حملها «فيديو كليب» مقاومة المرض الشرس تناقضت تماماً مع فيديو خلع الحذاء.

قطاع من الشخصيات العامة، وفي كل المجالات، يختلط عليهم الفارق بين العام والخاص، من العادي مثلاً أن يحدث ذلك في منزل إليسا، وأن تتبسط مع الدائرة القريبة لها، بينما عندما تتسع الدائرة ويزداد محيطها، وتصبح أمام الملايين من خلال الفضائيات، لزاماً عليها أن تفكر مرتين.

التصرف العفوي على المسرح مطلوب، لكسر المسافة النفسية الافتراضية بين الفنان وجمهوره، فهو يزيد من حميمية اللقاء، إلا أن مطلوب أيضاً وبنفس الدرجة ضبط الجرعة، هناك ما يجوز وما لا يجوز، وغالباً يميل الجمهور إلى جانب التوجه المحافظ، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد.

كان مثلاً عبد الحليم من أكثر المطربين قدرة على تحطيم المسافة مع الجمهور، وكثيراً ما شاهدناه في الفضائيات، يخلع الجاكت ويلقيه على أقرب كرسي، حتى لا يقيد انطلاقه، خاصة في ليالي الصيف الحارة، كما أنه عندما يحين موعد تعاطيه أقراص العلاج لا يجد أبداً غضاضة أن يفعلها أمام الجمهور، وكانت الناس تستحسن منه ذلك، وتردد بصوت مسموع: «بالشفاء يا حليم».

أم كلثوم مثلاً في أغنية «ليلة حب» أعادت مقطع «ما تعذبناش... ما تشوقناش»، ثلاث مرات، بينما اندفع أحد عشاقها من مقعده في نهاية المسرح ليصل إليها قائلاً: «أعد يا ست أعد»، أشارت إليه أم كلثوم أثناء الإعادة الرابعة قائلة: «ما تعذبناش»، ضحك الجمهور على تلك اللمحة الذكية.

على المقابل أكثر مطربة تنفلت منها الكلمات التي لها مذاق اللكمات، هي شيرين عبد الوهاب، رصيدها، لا يعد ولا يحصى من التجاوزات، أغضب بعضها عدداً من جماهير أكثر من بلد عربي، رغم أنها رددتها بحسن نية، ولم تكن تقصد سوى مداعبة الجمهور، وبعدها أعلنت أنها سوف تغلق فمها بـ«سوستة» ولن تفتحها أبداً، إلا فقط عندما تشرع في الغناء، إلا أنها على أرض الواقع ظلت «السوستة» مفتوحة على آخرها، وأوقعتها في الكثير من المواقف المحرجة.

كيف تضبط الجرعة؟ تلك هي المعادلة السحرية، على من يواجه الجمهور أن يصدر إليهم التلقائية والعفوية المفرطة، وفي الوقت نفسه يظل عقله الواعي في حالة يقظة.

أراهن على ذكاء إليسا، وأتصور أنها من المستحيل أن تفعلها مجدداً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إليسا وضبط جرعة العفوية إليسا وضبط جرعة العفوية



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon