توقيت القاهرة المحلي 15:55:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»!

  مصر اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»

بقلم - طارق الشناوي

لم يعش أبدا الموسيقار محمد عبد الوهاب تحت سطوة النجومية الزائفة، يبدو للوهلة الأولى أنه نجم غير قابل للمس، إلا أن الانطباع الأول هذه المرة لا يدوم.

نعم كان يخشى حتى تبادل السلام، ناهيك عن العناق مع الغرباء، أو حتى الأصدقاء، وذلك بسبب حالة الوسوسة المرضية التى كانت تنتابه، من احتمال أن ينقل أحدهم ميكروبا أو فيروسا أثناء المصافحة، إلا أن عبد الوهاب عندما يطمئن إلى أن محدثه لا يحمل أى مبادئ برد أو غيرها من الفيروسات، فأهلا ومرحبا، ولديه اختبار خاص، كان يطلب مثلا من الشاعر مأمون الشناوى، قبل اللقاء أن يردد اسمه ثلاث مرات (مأمون)، عندما يتأكد أن الميم تنطق «ميم»، وليست «نون»، يلتقيه على الفور وإلا اكتفى باللقاء التليفونى.

من ينجح فى لقاء عبد الوهاب، يكتشف على الفور أنه أمام ليس فقط ابن بلد، بل ابن نكتة خفيف الظل.

لم يلحق عبد الوهاب عصر (المحمول)، رحل مايو عام 1991، وكان من السهل جدا أن تتصل على التليفون الأرضى، ويأتيك صوته مباشرة الذى لا يمكن أن تخطئه أذن، وبعدها تستمع إلى أجمل (آلوه) فى الدنيا.

عبد الوهاب يحيل كل شىء إلى حالة فنية، فى واحدة من المكالمات تطرق الحوار إلى ألحانه باللغة العربية الفصحى، وارتباطه بعد شوقى بتلحين قصائد لكامل الشناوى، سواء غناها بصوته أو لحنها لآخرين، قلت له إن هناك قصيدة فى ديوان (لا تكذبى) عنوانها (ظمأ وجوع)، طلب منى أن أسمعه كلماتها والتى تبدأ بـ (أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع).

وتنتهى أبياتها القصيرة (إذا مررت، وكم مررت ببيتها، تبكى الخطى منى وترتعد الدموع)، وكرر الطلب بأن أعيدها عليه عدة مرات، وأكد لى أنها ممزوجة بالموسيقى، وسوف يلحنها، لأنها تخلق موسيقاها.

لا أدرى طبعا هل احتفظ ورثة الموسيقار الكبير بالأشرطة التى تركها فى بيته، بعضها عبارة عن مجرد ومضات موسيقية غير مكتملة، إلا أنها تظل أيقونة ثمينة، منسوبة إلى (موسيقار الأجيال)، أتصور أن هناك العديد من اللمحات الموسيقية لم تر النور، لهذه القصيدة أو غيرها أضاف عبد الوهاب عليها عددا من اللمسات الموسيقية.

كان عبد الوهاب يقطن فى شقة بالإيجار فى حى الزمالك، تطل على شاطئ النيل، كم تمنيت أن تتحول إلى مزار تملكه الدولة، إلا أن ما حدث هو أن الورثة تنازلوا عن الشقة، لصاحب العمارة، وصارت حاليا ملكا لآخرين.

عبد الوهاب لديه الكثير من الخواطر الموسيقية لم تر النور، هذا هو المنطقى لموسيقار كبير مثله حياته كلها موسيقى فى موسيقى، تعد حاليا عنه المخرجة الموهوبة (هالة خليل) مسلسلا يتناول حياته، وأخبرتنى أن أبناء عبد الوهاب، لم يضعوا أمامها- كما تعودنا أن يفعل الورثة- أى شروط أو عراقيل، على العكس تماما، أمدوها بكل ما تطلبه من وثائق، مؤكدين أنهم حريصون على أن يرى الناس عبد الوهاب الإنسان وليس الملاك!!.

كان عبد الوهاب قد باح قبل رحيله بأن لديه نحو 40 أغنية وقصيدة سجلها، فى منتصف الستينيات، مجبرا على حد قوله عند شمس بدران (وزير الحربية الأسبق الدفاع الآن)، الرجل القوى الثالث فى الدولة، بعد المشير عبد الحكيم عامر الرجل الثانى، الأول قطعا عبد الناصر، ورحل شمس فى لندن قبل نحو أربع سنوات.

حيث أمضى حياته هناك بعد هزيمة 67، وحتى الآن لم يتواصل أحد من الدولة مع ورثة شمس للحصول على هذه الألحان، خاصة أن وقت تسجيلها، كان صوت عبد الوهاب فى عز عنفوانه وجماله، الألحان طبعا على العود فقط، وتظل بالنسبة لنا ثروة قومية، يجب أن تسعى كل الأجهزة لاستعادتها.

أتصور أن ورثة شمس بدران سوف يرحبون، ومن الممكن أن تصبح تلك مادة ثرية ونادرة تطعم بها المخرجة هالة خليل مسلسلها القادم، الذى ينتظره الملايين من عشاق عبد الوهاب!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الوهاب «ظمأ وجوع» عبد الوهاب «ظمأ وجوع»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 08:12 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

GMT 08:09 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

الحل في ليبيا بإخلائها من الميليشيات

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

GMT 08:02 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

عن موريتانيا وأوضاع الشغب الانتخابي

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

عقار "الفياغرا" قد يساعد في الوقاية من الخرف
  مصر اليوم - عقار الفياغرا قد يساعد في الوقاية من الخرف

GMT 15:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

نيللي كريم تكشف أمنيتها لفيلمها الجديد
  مصر اليوم - نيللي كريم تكشف أمنيتها لفيلمها الجديد

GMT 05:29 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

زهير مراد يطرح مجموعته الجديدة من فساتين السهرة

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

6 أعراض تكشف مدى إدمان استعمال الهواتف الذكية

GMT 01:08 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

تقضي أفضل الأوقات وتستمتع بعلاقة منسجمة

GMT 23:28 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

استقبال حافل للنجم السعودي فهد المولد في ليفانتي

GMT 13:10 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تكشف 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 06:58 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

محكمة هولندية ترى أن تلوث الهواء هو أسوأ مما هو مسموح به

GMT 10:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

مصري ينصب على أشهر نصاب في الولايات المتحدة الأميركية

GMT 21:54 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

منتخب مصر مجبر على إقامة معسكر آذار في أوروبا

GMT 09:07 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

اعرفْ وطنك أكثر تحبه أكثر

GMT 14:02 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الإفراط في مشاهدة التلفزيون يزيد من خطر تكون جلطات الأوردة

GMT 19:10 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

29 مصابًا في حادث انقلاب حافلة في مزلقان مدينة طوخ

GMT 06:48 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض لائحة بأجمل تسعة بيوت حول العالم تطل على البحر

GMT 14:38 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

اليكم كل اسرار القسط الهندي

GMT 09:05 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

فوائد رائحة البرتقال لتهدئة الأعصاب

GMT 14:36 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 20:35 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

زراعة الوادي تنفذ حملة لمكافحة سوسة النخيل في واحة الداخلة

GMT 14:31 2021 الخميس ,09 أيلول / سبتمبر

أسهل طريقة لاستعادة ضبط المصنع لهواتف اندرويد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon