توقيت القاهرة المحلي 13:01:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»!

  مصر اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»

بقلم - طارق الشناوي

لم يعش أبدا الموسيقار محمد عبد الوهاب تحت سطوة النجومية الزائفة، يبدو للوهلة الأولى أنه نجم غير قابل للمس، إلا أن الانطباع الأول هذه المرة لا يدوم.

نعم كان يخشى حتى تبادل السلام، ناهيك عن العناق مع الغرباء، أو حتى الأصدقاء، وذلك بسبب حالة الوسوسة المرضية التى كانت تنتابه، من احتمال أن ينقل أحدهم ميكروبا أو فيروسا أثناء المصافحة، إلا أن عبد الوهاب عندما يطمئن إلى أن محدثه لا يحمل أى مبادئ برد أو غيرها من الفيروسات، فأهلا ومرحبا، ولديه اختبار خاص، كان يطلب مثلا من الشاعر مأمون الشناوى، قبل اللقاء أن يردد اسمه ثلاث مرات (مأمون)، عندما يتأكد أن الميم تنطق «ميم»، وليست «نون»، يلتقيه على الفور وإلا اكتفى باللقاء التليفونى.

من ينجح فى لقاء عبد الوهاب، يكتشف على الفور أنه أمام ليس فقط ابن بلد، بل ابن نكتة خفيف الظل.

لم يلحق عبد الوهاب عصر (المحمول)، رحل مايو عام 1991، وكان من السهل جدا أن تتصل على التليفون الأرضى، ويأتيك صوته مباشرة الذى لا يمكن أن تخطئه أذن، وبعدها تستمع إلى أجمل (آلوه) فى الدنيا.

عبد الوهاب يحيل كل شىء إلى حالة فنية، فى واحدة من المكالمات تطرق الحوار إلى ألحانه باللغة العربية الفصحى، وارتباطه بعد شوقى بتلحين قصائد لكامل الشناوى، سواء غناها بصوته أو لحنها لآخرين، قلت له إن هناك قصيدة فى ديوان (لا تكذبى) عنوانها (ظمأ وجوع)، طلب منى أن أسمعه كلماتها والتى تبدأ بـ (أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع).

وتنتهى أبياتها القصيرة (إذا مررت، وكم مررت ببيتها، تبكى الخطى منى وترتعد الدموع)، وكرر الطلب بأن أعيدها عليه عدة مرات، وأكد لى أنها ممزوجة بالموسيقى، وسوف يلحنها، لأنها تخلق موسيقاها.

لا أدرى طبعا هل احتفظ ورثة الموسيقار الكبير بالأشرطة التى تركها فى بيته، بعضها عبارة عن مجرد ومضات موسيقية غير مكتملة، إلا أنها تظل أيقونة ثمينة، منسوبة إلى (موسيقار الأجيال)، أتصور أن هناك العديد من اللمحات الموسيقية لم تر النور، لهذه القصيدة أو غيرها أضاف عبد الوهاب عليها عددا من اللمسات الموسيقية.

كان عبد الوهاب يقطن فى شقة بالإيجار فى حى الزمالك، تطل على شاطئ النيل، كم تمنيت أن تتحول إلى مزار تملكه الدولة، إلا أن ما حدث هو أن الورثة تنازلوا عن الشقة، لصاحب العمارة، وصارت حاليا ملكا لآخرين.

عبد الوهاب لديه الكثير من الخواطر الموسيقية لم تر النور، هذا هو المنطقى لموسيقار كبير مثله حياته كلها موسيقى فى موسيقى، تعد حاليا عنه المخرجة الموهوبة (هالة خليل) مسلسلا يتناول حياته، وأخبرتنى أن أبناء عبد الوهاب، لم يضعوا أمامها- كما تعودنا أن يفعل الورثة- أى شروط أو عراقيل، على العكس تماما، أمدوها بكل ما تطلبه من وثائق، مؤكدين أنهم حريصون على أن يرى الناس عبد الوهاب الإنسان وليس الملاك!!.

كان عبد الوهاب قد باح قبل رحيله بأن لديه نحو 40 أغنية وقصيدة سجلها، فى منتصف الستينيات، مجبرا على حد قوله عند شمس بدران (وزير الحربية الأسبق الدفاع الآن)، الرجل القوى الثالث فى الدولة، بعد المشير عبد الحكيم عامر الرجل الثانى، الأول قطعا عبد الناصر، ورحل شمس فى لندن قبل نحو أربع سنوات.

حيث أمضى حياته هناك بعد هزيمة 67، وحتى الآن لم يتواصل أحد من الدولة مع ورثة شمس للحصول على هذه الألحان، خاصة أن وقت تسجيلها، كان صوت عبد الوهاب فى عز عنفوانه وجماله، الألحان طبعا على العود فقط، وتظل بالنسبة لنا ثروة قومية، يجب أن تسعى كل الأجهزة لاستعادتها.

أتصور أن ورثة شمس بدران سوف يرحبون، ومن الممكن أن تصبح تلك مادة ثرية ونادرة تطعم بها المخرجة هالة خليل مسلسلها القادم، الذى ينتظره الملايين من عشاق عبد الوهاب!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الوهاب «ظمأ وجوع» عبد الوهاب «ظمأ وجوع»



GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

حصان طروادة

GMT 04:07 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

لكي ننقذ أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

على أبواب الجحيم!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

العالم القديم يتآكل

GMT 04:03 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

عزيزتي الحكومة مجددًا

GMT 04:01 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

الإخوان ألَدّ الخصام

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

.. وفرنسا أيضًا إلى اليمين

GMT 03:59 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

ويصبح الخيال سجينًا

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
  مصر اليوم - الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
  مصر اليوم - أفكار للكراسي المودرن الخاصة بالحديقة المنزلية

GMT 11:10 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في قطاع غزة
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في قطاع غزة

GMT 10:22 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن موسم دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن موسم دراما رمضان 2025

GMT 07:06 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

الهلال السعودي يعادل ريال مدريد برقم قياسي مميز

GMT 01:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

يسيتش يسعى لتكرار فوزه على الجزيرة الإماراتي

GMT 06:52 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

النجم التركي كيفانش تاتليتوغ يخفي حمل زوجته

GMT 18:54 2015 الإثنين ,11 أيار / مايو

ضبط 2 قيراط "بانغو" مخدر في الفيوم

GMT 08:59 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

المؤلف مجدي صابر

GMT 20:48 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريهام سعيد تظهر بوزن زائد في "سبوع" ابنها طارق

GMT 09:12 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه في إطلالة فاضحة على خطى ليل كيم

GMT 12:27 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سليمان يكشف تفاصيل محاولته لخطف رمضان صبحي من الأهلي

GMT 09:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هيفاء وهبي تخطئ في تنسيق إطلالتها الأخيرة في باريس

GMT 09:52 2022 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

تدهور الحالة الصحية لأسطورة الكرة البرازيلية بيليه

GMT 17:18 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

مدى التوافق في الزواج والحب للأشخاص من نفس البرج

GMT 18:12 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

عودة تطبيق "مناصري ترامب" مرة أخرى على متجر آبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon