توقيت القاهرة المحلي 19:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(والله زمان.. زمان والله)!!

  مصر اليوم -

والله زمان زمان والله

بقلم: طارق الشناوي

هل الحضور الصاخب على دائرة (السوشيال ميديا) يعوض غياب الفنان عن الشاشات؟.

تتذكرون فريد شوقى فى فيلم (بداية ونهاية)، وهو يؤدى دور (حسن أبو الروس) المطرب البلطجى صاحب الصوت المنفر، يغنى (والله زمان.. زمان والله)، إلا أنه يجبر الجميع على الاستماع إليه، وبالقوة البدنية يخشاه الجميع فيرضخون له مرغمين؟. الحضور الدائم عبر الوسائط الاجتماعية هو الوجه الآخر لـ (أبوالروس)!!.

كثيرًا ما أراد هذا الفنان الشاب الذى كان واعدًا قبل عشر سنوات، فصار متوعدًا الجمهور بكثرة إلحاحه على التواجد عبر (السوشيال ميديا)، مفتعلًا قصة حب وهمية، أو مشاجرة، أو تجاوزا لفظيا، المهم بالنسبة له أن يظل فى البؤرة، لا يتوقف عن إحاطة نفسه بسيل من الأخبار عبر الوسائط الاجتماعية، لتصل الرسالة للناس (نحن هنا).

الفنان عادة لا يملك القدرة على الاعتراف بـأنه قد صار بعيدًا عن اهتمام الناس، و(البطارية) لم تعد صالحة لإعادة الشحن، سألوا مؤخرًا نجمة كبيرة ابتعدت عن الشاشات، فقالت أنا أتعمد ذلك حتى تزداد وحشة الجمهور، وأضافت أنا لا أزال مطلوبة ولكنى أنتقى أدوارى، وتؤكد أنها رفضت مؤخرًا عشرة أدوار بطولة، ولأن مبدأها ألا تجرح أى زميل، لن تذكر أسماء الأعمال التى وافق عليها الآخرون بعد أن اعتذرت عنها.

نتابع فى العديد من البرامج تفاصيل حياة الفنانين التى تنشرها «الميديا»، يسعى بعضهم لإمداد الصحافة والفضائيات بجزء كبير منها، ظنًا منه أن هذا يؤدى إلى زيادة مساحة الاهتمام والشغف، تغير الزمن الذى كان يحرص فيه الفنان أن يظل بعيدًا عن الجمهور، الناس لا تتعامل معه كحالة إنسانية بشرية يحب ويكره وينجب ويتزوج ويطلق، ولكنهم يفضلونه كائنًا مثاليًا، تلك كانت هى صورة الماضى، الآن سقطت كل الأقنعة.

عدد من الفنانين ونجوم الإعلاميين بين الحين والآخر باتت خطتهم لكسب ود الجماهير، تتلخص فى العمل على شيوع أخبار تؤكد على الجانب الخيرى المعطاء، خاصة أن تلك الانطباعات المبدئية تلعب دورًا إيجابيًا عند دائرة واسعة من الجماهير، لديها (ترمومتر) خاص للفنان تحدد بعده درجة الحب من خلال مواقفه الأخلاقية، رغم أن المقياس النهائى كان ولا يزال هو العطاء عبر الشاشة.

لو عدنا للزمن الماضى الذى نطلق عليه دائمًا تعبير (زمن الفن الجميل)، وإن كنت أرى أن كل زمن به الجمال والقبح، فى الزمن الماضى كان هناك غطاء لا يمكن اختراقه بسهولة، ويحرص الفنان على إقامة أسوار عالية وأسلاك شائكة تمنع الاقتراب من الحياة الشخصية.

تابع الآن كثرة الظهور البرامجى والجرأة فى الإعلان عن تفاصيل حياة النجوم المادية والعاطفية والشخصية، ربما تحقق لهم تلك البرامج أموالًا تدفعها الفضائيات مقابل الإعلان عن الأسرار، كما أنها قد تذكر بهم شركات الإنتاج، إلا أنها على الجانب الآخر تخصم الكثير من مساحة الاحترام والحب.

لا أوافق قطعًا أن يبتعد الفنان عن الناس وكأنه كائن أسطورى، حطمت (الميديا) تلك الصورة وتلاشت المسافات بين الفنان والجمهور، إلا أننى أيضًا أرى أن بعض برامج التليفزيون، أساءت كثيرًا للفنانين وشوهت صورتهم الذهنية.

على الفنان أن يضبط المؤشر، ويحدد مقدار جرعة الحضور عبر (الميديا)، فلا يتواجد إلا قليلًا!!.

انتهى زمن (حسن أبو الروس) وهو يهدد الناس بالضرب لو لم ينصتوا إليه، عندما تنزل ستار النهاية، عليه أن يعتصم ببيته، ويغنى مع نفسه فقط مغلقا كل الأبواب، حتى لا يسمعه أحد (والله زمان.. زمان والله).

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والله زمان زمان والله والله زمان زمان والله



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon