توقيت القاهرة المحلي 21:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقل ظله سر بقائه

  مصر اليوم -

ثقل ظله سر بقائه

بقلم: طارق الشناوي

لم ينقرض (الديناصور) من فرط ضخامته وقوته الجسدية، ولكن لأنه لم يستطع التعايش مع العالم الجديد.. عدد من الأصدقاء لا يزالون يعلنون بكل فخر أنهم لم يدخلوا بعد العالم الافتراضى، ولن يدخلوه، وكأن منصات التواصل الاجتماعى سيتوقف مصيرها عليهم، الدنيا قطار بسرعة الضوء، لا ينتظر أحدًا، إما أن تلحقه فى التوقيت المناسب أو يدهسك تحت قضبانه.

ورغم ذلك، فإن مظاهر الضعف بزاوية ما من الممكن أن تصبح هى سر ومفتاح البقاء، مثل هذا الفنان الذى يطلق على نفسه (كوميديان).. زملاؤه النجوم يقدرون تمامًا ثقل ظله، ولهذا يحرصون على تواجده معهم داخل (الكادر) حتى لا يسرق منهم الكاميرا.

صرحت مرة الفنانة القديرة سناء جميل بأن بعض نجمات الشباك من جيلها، بسبب حضورها، كن يعترضن على تواجدها فى أى عمل فنى، وقال لى عادل أدهم إن أحد كبار النجوم كان يشترط قبل التعاقد ألا يتم ترشيحه لأى دور، خوفًا من أن يسرق منه الجمهور، والغريب أن هذا النجم تحديدًا ظل يبكى عادل أدهم بحرقة بعد رحيله.

المخرج صاحب الإرادة فى الاستوديو مستبعد تمامًا. النجم يريد أن يعمل تحت مظلة المخرج المطيع الذى ينفذ أوامره.. وهكذا قد يتم إقصاء مخرجين موهوبين، بينما يتواجد هؤلاء الذين يقع اختيار النجوم عليهم وهم واثقون تماماً من تنفيذهم للأوامر دون حتى مناقشة.

الخضوع يصل بالمخرج إلى توصيل رسالة علنية، ليس فقط للنجم الذى يعمل تحت مظلته، ولكن للآخرين، بأنه سيظل دائماً وأبداً حريصاً على ألا يغضبهم، وأن مبدأه هو (علشان الشوك اللى فى الورد بحب الورد)، ومع الأسف فإن أغلب نجومنا يفضلون العمل مع هؤلاء الذين يتعاملون بأريحية مع أشواك الورد.

التجربة العملية أثبتت أن النجم حتى يحتل مكانة ينبغى أن يستند إلى وجهة نظر مخرج. مثلاً فى مرحلة فارقة مع مطلع عقد التسعينيات، تعاون عادل إمام مع المخرج شريف عرفة الذى قدم معه مجموعة من الأفلام، بدءاً من (اللعب مع الكبار)، تأليف وحيد حامد، تشعر فيه بروح مخرج لديه عالمه الخاص، قال لى وحيد إن شريف سأله: (أفلامى السابقة لم تحقق إيرادات، وربما يعترض عادل على ترشيحك لى؟)، رد وحيد: (هذا فيلم شريف عرفة وليس عادل إمام).

من صالح النجوم أن يدركوا حاجتهم إلى عين مخرج، إلا أن كثيرًا ما تغيب عن الشاشة أسماء مخرجين وكتاب كبار.

عدد من الأفلام السينمائية المغايرة للسائد اعتمدت على نبض مخرجيها أكثر من سيطرة نجومها، بينما- ومع الأسف الشديد- المخرج مهيض الجناح، الذى تمت قصقصة ريشه، هو المطلوب، لأنه داخل الاستوديو (لا يهش ولا ينش).. إنها قوة الضعف، هناك من يتعامل مع الموهوبين على طريقة النجار والمسمار، بمجرد أن يرى النجار رأس المسمار ينهال وبلا هوادة بضربات متلاحقة من (الشاكوش) حتى لا يجرؤ أن يطل مجددا برأسه.

أنت تتعامل بندية داخل العمل مع الجميع، لا أتصور أن هؤلاء يواصلون المشوار ببساطة. تابعوا الآن أى عمل فنى يجرى تصويره أو فى طريقه للعرض، ستجد تكرار نفس تلك الإجابة، أن النجم بطل العمل الفنى كان شديد التواضع وكثيرًا ما نصحنى بكذا وكيت، كما أنه حرص على مشاهدى أكثر من حرصه على مشاهده.

الكل يعلم أن العمل الفنى صار وبنسبة تتجاوز 90 فى المائة خاضعًا لما يريده النجوم.. ومع الزمن ازدادوا شراسة فى فرض وجهة نظرهم، بينما على الجانب الآخر ازداد الآخرون خضوعًا فى التنازل عن وجهة نظرهم.

إنها معادلة قوة الضعف: كن ثقيل الظل، سوف تضمن أن يرشحك نجوم الكوميديا للوقوف بجانبهم فى (الكادر)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقل ظله سر بقائه ثقل ظله سر بقائه



GMT 10:10 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 10:08 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

لبنان... نتنياهو أخطر من شارون

GMT 10:05 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الأردن و«الإخوان»... «حكي القرايا وحكي السرايا»

GMT 09:59 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أوسلو... من الازدهار إلى الانهيار

GMT 09:57 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إيران ــ أميركا ــ أوروبا وإدارة الصراع

GMT 09:55 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

«الكلمة نور وبعض الكلمات قبور»

GMT 09:53 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

رؤية عربية للمتغير الرئاسي الأميركي

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon