توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى!!

  مصر اليوم -

نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى

بقلم: طارق الشناوي

من السهل قطعا أن تقول وأنت مطمئن وضميرك، بنسبة لا بأس بها، مستريح، إن نجوى فؤاد فى الحدود الدنيا، اختلط عليها الأمر، وهى تتذكر ما قاله لها الشيخ الشعراوى، عندما التقيا داخل طائرة فى الغردقة، فى طريقهما للقاهرة، بعد أدائهما فريضة الحج، وجدتها فرصة لا تعوض لتسأله عن موقفها أمام الله بعد احترافها الرقص وسيلة لكسب الرزق. الشيخ الشعراوى، طبقا لما قالته نجوى فؤاد، جعل الباب مواربا، بل اعتبره وسيلة هيأها الله لها لكى يصبح هو باب رزقها هى ومن معها.
أول ما يخطر على بالك هو مراجعة كل أحاديث ومواقف الشعراوى السابقة والقسط الأكبر منها يؤكد تشدده حيال كل أنماط الفنون، فهو يردد مقولة الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان عندما سأله أنور وجدى عندما التقاه بالصدفة قائلا: (يا إكسلانس التمثيل حلال أم حرام؟)، كان لقب (إكسلانس) هو السائد وقتها فى الحوار بين الشخصيات، وليس (مولانا) كما يحدث الآن، وفى أول تعارف بينهما جاءت إجابته (حلاله حلال وحرامه حرام)، البنا يشبه الفن بالسكين أو الكأس، المهم كيف تستخدم السكين هل لتقطع بها اللحم قبل تناوله أم لقتل إنسان، والكأس هل تضع فيه ماء أم خمرا، وهى كما ترى إجابة تجعل المرجعية دينية وسوف تكتشف أن كل شيخ أطلقنا عليه يوما ما (مستنيرا) يكرر عبارة (البنا) الفضفاضة، التى تضيّق فى عمقها الخناق حول حرية الفن، لأنها تضعه تحت طائلة الأحكام الدينية المطلقة.

مواقف الشعراوى، حيال الفن، متشددة جدا، فهو الذى طلب من حسن يوسف التوقف عن تقديم دور الشاب خفيف الظل الذى ينتقل بين الحسناوات، وهو أيضا منعه من الزواج الدرامى أمام الكاميرا لأنه يعد زواجا شرعيا، وهو أيضا الذى حال دون ذهاب شادية عام 1995 لتسلم درع تكريمها فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد أن اتفقت مع رئيس المهرجان سعد الدين وهبة، وكانت قد اعتزلت قبلها بعشر سنوات، لكنها لم تتبرأ منه، الشعراوى طلب منها فى اللحظات الأخيرة الاعتذار عن تسلم التكريم. ملحوظة: ردد البعض أيضا أن د. مصطفى محمود لعب دورا فى إقناع شادية بالاعتذار، وله مواقف مشابهة فى تحريم الفن، مع حسن عابدين وسهير رمزى وسهير البابلى وغيرهم.

أغلب مراجعات الشيخ الشعراوى فى الفتاوى الدينية تؤكد تشدده فى التعاطى مع الفنون، حتى إن الشاعر الرومانسى أحمد شفيق كامل، صاحب (انت عمرى) لأم كلثوم، بعد أن التقاه توقف تماما عن كتابة الأغانى العاطفية، واعتبرها رجسا من عمل الشيطان، وقال لى إنه سأل الشعراوى عن رأيه فى الفنانين العالميين الذين لم يدينوا بالإسلام لأنهم لم يتعرفوا عليه مثل بتهوفن وبيكاسو وشكسبير، هل يدخلون النار رغم كل ما قدموه للبشرية، كان رأيه أنهم فى جهنم وبئس المصير، ولا يشفع لهم أبدا عدم إلمامهم بالقرآن، طبقا لكل مواقف وآراء الشعراوى السابقة، نستبعد أنه يردد، مثلما أشارت نجوى فؤاد، إباحة الرقص باعتباره بابا للرزق.

الشيخ الشعراوى رحل عام 98، وغالبا هذا الحوار فى سنواته الأخيرة، قطعا لا توجد وثيقة ونجوى فؤاد لم تعلن ذلك أبدا فى حياة الشعراوى، ليؤكد أو ينفى، كما أن منطوق الكلمات وطريقة أداء الشعراوى للكلمة تساعدنا على الفهم والتحليل، هل الإنسان مع التقدم فى السن تتغير آراؤه أو فى الحد الأدنى يراجعها مخففا من وطأتها؟.

كما أننا يجب أن نضع فى المعادلة نجوى فؤاد، وهى فى هذه المرحلة العمرية تريد أن تشعر برضا ربنا عن مشوارها، وقد يختلط عليها الأمر فى فحوى كلمات الشيخ الشعراوى، أو مع الزمن الذى يقترب طبقا للملابسات إلى نحو 30 عاما، تختلط علينا الكلمات والمعانى، فهى أيضا فى أغلب أحاديثها الأخيرة تبدو كأنها لا تدرك مردود وظلال الكلمات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon