توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«روميو وجوليت» وهبوط سقف الأحلام!

  مصر اليوم -

«روميو وجوليت» وهبوط سقف الأحلام

بقلم: طارق الشناوي

لا يستطيع منصف إنكار الجهد المبذول فى عرض مسرحية (مش روميو وجوليت) إخراج أحد كبار المخضرمين الموهوبين عصام السيد.

العرض يتصدر حاليا المشهد المسرحى فى (المحروسة)، بعد أن خفت حضور المسرح بجناحيه الخاص والعام، ومع غياب الكبار الذين كانوا هم نجوم الشباك بالمسرح الخاص، مثل عادل إمام الذى اعتزل قبل أكثر من عشر سنوات، ورحيل نجوم بحجم سمير غانم ومحمد نجم وسعيد صالح، انكمش المسرح الخاص باستثناء محاولات محمد صبحى للصمود.

مسرح الدولة كثيرا ما يواجه أزمات بسبب ضعف الإمكانيات المتاحة.

أتمنى أن نسعى بدأب للبحث عن تمويل لمثل هذه العروض، لو أحسنا التعامل معها لحققت أرباحا اقتصادية، وأهم من كل ذلك تصل الرسالة التى تتبناها المسرحية بمتعة وإبداع.

العرض من العنوان يبصم بالعشرة أنهما ليسا روميو وجوليت، حتى لا يوسوس الشيطان لأحدهم، مؤكدا أن الأمر بعيد عن الحب (إياه)، والغرض فقط هو الحديث عن الصداقة البريئة، ولا ينسى أيضا فى السياق تقديم تحذير من الحب بين مختلفى الديانة، وكأننا داخل جامع أو كنيسة ونتلقى درسا مباشرا من شيخ أو قسيس.

الأحداث داخل مدرسة اسمها (الوحدة) مقصود بها (الوحدة الوطنية)، والبطلان على الحجار يؤدى دور مدرس مسيحى، وزميلته وجارته رانيا فريد شوقى مسلمة، من حى شبرا العريق، الذى يضرب نموذجا للعلاقة التاريخية بين المسلم والمسيحى.

جدران المدرسة تتحلى بصور لطه حسين والعقاد ومجدى يعقوب وأحمد زويل وقاسم أمين ونبوية موسى ونجيب محفوظ وغيرهم من أيقونات التنوير.

الهدف هو الرهان على الحب البرىء البعيد عن المشاعر العاطفية بين الرجل والمرأة، الشاعر الموهوب أمين حداد صاغ العرض بانضباط شديد جدا فى انتقاء المفردات الشاعرية فى بنائها بقدر ما هى واقعية فى تعاملها مع الدراما، العرض غنائى لا يخلو من استعراضات، ومن هنا تأتى الصعوبة، الخيال كثيرا ما يمنحنا رغبة فى المزيد من الإجادة.

مصر عرفت المسرح الاستعراضى فى شارع عماد الدين مطلع القرن الماضى والعروض (لايف)، والكل كان يتعامل مع الحالة الإبداعية، بكل تفاصيلها على اعتبار أن هذا هو العادى.

فى الستينيات مثلا (فرقة رضا) للفنون الاستعراضية، كانت تقدم عروضا أشبه بالاسكتش، إخراج وبطولة محمود رضا والراقصة الأولى فريدة فهمى، والمايسترو على إسماعيل يقود الفرقة الموسيقية ومحمد العزبى يغنى (لايف)، هكذا كنا نتعايش مع الفن ببساطة.

تراجعنا، من الممكن أن أتفهم ذلك لأن الإمكانيات غير متوافرة، ولكن الاستسلام باعتباره «قدر أحمق الخطى» على رأى الشاعر كامل الشناوى، هنا الخطر الأكبر، مهما كان الواقع مؤلما علينا أن نتمسك بالخيال لنعيد تصحيح الواقع.

لدينا قطعا عناصر تستحق الإشادة مثل على الحجار أكثر مطرب عربى فى التاريخ أخلص للمسرح الغنائى وسوف يترك رصيدا مشرفا، ورانيا فريد شوقى أدت دورها بقدر كبير من الفهم والبساطة وميدو عادل ممثل لديه حضور وإمكانيات تنتظر الفرصة، وأجاد كل من عزت زين ودنيا النشار وأميرة أحمد.

موسيقى أحمد شعتوت، ديكور محمد الغرباوى، واستعراضات شيرين حجازى، أبطال كبار فى (مش روميو وجوليت).

تقديم مسرح استعراضى بكل عناصره ليس مستحيلا، فقط علينا جميعا أولا أن نسقط من القاموس أداة التشبيه (كأن)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«روميو وجوليت» وهبوط سقف الأحلام «روميو وجوليت» وهبوط سقف الأحلام



GMT 10:25 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

ألطاف ترومان

GMT 10:23 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عن تسوية الملعب الدولي: قمة المستقبل

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم!

GMT 10:19 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

نكسة لبنان الرقمية

GMT 10:17 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

وسواس العظمة يفسد الناس

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عودة «النووي» الإيراني إلى الواجهة

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية

GMT 10:11 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon