توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السينما العربية وصراع حاسم في سباق «قرطاج»!

  مصر اليوم -

السينما العربية وصراع حاسم في سباق «قرطاج»

بقلم: طارق الشناوي

السينما العربية هى سر الصراع وعمقه الاستراتيجى فى مختلف المهرجانات العربية رغم توجهها العالمى، إلا أن التباهى بالفيلم العربى الجديد، والممتع إبداعيا هو واحد من أهم أوراق القوة التى يسعى المهرجان لإثباتها دوما.

مقالات متعلقة

    «الذراري الحمر» والترمومتر السحري!

    الفيلم التونسي من وإلى قرطاج!

    قرطاج «ما أحلى الرجوع إليه»!

منذ عام ١٩٩٢ وأنا أحضر مهرجان «قرطاج» السينمائى، حيث كان فى تلك السنوات يعقد مرة كل عامين- يتبادل مع «دمشق»، قبل أن يصبح سنويا، والاسم الرسمى له «أيام قرطاج السينمائية»، الموعد ظل شهر أكتوبر، هذا العام استقر المهرجان على أن يقتنص من العام آخر أسبوعين ليسبقه العديد من المهرجانات العربية، والتى كثيرا ما تتصارع للاستحواذ على الفيلم العربى.

فى البداية لم أقتنع بتغيير الموعد، ولكن ببعض التأمل للخريطة السينمائية أيقنت أنه كان القرار الصائب، المهرجان كان عمليا فى التعامل مع الواقع، التاريخ له قطعا احترامه، وجائزة تحمل اسم (قرطاج) تظل لها سحرها عند الفنان العربى، واقعيا بزغت عربيا فى السنوات الأخيرة مهرجانات تملك الكثير من الجاذبية، فكان ينبغى من تغيير المؤشر.

كلنا ندرك أن الندرة فى السينما العربية تلعب دورها، أتحدث عن الأفلام الهامة الجديرة بالمشاركة، والتى يزداد عليها الصراع، كما أن عددا من المهرجانات الجديدة عربيا تمنح الأفلام منحا إنتاجية، فتصبح هى الأولى بالعرض الأول، وهكذا سبق إقامة (قرطاج) مهرجانات (الجونة) و(القاهرة) و(البحر الأحمر)، العديد من الأفلام الهامة خاصة العربية تم عرضها فى تلك المهرجانات.

أتذكر جيدا أن الراحل سعد الدين وهبه فى مطلع التسعينيات أدرك أن عليه إقامة مسابقة عربية على هامش مهرجان (القاهرة) تمنح جائزة مادية ضخمة (بمقياس ذلك الزمن ١٠٠ ألف جنيه) لأفضل فيلم عربى، وكان الغرض أن يضمن أن يأتى إليه الأفضل، خاصة أنه لا يستطيع فى المسابقة الرسمية عرض فيلم سبق أن شارك بمهرجان آخر، ونجحت وقتها خطة سعد الدين وهبه.

مهرجان قرطاج كان عمليا فى التعامل مع الخريطة الحالية، إنه المهرجان الأسبق تاريخيا بدأ عام ١٩٦٦، متوجها أساسا للسينما العربية والإفريقية، مهرجان القاهرة انطلق ١٩٧٦ وبعده بثلاث سنوات (دمشق) ١٩٧٩.

توأمة مهرجانى (قرطاج) و(دمشق) لعبت دورها لصالح (القاهرة)، كل منهما يعقد مرة كل عامين، وبالتالى الصراع ثنائى، بين القاهرة وواحد من المهرجانين، كما أن المهرجانين كانا أيضا يضعان فى الحسبان مهرجان (القاهرة)، مثلا كثير من الأفلام السورية التى كانت تنتجها مؤسسة السينما هناك لا تعرض بمهرجان دمشق، حتى يتاح أولا بالقاهرة، وذلك أملا فى جائزة مصرية، إلا أن التاريخ طرح حاليا معادلات أخرى.

00:00
% Buffered
00:00 / 01:20

Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player

التعامل الواقعى بإقامة المهرجان فى نهاية العام لصالح (قرطاج)، منح المسابقة فرصة لعرض الأهم فى المسابقة العربية، واللائحة تتيح ذلك، حتى الأفلام التونسية التى شاركت فى مهرجانات أخرى جاءت محطتها الثانية فى قرطاج.

ومن بين الأفلام الرائعة التى تتسابق هذا العام «أرزة» الفيلم اللبنانى الممتع، سبق له المشاركة الرسمية فى المسابقة العربية بمهرجان (القاهرة).

الشريط السينمائى أول إخراج روائى لميرا شعيب، اختيار الاسم له دلالة على الوطن حيث تتصدر العلم اللبنانى شجرة الأرز، واسم البطلة «أرزة» الوحيدة طوال الأحداث التى لا نعرف بالضبط إلى أى طائفة تنتمى، وكأنها رمز للبنان الذى يتمنى الجميع أن يتخلص من تلك القيود المقيتة.

عمق المأساة اللبنانية تستطيع أن تراها فى الطائفية التى وضعت فى الدستور لمواجهة الطائفية فصارت هى بالتحديد من يرسخ للطائفية بل وعنوانا لها، كل طائفة داخل الدين الواحد وليس فقط كل دين له فى الحياة السياسية نصيب تبعا لنسبة عدد من ينضمون تحت لوائه من السكان، مثلا رئيس جمهورية مارونى ورئيس وزراء سنى، وفى كل المواقع، صار هذا هو القانون، وقبل حتى أحداث ١٩٧٥ وهى أسوأ حرب طائفية يعيشها الوطن، تم تقسيم بيروت ما بين شرقية وغربية.

هذه المأساة لم يتم وأدها والنار تحت الرماد لم تخفت أبدا، بين الحين والآخر نراها مشتعلة بالعمق اللبنانى، اختارت المخرجة علاقة ثلاثية؛ أم وابنها وشقيقتها التى تقيم معها.

يجمعهم الحلم الكسيح غير قادر على التحقق، فى نفس الوقت لا تستسلم أرزة للواقع الاقتصادى المؤلم وتصنع مخبوزات منزلية وتستعين بابنها فى توصيلها للزبائن، وتسطو على شقيقتها حتى تحضر لابنها دراجة بخارية تساعده فى عمله، تسرق الدراجة وتبدأ وهى تبحث عن الدراجة فى تشريح المجتمع الطائفى بروح مرحة وبخفة ظل، حتى إنها تسرق دراجة ابنها من السارق، نتعاطف معها حتى فى أخطائها لأننا نثق فى حسن نواياها.

الفيلم يمنحنا فى لقطة النهاية أملا لكى يعبر لبنان الأزمة، بتلك الأعلام التى نراها فى الشارع وأيضا بحالة المرح التى نضح بها الشريط السينمائى.

مؤكد أن لجنة التحكيم التى يرأسها المخرج الفلسطينى هانى أبو اسعد تواجه مأزقا فى الاختيار، نصف الأفلام المشاركة فى التسابق من بين ١٥ فيلما، تستحق «التانيت» الذهبى، ولديها أسبابها، وننتظر مساء الغد من يحصل على «التانيت»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما العربية وصراع حاسم في سباق «قرطاج» السينما العربية وصراع حاسم في سباق «قرطاج»



GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon