توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخوف من مواجهة الخوف!

  مصر اليوم -

الخوف من مواجهة الخوف

بقلم: طارق الشناوي

يبدو خالد جلال، نغمة مستقلة داخل مسرح الدولة، جزء كبير من الموهبين فى مجال التمثيل (الكوميدى)، تحديدًا فى السنوات العشرين الأخيرة، هم تلاميذ (مسرح مركز الإبداع). عندما يتحرك فنان داخل الروتين برشاقة وذكاء فهذا نوع استثنائى من الإبداع، التعامل رغم تعدد القيادات، نحو 11 وزيرًا فى تلك الحقبة الزمنية هذا ولاشك إنجاز من نوع آخر، خالد راهن على صدق المشروع الذى نبتت فكرته كومضة فى خياله، وتمكن من قراءة شفرة العديد من القيادات حتى ضمن استمرار التدفق الفنى.

كان الوزير فاروق حسنى قبل عشرين عاما، هو أول من أشار إليه ونجح فى رهانه، خالد يدرك أنه فى مهمة مقدسة لإعداد البنية التحتية للمبدعين فى الوطن، حافظ على حرية قراره وعلى السرعة فى التنفيذ، وهكذا انتصر على أول حاجز فى التعامل مع الروتين، يصعب اختراقه، وتمكن بمرونة من القفز على المعوقات التى ينثرها عادة الموظفين لعرقلة مسيرة المبدعين.

الفكرة التى صاغها أيضا خالد جلال تعتمد فى بنائها الدرامى على الوصول للحافة، دائما فى كل علاقة ثنائية بين الطرفين هناك ذروة، البناء قائم على تعدد الملابسات، كل فقرة فيه أشبه بـ( اسكيتش) ينقلنا لآخر، وفى النهاية يجمع بينهم الخوف، وغالبا ما تنتهى كل حكاية بموت أحد الأطراف باعتبارها ذروة المأساة، فى كل المواقف التى قدمها خالد ستلمح أن الموت هو الحل.

يدخلك خالد من خلال الديكور والمكياج والملابس والموسيقى والإضاءة إلى دائرة الرعب، ومنها تنتقل إلى الموت.

تتباين الشخصيات، وأيضا المستوى بين مقطع وآخر، وأعمق تنويعة هى تلك التى قدم فيها خالد زوجين طعنا فى السن، مات الزوج، إلا أن الزوجة لا تزال تعيش فى نفس الشقة وتتمدد على نفس الكنبة، وتحاور الغائب بذات الكلام وكأنه لا يزال حاضرا، غادر الحياة قبل زمن بعيد، إلا أن عقلها يرفض الاعتراف بالرحيل، وتنتعش ذاكرتها من خلال الماضى الذى كان بينهما، وتعيد فى كل مرة جزءا من الحكاية.

وتتعدد الحكايات، إلا أن الموت واحد، حتى من يبحث عن تحقيق

(التريند) من الممكن ببساطة أن يقتل أمه، أو الآخر الذى يستحوذ على ميراث أبيه ويحرم شقيقاته من حقوقهن، وفى النهاية يمسك السبحة ويذهب إلى الجامع.

تزوج وأنجب طفلا، سوف يرث كل شىء من بعده، وتشعر شقيقاته أن الحل هو فى اغتيال الطفل، لم يقدم خالد مشهد القتل على خشبة المسرح اعتمادًا على أن الجمهور سوف يدرك المعنى، لم يجهد خالد جلال نفسه كثيرًا فى البحث عن نهايات أخرى.. من الممكن أن تصبح الحياة فى بعض الأحيان هى العقاب الأشد ضراوة من الموت.

لدينا شعاع نور يبرق داخل أجهزة وزارة الثقافة، أتمنى ألا يسعى بعضهم كما تعودنا، لضرب كرسى فى (الكلوب).

عدد ضخم من الموهبين فى فريق التمثيل تألقوا على خشبة المسرح، من المستحيل لضيق المساحة كتابة أسمائهم، رغم أن خالد كعادته حرص على أن يقدمهم للجمهور، ولا يكتفى بهذا القدر، بل يوجه الدعوة أيضا لبعض خريجى المركز فى السنوات الأخيرة للمشاركة فى الحضور مع زملائهم الجدد، وكأنه يقدم لفريق العمل الجديد درسا عمليًا لعدد من الموهوبين الذين صاروا نجوما، كانوا يوما ما هنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف من مواجهة الخوف الخوف من مواجهة الخوف



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon