توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفنان العربي وجواز السفر

  مصر اليوم -

الفنان العربي وجواز السفر

بقلم: طارق الشناوي

في ليلة واحدة أقامت «هيئة الترفيه» بالمملكة العربية السعودية أربع ليالٍ في أربع محافظات، أحياها نجوم عرب؛ أصالة ورابح صقر وأصيل أبو بكر سالم ومحمد حماقي وهدى الفهد ورامي عبد الله وماجد المدني، تنقلوا بين جدة وجازان وأبها والباحة، شعاع ضوء ينتقل من بقعة إلى أخرى، لا يتوقف كثيراً أمام جواز سفر المطرب والفرقة الموسيقية والكورال، لا يعترف أبداً إلا بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس.

خطة محكمة رصدها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس «هيئة الترفيه»، علمته الحياة ألا يتوقف أمام شائعة تنتشر أو «تشنيعة» يتم تداولها، يُكمل فقط الطريق الذي بدأه، باحثاً عن وميض النجاح. أكبر مأزق يواجه أي مبدع يكمن في جملة واحدة: «تبديد الطاقة»، وروشتة النجاح أيضاً تكمن في جملة واحدة: «ترشيد الطاقة».

لا أحد يستطيع اغتيال نجاح؛ لأنه يملك أسلحة الدفاع من خلال الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل.

حق النقد لأي عمل فني مباح ومتاح، بل مطلوب. هناك قضايا تثار بين الحين والآخر، وهي ليست فقط وليدة هذا الزمن، اشتعلت في السنوات الأخيرة مع زيادة سطوة «السوشيال ميديا»، مثل ملابس بعض المطربين، في الماضي كانت دائماً ملابس النساء تسرق الكاميرا وتستحوذ على الاهتمام، الآن صارت ملابس الرجال تحتل مقدمة «الكادر».

البعض منا يعتقد أنه فقط «ترمومتر» الذوق العام، وما يجوز أو لا يجوز، لو رأيت فناناً يرتدي ملابس لا تتوافق مع ذوقك، بل سأصل معك إلى أبعد نقطة، وهي أنك شخصياً تخجل من ارتدائها، فهل تطالب بمصادرتها أو بعقاب من يرتديها؟ إنه اختيار لا يناسبك أو يناسبني، قد يصدمك أو يصدمني، فقط ترفضه. العقاب ليس من صلاحياتك أو صلاحياتي، البنطلون «المقطع» الذي يرتديه النساء والرجال، المنتشر في كل العالم، قبل ثلاثين عاماً لو ارتداه أحد لاعتبرته دلالة على الفقر والعوز، الآن صار أمثالي الذين لا يتعاملون مع هذا البنطلون يبدون للناس، وكأنهم خارج الزمن.

عندما يشكر فنان على المسرح شعباً، معرباً عن مشاعره، نضع الموقف في إطار توقيته ودلالته. عندما يزورك إنسان عزيز عليك في بيتك، تقول عادة: «إحنا زارنا النبي»، هل هناك من هو في مقام النبي - عليه الصلاة والسلام؟ تعبير مقبول اجتماعياً، ولا نحاكمه دينياً، دلالته واضحة ولا تحتمل اللبس.

لو عدت إلى حفلات سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي أقامتها في العديد من الدول العربية بعد حرب 67، مثل السودان وليبيا وتونس والمغرب وغيرها، من أجل دعم المجهود الحربي، ستكتشف أن أم كلثوم كثيراً ما أشادت بشعب هذه الدولة، واعتبرته «السمّيع رقم واحد في العالم العربي»، هل أدى ذلك يوماً إلى غضب المصريين من أم كلثوم؟

عبد الحليم حافظ في منتصف الستينات سجل ثلاث قصائد في التلفزيون الكويتي، أشهرها «يا هلي يا هلي»، مرتدياً الزي الخليجي، وقدمها باللحن والإيقاعات الخليجية، كما أنه غنى للملك الراحل الحسن الثاني: «شمسك تشرق في المغرب، والماء والخضرة والوجه الحسن»، لم يقل أحد كيف تغني للملك الحسن الثاني بعد أن غنيت «يا جمال يا حبيب الملايين»؟

مثلاً، نجاح سلام اللبنانية الجنسية عام 1956 رددت من قلبها: «يا أغلى اسم في الوجود يا مصر»، ولم يعاتبها أحد في لبنان. قبل بضع سنوات أعاد غناءها المطرب الإماراتي حسين الجسمي. وديع الصافي غنى «عظيمة يا مصر يا أرض النعم»، وأم كلثوم «بغداد يا قلعة الأسود»، وغنت للكويت «يا دارنا يا دار»، وما شدت به نانسي عجرم حباً في مصر أكثر مما غنته معبرة عن حبها للبنان.

الفنان الذي يعلن حبه لأرض أو لشعب عربي، لا يجوز لنا بجرة قلم أن نشكك أو نجرح في انتمائه الوطني!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان العربي وجواز السفر الفنان العربي وجواز السفر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon