توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

  مصر اليوم -

فنى ثم فنى ثم بيتى

بقلم: طارق الشناوي

فى ذكرى رحيل الموسيقار محمد عبدالوهاب، التى مرت قبل يومين، تابعنا عبر (اليوتيوب) إعادة تداول لعدد من آرائه التى ظلت تحتفظ بالكثير من طزاجتها وأيضا طرافتها.
فى الأربعينيات وجهوا له سؤالا عن المطربات اللاتى حققن نجاحا طاغيا وشاركنه بطولة عدد من أفلامه، مثل نجاة على ورجاء عبده وليلى مراد وأسمهان، وكل منهن غنت من تلحينه، وأيضا لهن معه أكثر من (دويتو) ثنائى غنائى شهير، وتباينت حظوظهن فى النجاح الجماهيرى.

كانت نجاة على الأقل حظا، شاركت عبدالوهاب بطولة فيلم (دموع الحب)، وكان الكل يترقب صعودها كمنافس قوى جدا لأشهر مطربة فى ذلك الزمن أم كلثوم، إلا أن الزمن لم يشهد لنجاة على إلا القليل من النجاحات، مثل أغنية حزينة (فاكراك ومش هنساك) تلحين أحمد صدقى، وعندما بدأت تظهر على الساحة فى نهاية الاأربعينيات مطربة صغيرة تحمل أيضا اسم (نجاة)، أضافوا لها صفة أخرى (الصغيرة)، حتى يتم تداول اسمها فى وجود نجاة على، ومع مرور السنوات، انزوت نجاة على، التى رحلت عن الحياة عام 1993، وبمجرد ذكر اسم نجاة، لا يستقر فى الذهن سوى نجاة واحدة (الصغيرة)، بينما نجاة على غابت عن الذاكرة إلا ربما فقط السميعة القدامى والذين بحكم الزمن اندثروا هم أيضا، تداول جمهور (السوشيال ميديا) قبل أشهر قلائل لحن قصيدة (الأطلال) لمحمد فوزى، وهى غير اللحن الشهير الذى رددته أم كلثوم للسنباطى لنفس قصيدة ناجى، وبدأ الناس يتساءلون عن اسم المطربة نجاة على.

تذكر عبدالوهاب حوارا جانبيا دار بينهما أثناء تصوير فيلم (دموع الحب) عام 1935 عندما سألها عن أمنيتها الفنية؟.

أجابته: أريد أن أتزوج وأنجب أطفالا، السؤال لم يتناول أبدا طموحها كإنسان يبحث عن العائلة والاستقرار، لكن طموحها الغنائى، وهكذا كشف عبدالوهاب السر مبكرا، أنها كانت لا تفكر حتى فى عز نجاحها الفنى سوى فى العائلة.

قطعا لا يتعارض نظريا الفن مع الحلم بتكوين عائلة، لكن كان عبدالوهاب يحاول أن يبحث عن إجابة لماذا يتعثر البعض عن استكمال الطريق، ووجد أن افتقاد مبدأ الأولويات هو الذى يعرقل المسيرة.

نجاة على فى عز تواجدها على الساحة لم تكن تتمنى سوى الزواج والأطفال، بينما مثلا عبدالوهاب له مقولة شهيرة فى ترتيب الأولويات، مرددا فنى ثم فنى ثم بيتى.

كل شىء مسخر لديه من أجل تقديم الألحان، وله مقولة موازية لذلك (لا شىء يقف أمام الأجمل)، تعنى أن البحث عن الجمال هو الهدف الأول، وبعد ذلك لا شىء يهم.

كثير ممن حققوا نجاحا ستلمح أنهم ضحوا باستقرارهم العائلى، من أجل الفن، لديكم مثلا فريد الأطرش، كان كثير الوقوع فى الحب، ولا يعرف أبدا الانضباط العائلى، وهذا هو سر ابتعاد شادية عنه قبل إعلان الزواج بأربع وعشرين ساعة، لأنه كان يفتح باب شقته 24 ساعة أمام كل الأصدقاء، مما دفع شادية للإحساس بافتقاد الخصوصية.

بليغ حمدى نموذج آخر، فهو ربما يبدو ظاهريا تركيبة عاطفية تحركه فقط بوصلة قلبه، بينما هو يبحث عن الصوت الذى يعبر عن النغمة التى تسكن وجدانه، فهو عز حضور وردة على خريطته الموسيقية كزوجة ومطربة كبيرة، عندما كان يجد أن شادية أو ميادة أو سميرة سعيد ستتيح له تعبيرا أفضل يغير البوصلة حيث الصوت الأجمل.

عاصر عبدالوهاب الكثير من الأصوات الرائعة التى لم يلحن لها مثل المطربة الكبيرة سعاد محمد، وعندما سألوه لماذا لم يضع سعاد محمد على خريطته، جاءت إجابته أنها تحرص على إنجاب أكبر عدد من الأطفال أكثر من إصرارها على تقديم عدد أكبر من الألحان الناجحة، وبالفعل أنجبت سعاد محمد عشرة أبناء، ورغم ذلك عندما غنت من تلحين سيد درويش (أنا هويت وانتهيت)، التى سبق أن أداها بصوته، قال إعجابا (ظلمتينا كلنا)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنى ثم فنى ثم بيتى فنى ثم فنى ثم بيتى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon