توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«القائمة السوداء» للمسلسلات!

  مصر اليوم -

«القائمة السوداء» للمسلسلات

بقلم - طارق الشناوي

تنشط دائما الغدة الرقابية فى رمضان، العديد من الجهات دأبت على إصدار بيانات لرصد المسلسلات المؤدبة والأخرى قليلة الأدب، وبدأت وزارة التضامن هذا النشاط مبكرا، وتفرغت للرصد الدرامى مع مزيد من شحنات التباكى على انتهاك الوثيقة الأخلاقية التى تهدد أمن المجتمع وسلامته النفسية، كما أشار بيان الوزارة أيضا إلى قائمة سوداء تستعد لإصدارها تتضمن المسلسلات الفاسدة.

الوجه الآخر للصورة هو قوائم بيضاء لمسلسلات صنعت طبقا لمعايير الأخلاق الحميدة، بعد قليل ستدخل مجالس ونقابات وجمعيات ومنظمات أخرى ترفع شعار (الكود الأخلاقى) تنتزع لقطة أو كلمة من السياق، وترصد عدد المخالفات هنا وهناك، أتذكر عند بداية إنشاء المجلس الأعلى للإعلام قبل نحو سبعة أعوام تم رصد مكافأة قدرها 100 ألف جنيه لكل مشاهد يلتقط من أى عمل فنى لفظا خارجا، وبرغم أن كثيرين تفرغوا فى الشهر الكريم للمتابعة من أجل الاستحواذ على المبلغ المذكور، إلا أننا اكتشفنا مع بزوغ هلال (شوال) أن (نقبنا طلع على شونة) وأنه مجرد (فنكوش).

سؤال يحيرنى: هل الأخلاق الحميدة حكر فقط على رمضان، أم أنها فى كل شهور العام، وإذا كانت الإجابة المنطقية والمتوقعة هى كل شهور العام، فلماذا إذن يكثر الحديث عنها فى رمضان، وتصبح الدراما هى لوحة (التنشين) المستهدفة؟.

هل هناك فن حرام وآخر حلال؟، بالمناسبة أول من عقد تلك المقارنة هو مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، عندما سأله أنور وجدى فى لقاء عابر عن التمثيل قال له (حلاله حلال وحرامه حرام)، وكررها من بعده عدد كبير من الشيوخ، وهذا يعنى أنهم يريدون فنا طبقا لقواعدهم الدينية.

وإذا كانت لدينا رقابة تراجع النصوص قبل تصويرها وهى رقابة دائما ما يصفها المبدعون بالمتشددة، التى لا تكف عن النفخ فى الزبادى، فما هو المطلوب منها أكثر من ذلك. إنهم يدفعون الرقابة للمزيد من التشدد، ويبقى السؤال الأهم: هل الفن أساسا يقيّم على هذا النحو، بطريقة إحصاء عدد مرات التدخين أو التعاطى أو احتساء الخمر، وإذا خلا من كل ذلك صار عملا عظيما؟.

فى الأعوام الأخيرة كثيرا ما تابعت المجلس الأعلى للمرأة وهو يرصد كم مرة تم الاعتداء مثلا على المرأة فى الدراما، وكم مرة قدمت شخصية امرأة تدخن سجائر، وهو ما يفرض على كتاب الدراما تجنب تقديم أى سلبيات نسائية، ولو تصورنا أن لدينا مجلسا أعلى للرجل، فمن حقه أيضا أن يعترض على تقديم أى سلبيات يرتكبها الرجال على الشاشة، تخيل أن لدينا هذا المجلس الذى يتصدى لأى محاولة للنيل من الرجل، حتى لو قدمناه وهو يدخن سيجارة، هل يستمتع المشاهد بعمل لا يرى فيه سوى ملائكة؟.

أعلم أن هناك قضايا يدخلها الكاتب خاسرا لأن الرأى العام لديه أحكام مسبقة، تتهم الشاشة بأنها سر الإخفاق فى كل شىء، لو سألت رجل الشارع أو مسؤولا كبيرا فى الدولة عن سر تراجع منظومة التعليم فى مصر سوف يشير بأصابع الاتهام إلى (مدرسة المشاغبين)، ولو قلت له ما رأيك فى انتشار العنف لن يجد إلا محمد رمضان، ولو عدت لما يصفونه بالعصر الذهبى للفن والأخلاق ستجد أن عددا من الإعلانات فى الصحافة تشير إلى أن تحية كاريوكا تشارك بالرقص فى أحد الملاهى الليلية حتى موعد السحور!!.

لم يكن المجتمع تحكمه تلك السطوة الأخلاقية، على العكس يقدم كل شىء ويناقش كل القضايا ويدع الخلق للخالق، ويشاهد (شباب امرأة) و(خللى بالك من زوزو) و(زوجتى والكلب)، و(أبى فوق الشجرة)، بدون أن تعلو أصوات التحريم، ولا تهدد فيه وزارة برفع شعار (القائمة السوداء)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القائمة السوداء» للمسلسلات «القائمة السوداء» للمسلسلات



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon