توقيت القاهرة المحلي 16:58:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

  مصر اليوم -

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

بقلم: طارق الشناوي

قصص كثيرة مختلقة تملأ «السوشيال ميديا»، يتم ترديدها من موقع إلى آخر، وتحصل على كثافة المشاهدة مخترقة المنطق.

في العادة، الحكاية المحبوكة والطريفة تحاط بضوء أخضر، يمنحها حق الذيوع والانتشار.

ستجد على «النت» تلك القصة الوهمية ذائعة الصيت: سأل أحد الصحافيين الكاتب الكبير عباس محمود العقاد عن المونولوغيست الشهير محمود شكوكو؟ أجابه: «من شكوكو هذا؟» ووصلت الحكاية لشكوكو، فقال للصحافي نفسه: «قل للعقاد ينزل الشارع معي، ليكتشف الناس حتعرف مين فينا»، فرد العقاد: «قل لشكوكو ينزل على الرصيف بالزعبوط والعصا والجلباب البلدي -وكانت تلك هي الملابس التقليدية له على المسرح- وعلى الرصيف خلِّي راقصة درجة ثالثة تقدم نمرة، سيترك الناس شكوكو ويتجمعون حولها».

هذا التشابك بكل مفرداته يتناقض تماماً مع التركيبة النفسية والذهنية للعقاد وأيضاً لشكوكو.

هذه المرة اختاروا نجيب محفوظ، والطرف الآخر الراقصة فيفي عبده، لتصبح بمثابة تنويعة أخرى على «العقاد وشكوكو».

القصة الوهمية هي أن نجيب محفوظ كان في طريقه لقضاء سهرة، وعندما همَّ بركوب سيارته المتواضعة، كانت فيفي عبده تهم بركوب سيارتها الفاخرة، وقالت له: «شوف الأدب ركِّبك إيه!»، فرد عليها نجيب محفوظ: «شوفي... ركِّبتك إيه!».

حوار يخاصم المنطق، ولم يشاهد –أصلاً- نجيب فيفي عبده في أي موقف. سهرته الأدبية معروف توقيتها وشهودها، وليس قطعاً من بينهم فيفي عبده، إلا أن هناك بصيصاً من الحقيقة تم التلاعب به، كنت أنا طرفاً فيه.

في عام 1991، عُرض فيلم «نور العيون» المأخوذ عن قصة قصيرة في مجموعة «خمارة القط الأسود»، إخراج حسين كمال. الفيلم بطولة فيفي عبده وعادل أدهم، والفيلم يتناقض تماماً مع العمق الفكري لقصة نجيب محفوظ.

أخبرني صديق نجيب محفوظ، المخرج توفيق صالح -وكان هو أصغر مجموعة «الحرافيش» سناً- أن الأستاذ نجيب غاضب جداً بعد أن شاهد الفيلم على شريط فيديو بعد عرضه ببضعة أشهر، وكان معه توفيق صالح يتولى شرح أي مشهد أو حوار لم يستوعبه الأستاذ، بسبب ضعف حاستَي السمع والرؤية لدى كاتبنا الكبير، وطلبت منه أن يستأذن أديبنا الكبير في أن أوثِّق هذا الموقف، على صفحات مجلة «روزاليوسف»، وبعد أقل من ساعة قال لي إنه حصل على موعد مع الأستاذ في كازينو «قصر النيل».

ذهبتُ مسرعاً في الموعد المحدد. لنجيب محفوظ مقولة شهيرة: «لا تحاسبني على الفيلم، حاسب المخرج، بينما أنا مسؤول فقط عن القصة المنشورة».

سألته: لماذا أصر على انتقاد الفيلم، ولأول مرة يخرج فيها عن تحفظه المعتاد في مواقف مشابهة؟

أجابني: «الشاشة لا يوجد فيها أي شيء له علاقة بالقصة. الكل في الفيلم كان يحاول إرضاء فيفي عبده، وهذا الفيلم أعلن فيه شريك فيفي في البطولة، عادل أدهم، اعتراضه، كما أن كاتب السيناريو وحيد حامد قال لي إنه غير راضٍ».

أما نجيب محفوظ فلقد قال بخفة ظل ضاحكاً: «المشكلة مش إن الفيلم رديء. أنا خايف الناس يا طارق يقولوا لي إيه اللي لمَّك يا نجيب يا محفوظ على فيفي عبده؟ وأنا عمري ما شفتها!».

أعتقد أن تلك هي المرة الوحيدة التي تم فيها الربط بين اسمَي نجيب محفوظ وفيفي عبده، إلا أن «السوشيال ميديا» أضافت من عندها لقاء لم يحدث، يحمل تراشقاً مستحيلاً بالألفاظ بين الأديب العالمي والراقصة الشهيرة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو



GMT 08:31 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 08:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 08:21 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 08:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 08:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 08:15 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 08:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

معركة مصالح دولية وإقليمية

GMT 08:04 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
  مصر اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 06:00 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحداث الحلقة 39 من مسلسل عروس بيروت

GMT 23:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

مركز "معلومات الوزراء" يعلن موعد بدء الفصل الدراسي الثاني

GMT 19:44 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

هيكتور كوبر يحدّد أول شباط لقيادة منتخب مصر

GMT 05:19 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

بيكربونات الصوديوم تساعد على الولادة الطبيعية

GMT 02:20 2015 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إكسسوارات مميزة تحمل أسماء مختلفة لأناقة بارزة ومميزة

GMT 02:13 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

مدير "سردار" يكشف عن إطلاق فروع جديدة

GMT 01:11 2015 الثلاثاء ,27 كانون الثاني / يناير

السيطرة على مشاجرة بين مساجين في مركز شرطة "بلبيس"

GMT 04:06 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سارة الشامي تؤكّد سعادتها بنجاح دورها في مسلسل "كلبش"

GMT 02:24 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدير أمن المنوفية يتفقد مركز تدريب الشرطة في قويسنا

GMT 07:02 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا يجب أن تتجنب الأمهات الجدد علاج الشعر بـ"الكيراتين"

GMT 19:41 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"رولز رويس كولينان" تحصل على نسخة مدرعة مقاومة للانفجارات

GMT 05:34 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

درة تكشف عن رأيها في الزواج عن طريق الإنترنت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon