توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلمين.. (لمين)؟!

  مصر اليوم -

العلمين لمين

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

  كل أنظار متعهدى الحفلات توجهت صوب مدينة (العلمين)، قطعًا خبر يسعد كل مصرى، عندما تشير إليها (البوصلة) وتنشط الحياة السياحية والاقتصادية أكثر فى هذه المدينة الغالية على قلوبنا، فهى إحدى مدن محافظة (مطروح)، التى خلدتها ليلى مراد فى فيلم (شاطئ الغرام)، عندما غنت (يا ساكنى مطروح جنية فى بحركم)، وكانت تقصد تحديدا شاطئ (مرسى مطروح)، من الواضح أن (الجنية) استقرت خلال السنوات الأخيرة على شاطئ (العلمين).

ارتبطت هذه المدينة، فى الذاكرة الجماعية، بالحرب العالمية الثانية بين (المحور) و(الحلفاء)، والقائدين العسكريين الأسطوريين، روميل ومونتجمرى، المفروض أن مصر نظريًا لا ناقة لها ولا جمل فى تلك الحرب، إلا أن هناك انحيازا لثعلب الصحراء الألمانى روميل، مرددا المثل الشهير (عدو عدوى صديقى)، وقطعا المقصود بعدوى هى بريطانيا، وهكذا تمنوا خسارتها، بينما واقعيا انتصر مونتجمرى، وظلت بعدها (العلمين) تعنى بالنسبة لنا مقبرة جماعية للجنود، وألغاما زرعها المقاتلون هنا وهناك أثناء الحرب، وبين الحين والآخر كنا نقرأ عن تفجير لغم عشوائى، حتى تم تطهير المنطقة تماما من أشباح الموت.

السنوات الأخيرة قدمت وجهًا مبهجًا لتلك المدينة، عشرات من الحفلات تقام هناك، إلا أنها تبدو محددة فقط لطبقة تمثل الذروة الاقتصادية فى المجتمع المصرى، وهكذا تتابع أسماء مثل عمرو دياب وتامر حسنى ومحمد رمضان وروبى وهيفاء وهبى وآمال ماهر وغيرهم، التذكرة ارتفعت إلى 10 آلاف جنيه، فما بالكم لو أضفنا إليها المواصلات والإقامة، أعلم أن القانون هو (العرض والطلب)، والوجه الشعبى له (الغاوى ينقط بطاقيته).

هل من صالح الفنان أن يقدم عمله الفنى لمن ينقط فقط بـ(طاقيته) من طبقة (كريمة الكريمة)؟، أسعار التذاكر صارت تُشكل استفزازا لقطاع عريض من الناس!!.

الفنان عندما تزيد سعر التذكرة يعتبرها دليلا عمليا على نجاحه وقدرته على الجذب، معروف أن القسط الأكبر من المطربين والمطربات لا يستطيعون مغادرة حفلات دار الأوبرا محدودة الكراسى وأيضا الثمن، إلا أن هذا لا يعنى أن المطربين العابرين لتلك المساحات من حقهم أن يرتفعوا بسقف الأسعار بدون مراعاة لأى قواعد أخرى غير (التذكرة لمن يدفع).

لصالح الفنان أن يظل على تواصل مع جمهوره، كلما ارتفع السعر ضاقت أكثر الشريحة، لو قلنا إن تعداد المصريين تجاوز فى آخر إحصاء 103 ملايين، بينما القادرون على الذهاب لتلك الحفلات مليون، أين إذن حقوق 102 مليون؟.

عندما سألوا المخرج الكبير داود عبد السيد لماذا أعلنت اعتزالك؟، أجابهم: ارتفع متوسط سعر تذكرة السينما ليلامس 100 جنيه، وهى تتجاوز القدرة الاقتصادية للطبقة المتوسطة، فتوقفت عن الإخراج.

من الذى يصنع شعبية هؤلاء المطربون؟، إنهم ولا شك الأغلبية التى لا تستطيع أن تشد الرحال إلى العلمين.

هناك قيمة تغيب عن البعض، وهى المسؤولية الاجتماعية التى يجب أن تصبح على قائمة أولويات الفنان، عندما تتجاوز التذكرة رقما على يمينه ثلاثة أصفار، فأين إذن تلك المسؤولية؟، لا مانع من أن يزداد سعر فئة محددة وتوفر لها بالمقابل إمكانيات أكبر مثل المكان الذى يقترب من خشبة المسرح وغيره، ولكن فى نفس الوقت يجب أن يجد الآخرون أيضا مكانهم.

(العلمين) التى انتقلت إليها مؤخرا (الجنية) التى لا تفرق بين غنى وفقير، يجب أن تصبح حفلاتها متاحة لكل العاشقين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلمين لمين العلمين لمين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon