توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يموت الوميض

  مصر اليوم -

عندما يموت الوميض

بقلم:طارق الشناوي

بات مشهدًا متكررًا.. فنان يشكو بطعم الانكسار: أين أنا؟.. ونقيب يعلنها صريحة مجلجلة: لم تعد لدينا نوافذ تستوعب الجميع، (العين بصيرة والإيد قصيرة ).. بل فى أحيان كثيرة تكتشف أنها مبتورة.. الفنان على حق، والنقيب على حق.
دعونا نتأمل، هل هذه شكوى جديدة؟.. فى عز تعدد جهات الإنتاج وكانت أغلبها تحت مظلة الدولة تكرر نفس المشهد، المبدع فى أى مجال من الصعب أن يعترف، إلا فيما ندر، بتغيير ما حدث على الخريطة.. وإذا أراد البقاء، عليه إعادة توفيق أوضاعه مع المتغيرات الجديدة.

مثلًا نور الشريف وافق على أن يسبقه أحمد عز فى (مسجون ترانزيت)، ومحمود عبدالعزيز وافق أيضا على أن يسبقه أحمد السقا فى (إبراهيم الأبيض).. هذه هى المرونة المطلوبة.. كم نجم يستطيع التعايش مع الزمن؟ مؤكد ستتضاءل أمامه المساحة الدرامية، كما أن الأجر سيتناقص كثيرا.

فى العادة، عندما يسأل المنتج النجم الكبير الذى غاب عن الساحة عن الرقم الذى يطلبه، تأتى الإجابة سأحصل على نفس الأجر الذى كنت أتقاضاه قبل الابتعاد، وقبل أيضا تعويم الجنيه، معتقدا أنه تنازل بما فيه الكفاية، بينما شركة الإنتاج تريده أن يتنازل أكثر وأكثر.

بعض المنتجين صاروا أشبه بـ«تاجر الحرب»، يبحث عن الفنان المجمد الذى أصبح يعيش فى (الديب فريزر)، وهو موقن أنه سيأتى إليه مستسلما لأنه سيمنحه شيئا من الدفء، وتتعطل بعدها لغة الكلام.. ولو سألنى النجم الكبير، لطلبت منه الموافقة ودون تردد على الأجر الجديد، وعليه أن يمارس مع شركة الإنتاج لعبة (السلم والثعبان)، المهم أن يظل على الرقعة، من الممكن أن يجد سلمًا فى الدور المعروض عليه ويصعد به لأعلى، ابتعاده يعنى بقاءه لأجل غير مسمى فى (الديب فريزر).

بعض الفنانين بعد أن مضى بهم قطار العمر لم يعد أمامهم سوى حضور المهرجانات كضيوف، ولأنه لن يجد مكانا فى الصف الأول، سيبحث عن الثانى، ويختار مقعده بدقة خلف المسؤول مباشرة، على أمل أن تلتقط الكاميرا صورته، ربما يراه أحدهم فيتذكره!!.

علينا أيضا ملاحظة أن هناك منصات أُضيفت كنوافذ جديدة فى السنوات الأخيرة، ستلعب دورًا فى إتاحة الفرصة وهى لا تعبر عن توجه فكرى أو فنى واحد، ورغم ذلك سيظل لدينا صاحب موهبة حقيقية بعيد عن الملعب، إلا أنه ليس بالضرورة مستبعدا.

لا أحد طوال التاريخ حقق العدالة، كانت وستظل نسبية.. أقصد بـ«العدالة» أن يأخذ الفنان ما يستحقه بالتمام والكمال.

الفنان لا يعترف أبدا بأنه من الممكن أن تموت بداخله الموهبة ويخفت الوميض، عدد من الكبار عندما أشاهدهم على الشاشة أشعر أن هناك لمحةً ما مفقودة، مثلًا أحمد رمزى عندما عاد للتمثيل بعد غياب طويل مات بداخله هذا الوهج، بينما كمال الشناوى وهو يكبر أحمد رمزى بأكثر من عشر سنوات تجاوز التسعين وظلت بداخله تلك الومضة، وهو ما ينطبق أيضا على يوسف وهبى وأمينة رزق.

لو شاهدت إسماعيل ياسين فى آخر أفلامه (الرغبة والضياع)، ستتأكد أن الوميض على الشاشة قد تم تشييعه إلى مثواه الأخير قبل تشييع جسد إسماعيل ياسين!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يموت الوميض عندما يموت الوميض



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon