توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

  مصر اليوم -

محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع

بقلم: طارق الشناوي

عندما يأتى اسم محمد رحيم تتداعى إلى ذاكرتى عديد من الأغنيات التى رشقت فى قلبى وقلوب الناس، (حبيبى ولا على باله) لعمرو دياب، تمنحنا حالة من البهجة، شيرين (صبرى قليل) وميض من الشجن، إليسا (أجمل إحساس) فيض من الرومانسية، روبى (ليه بيدارى كده) جرعة مكثفة من الشقاوة، جنات (إللى بينى وبينك) الأنوثة فى وهجها، محمد منير (يونس) روح الفلكلور الذى تم استدعاؤه من عمق التاريخ.

الذى يربط هذه الألحان أنها ترسم صورة ملونة، تشير إلى الصوت، وفى أحيان كثيرة تظل مرتبطة بالصوت، فى حياته مع تكرار أغانيه تتأكد، من جيل الكبار الذين كانت لديهم تلك الملكة الاستثنائية منير مراد، كان لديه شغف برسم ملامح فى النغمة تشبه تمامًا صوت المطرب، وهنا يلعب دورًا كبيرًا أن يجد هذا المطرب نفسه، وفى العادة يلتقط المطرب تلك الحالة ويظل متشبثًا بها، حتى لو أغفل أن هذا الملحن شريكه فى صنعها، إلا أن الزمن كفيل تمامًا، بأن يعيد الفضل لأصحاب الفضل.

مع بداية انتشار ألحانه كنا نلتقى فى العديد من اللقاءات التليفزيونية، وثالثنا والدته الشاعرة الراحلة إكرام العاصى، ولم تتجاوز أبدًا تلك الحدود، ربما بعض المكالمات فى عدد من المناسبات.

كثيرًا ما كنت أتخيل حوارًا بين أم وابنها، وكيف يتعاملان فنيًا، هل من الممكن للابن أن يعترض على كلمة أو شطرة شعرية كتبتها الأم، قالت لى الشاعرة الراحلة إكرام العاصى إنهما صارا أقرب إلى روح واحدة، وكأنها تعزف على أوتاره النغمة، بينما هو يكتب الكلمات بأصابعها، أتصورها حالة استثنائية قى دنيا الإبداع، أن يقدم الابن والأم عملًا فنيًا مشتركًا، وذلك لو نحينا جانبًا فيروز وابنها زياد، الذى تواجد على خريطة فيروز بعد رحيل زوجها ووالده عاصى، وخلافها مع شقيقه وتوأمه الفنى منصور، فمنحها القدر زياد لتكتمل رحلة عطاء (جارة القمر).

بمجرد أن تناهى إلى سمعى خبر الرحيل تابعنا جميعًا أخبار الشكوك حول وجود جريمة، الملحن فى منتصف الأربعينيات من عمره، ورحيله مبكرًا يجعل المناخ صالحًا لانتشار عشرات من الشائعات، التى ترفض أن تغلق أى باب، وتفتح على مصراعيها كل الاحتمالات.

عندما طلب شقيقه الكشف عن الملابسات، وأوقف إجراءات الدفن بعد الإعلان عنها، كنت أخشى أن يظل السؤال: هل هناك من دبر الجريمة؟، وهو ما رددناه مع كثيرين فى أحداث مشابهة، تمنينا أن يظلوا بيننا، وعلى الفور تنشط الذاكرة الشيطانية التى تبحث عن جريمة، كنوع من السلاح نواجه به الموت المبكر.

فعلناها مثلًا مع سعاد حسنى فى مطلع الألفية، لأننا لم نصدق أنها انتحرت، كما أن الانتحار فعل تحرمه كل الأديان، وتجعل الصلاة على الجسد غير جائزة شرعًا، وهو ما يدفع عادة أهل المنتحر لنفى تلك الجريمة.

لابد من البحث عن جريمة، حتى أن بعض ورثة سعاد، عندما فشلت محاولاتهم لتشريح جثمانها بعد وصولها فى نعش من لندن إلى القاهرة، أجهزة التحقيق هناك أقرت بانتحار سعاد، فكان لابد من استكمال إجراءات الدفن بالقاهرة، إلا أن جزءًا من الورثة طالبوا مجددًا النائب العام قبل سنوات قلائل باستخراج الجسد من تحت التراب للتشريح إلا أن النائب العام رفض.

عندما يرحل موهوب أو زعيم فى مرحلة مبكرة من عمرة، نردد دائمًا أنه لو كان استمر بيننا ومنحه الله مزيدًا من السنوات لقدم لنا ما هو أكثر.

مصطفى كامل (زعيمًا)، وسيد درويش (موسيقارًا)، وأبوالقاسم الشابى من تونس الخضراء (شاعرًا)، فى الحقيقة أن كلًا منهم قدم كلمته ومضى، قالوا جميعًا وداعًا، وكل واحد منهم فى مطلع الثلاثين من عمره أو حتى لم يكملها.

لا تبحث عن سبب خارج النص، جنائى أو فنى، كل مبدع أراه محملًا برسالة مع تعدد مفرداتها، وعندما يكمل المقطع الأخير منها يغادرنا وتبقى رسالته تنبض بالحياة.

الموت يتجسد أمامنا فى رحيل الجسد، بينما مع المبدعين نكتشف أن الموت صار رسالة لنا، لكى نستعيد مجددًا الرؤية فى هذا الإبداع!! ربما لم تظل الأبواب مفتوحة أمام محمد رحيم فى السنوات الأخيرة، إلا أن ما أنا موقن به هو أنه قدم لنا كل ألحانه وحتى آخر نغمة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع محمد رحيم يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon