توقيت القاهرة المحلي 00:09:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يخلق من الشبه أربعين»... ولكن!

  مصر اليوم -

«يخلق من الشبه أربعين» ولكن

بقلم: طارق الشناوي

صاروا أحد الأوراق الرابحة على «السوشيال ميديا» بعد أن لهثت وراءهم الفضائيات وأغرتهم بمقابل مادي معتبر، هؤلاء يشبهون بنسبة ما عدداً من المشاهير مثل عادل إمام ومحمد منير وعمرو دياب ومحمد رمضان وغيرهم، ينتقلون من برنامج إلى آخر، بعضهم لم يكتفِ بهذا القدر، شارك أيضاً في حفلات مستعيناً بفرقة موسيقية، طبعاً حضورهم هزيل وعمرهم تحت الأضواء لن يستمر سوى عدة أشهر على أكثر تقدير، وبعدها يتم البحث عن أوراق أخرى.

هل يسعد الفنان عندما يجد من يحاكيه في الملامح؟

في نهاية الثمانينات وفي عز انطلاق ووهج عادل إمام، ظهر ممثل يشبهه بقدر ما في ملامحه، كان أيضاً يتعمد تقليد عادل في العديد من المواقف على الشاشة، عادل مثل أغلب نجوم الكوميديا لديه «لزمات» حركية وصوتية، يكررها على الشاشة، حتى صارت لصيقة به، والناس قطعت الخط الفاصل بين الحقيقة والشاشة، اعتقد البعض هذا هو عادل إمام الإنسان وليس فقط الفنان.

هذا الممثل الذي كان يصغر عادل بنحو 20 عاماً، وجد بكثافة على الشاشة وعلى خشبة المسرح، أفلام عدة، مما اصطلح النقاد على تسميتها «مقاولات» لأنها محدودة في قيمتها الفنية والمادية، كانت تستعين به في دور أساسي، حتى يختلط الأمر على الجمهور بين الأصل والصورة.

اعتقد أن عادل يحاربه، ولم يكن هذا صحيحاً، الصحيح أن عدداً من المخرجين عرضوا أدواراً على عادل واعتذر عنها، هؤلاء وجدوها فرصة لكي يقدموه بديلاً على الشاشة، كنوع من النكاية في عادل، ومع مرور الزمن انتهي مفعوله في مصر، وسافر إلى إحدى الدول الخليجية في محاولة أخيرة لكسب لقمة العيش.

الإنسان لا يسعد بمن يشبهه، خاصة لو كان فناناً، إلا أنك في النهاية تكتشف أن روح الإنسان هي التي ترسم لنا لا شعورياً ملامحه الحقيقية.

ما نراه الآن حالة استثمار للتوافق الشكلي، والناس في البداية قد يسرق انتباهها للحظة، وبعد انتهاء تلك «القفشة» السريعة تكتشف أن الأصل لا يزال مسيطراً وتنسى تماماً الصورة.

البعض منهم يحاول أن يكسب بنطاً جماهيرياً، ويحكي عن لقاء مع الأصل، وكيف أنه انبهر به، أو العكس تماماً، وهي أنه أشعل ضده حرباً شعواء، مستغلاً علاقته بالمنتجين والمخرجين، حتى يحرموه من العمل، لا أتصور أن شيئاً من هذا له نصيب من الحقيقة.

في بداية انطلاق إلهام شاهين قبل نحو 40 عاماً، التقتها بالصدفة فاتن حمامة، وكان البعض قد بدأ الإشارة إلى توافق ما في الملامح وأسلوب الأداء، ورحبت بها فاتن، وقالت لها «أنت تشبهيني أكثر من ابنتي»، ونصحتها بأن تقدم نفسها وإحساسها على الشاشة حتى لا تصبح صورة منها، وهو ما استوعبته بالضبط إلهام، أدركت إلهام مبكراً، أن فاتن على الشاشة ليست هي فاتن في الحقيقة، وعلى الفنان أن يصدر للناس نفسه وليس صورة من أحد، حتى لو كان بينهما قدر من التوافق.

هؤلاء المقلدون مع الزمن سوف يتضاءل وجودهم على «السوشيال ميديا»، والناس سوف تبحث عن مقلدين آخرين، ويبقى دائماً وعلى رأي المطرب الشعبي الراحل محمد طه «ع الأصل دور»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يخلق من الشبه أربعين» ولكن «يخلق من الشبه أربعين» ولكن



GMT 10:25 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

ألطاف ترومان

GMT 10:23 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عن تسوية الملعب الدولي: قمة المستقبل

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم!

GMT 10:19 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

نكسة لبنان الرقمية

GMT 10:17 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

وسواس العظمة يفسد الناس

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عودة «النووي» الإيراني إلى الواجهة

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية

GMT 10:11 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

صواريخ زيلينسكي وحافة الفوضى العالمية

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي
  مصر اليوم - إطلالات مختلفة تناسب قصيرات القامة من وحي منى زكي

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري
  مصر اليوم - الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 23:07 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon