توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

  مصر اليوم -

فنى ثم فنى ثم بيتى

بقلم: طارق الشناوي

فى ذكرى رحيل الموسيقار محمد عبدالوهاب، التى مرت قبل يومين، تابعنا عبر (اليوتيوب) إعادة تداول لعدد من آرائه التى ظلت تحتفظ بالكثير من طزاجتها وأيضا طرافتها.
فى الأربعينيات وجهوا له سؤالا عن المطربات اللاتى حققن نجاحا طاغيا وشاركنه بطولة عدد من أفلامه، مثل نجاة على ورجاء عبده وليلى مراد وأسمهان، وكل منهن غنت من تلحينه، وأيضا لهن معه أكثر من (دويتو) ثنائى غنائى شهير، وتباينت حظوظهن فى النجاح الجماهيرى.

كانت نجاة على الأقل حظا، شاركت عبدالوهاب بطولة فيلم (دموع الحب)، وكان الكل يترقب صعودها كمنافس قوى جدا لأشهر مطربة فى ذلك الزمن أم كلثوم، إلا أن الزمن لم يشهد لنجاة على إلا القليل من النجاحات، مثل أغنية حزينة (فاكراك ومش هنساك) تلحين أحمد صدقى، وعندما بدأت تظهر على الساحة فى نهاية الاأربعينيات مطربة صغيرة تحمل أيضا اسم (نجاة)، أضافوا لها صفة أخرى (الصغيرة)، حتى يتم تداول اسمها فى وجود نجاة على، ومع مرور السنوات، انزوت نجاة على، التى رحلت عن الحياة عام 1993، وبمجرد ذكر اسم نجاة، لا يستقر فى الذهن سوى نجاة واحدة (الصغيرة)، بينما نجاة على غابت عن الذاكرة إلا ربما فقط السميعة القدامى والذين بحكم الزمن اندثروا هم أيضا، تداول جمهور (السوشيال ميديا) قبل أشهر قلائل لحن قصيدة (الأطلال) لمحمد فوزى، وهى غير اللحن الشهير الذى رددته أم كلثوم للسنباطى لنفس قصيدة ناجى، وبدأ الناس يتساءلون عن اسم المطربة نجاة على.

تذكر عبدالوهاب حوارا جانبيا دار بينهما أثناء تصوير فيلم (دموع الحب) عام 1935 عندما سألها عن أمنيتها الفنية؟.

أجابته: أريد أن أتزوج وأنجب أطفالا، السؤال لم يتناول أبدا طموحها كإنسان يبحث عن العائلة والاستقرار، لكن طموحها الغنائى، وهكذا كشف عبدالوهاب السر مبكرا، أنها كانت لا تفكر حتى فى عز نجاحها الفنى سوى فى العائلة.

قطعا لا يتعارض نظريا الفن مع الحلم بتكوين عائلة، لكن كان عبدالوهاب يحاول أن يبحث عن إجابة لماذا يتعثر البعض عن استكمال الطريق، ووجد أن افتقاد مبدأ الأولويات هو الذى يعرقل المسيرة.

نجاة على فى عز تواجدها على الساحة لم تكن تتمنى سوى الزواج والأطفال، بينما مثلا عبدالوهاب له مقولة شهيرة فى ترتيب الأولويات، مرددا فنى ثم فنى ثم بيتى.

كل شىء مسخر لديه من أجل تقديم الألحان، وله مقولة موازية لذلك (لا شىء يقف أمام الأجمل)، تعنى أن البحث عن الجمال هو الهدف الأول، وبعد ذلك لا شىء يهم.

كثير ممن حققوا نجاحا ستلمح أنهم ضحوا باستقرارهم العائلى، من أجل الفن، لديكم مثلا فريد الأطرش، كان كثير الوقوع فى الحب، ولا يعرف أبدا الانضباط العائلى، وهذا هو سر ابتعاد شادية عنه قبل إعلان الزواج بأربع وعشرين ساعة، لأنه كان يفتح باب شقته 24 ساعة أمام كل الأصدقاء، مما دفع شادية للإحساس بافتقاد الخصوصية.

بليغ حمدى نموذج آخر، فهو ربما يبدو ظاهريا تركيبة عاطفية تحركه فقط بوصلة قلبه، بينما هو يبحث عن الصوت الذى يعبر عن النغمة التى تسكن وجدانه، فهو عز حضور وردة على خريطته الموسيقية كزوجة ومطربة كبيرة، عندما كان يجد أن شادية أو ميادة أو سميرة سعيد ستتيح له تعبيرا أفضل يغير البوصلة حيث الصوت الأجمل.

عاصر عبدالوهاب الكثير من الأصوات الرائعة التى لم يلحن لها مثل المطربة الكبيرة سعاد محمد، وعندما سألوه لماذا لم يضع سعاد محمد على خريطته، جاءت إجابته أنها تحرص على إنجاب أكبر عدد من الأطفال أكثر من إصرارها على تقديم عدد أكبر من الألحان الناجحة، وبالفعل أنجبت سعاد محمد عشرة أبناء، ورغم ذلك عندما غنت من تلحين سيد درويش (أنا هويت وانتهيت)، التى سبق أن أداها بصوته، قال إعجابا (ظلمتينا كلنا)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنى ثم فنى ثم بيتى فنى ثم فنى ثم بيتى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon