توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد!

  مصر اليوم -

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد

بقلم: طارق الشناوي

فى منتصف الستينيات وطوال عقدى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، كانت تتردد فى الشارع العربى بين شباب ذلك الجيل تلك المقولة (أحب سعاد حسنى وتزوج فاتن حمامة). يجمع بين فاتن وسعاد موهبة استثنائية فى التمثيل، كل منهما حققت نجاحا غير مسبوق فى مشوارها، بينما كانت فاتن تحافظ أكثر على الصورة الذهنية المثالية لدى الجمهور، وفى أغلب أدوارها كانت تغلفها بقدر من التحفظ فى التعبير، فهى نادرا ما تقدم مثلا ما نطلق عليه مشهدا حميميا، وعندما قبّلها عمر الشريف فى أول أفلامه (صراع فى الوادى) وكانت لا تزال متزوجة من المخرج عز الدين ذوالفقار، طلبت الطلاق وتزوجت عمر.

كانت سعاد حسنى على الجانب الآخر تعيش الحياة والسينما بحرية أكثر، ولا تلقى بالا بما تفرضه واجبات النجومية ولا تحفظات قطاع من المجتمع.

سعاد أكثر جرأة فى التعبير عن الأنوثة من فاتن، بينما فاتن تميل فى اختياراتها لتبنى القضية الفكرية التى تعيشها المرأة مثل (الباب المفتوح) و(أريد حلا) و(ليلة القبض على فاطمة).. وغيرها، وهذا هو بالضبط ما منحها مساحة أكبر فى الانحياز لمناصرة المرأة فى مواقفها الاجتماعية.. فاتن أكثر تحفظا وأقل جرأة فنية.

سعاد كانت فتاة أحلام الجيل، لأنها صدرت له الأنوثة، والذروة هى (خلى بالك من زوزو) عام ١٩٧٢، النجاح الجماهيرى الطاغى لهذا الفيلم أسفر عن أزمة عاشتها سعاد، كأنها كانت تتمنى أن يتوقف بها الزمن عند محطة (زوزو)، كانت سعاد وقتها قد أكملت الثلاثين من عمرها، واعتلت الذروة الجماهيرية. قدمت أفلاما هامة بعدها، لكنها لم تتجاوز أبدا فى النجاح الشعبى سقف (زوزو)، حتى إنها كانت تسجل على جهاز تليفون (الانسرماشين) أغنية الفيلم الشهيرة (زوزو النوزو كونوزو)، قالت فى أحد البرامج إنها ذاقت طعم الإحساس بالجماهيرية فقط بعد (زوزو).

بين فاتن وسعاد قدرٌ من التناقض، وتحول فى توقيت ما إلى تراشق عبر الصحافة، وهو ما دفع عبدالحليم حافظ باعتباره صديقا للطرفين، لإصدار بيان أعلنه بصوته عبر إذاعة (الشرق الأوسط) فى منتصف السبعينيات، يطالبهما بتهدئة التصريحات الغاضبة، والهمز واللمز، وأكد أن كلا منهما لها مساحتها فى قلوب الناس.

هل كان هناك مشروع فنى يجمعهما؟.. قطعًا.. داعب هذا الحلم العديد من المخرجين، كانت محاولة المخرج محمد خان هى الأكثر جدية.

حكى لى خان أن الخيط الأول بدأ عندما التقى فاتن فى مهرجان (قرطاج) بتونس نهاية الثمانينيات، قال لها: ممكن تعملى فيلم مع سعاد؟ أجابت: أتمنى، فضحك قائلا (ريا وسكينة)، قالت: (ليه كده)، فقال لها (أحلام هند وكاميليا)، فى القاهرة أرسل لفاتن السيناريو، وتواصل مع سعاد، التى أبدت له سعادتها فى اللقاء أمام الكاميرا مع فاتن.

كلما حاول خان أن يجمع بينهما فى جلسة فنية للقراءة يكتشف أن إحداهما فى اللحظة الأخيرة تعتذر، أيقن بعدها من كثرة التأجيلات أنهما لا يمكن أن تلتقيا أمام الكاميرا، فأسند بطولة الفيلم إلى نجلاء فتحى وعايدة رياض.

الفارق الزمنى بين فاتن وسعاد نحو ١٢ عاما، فاتن أكبر، ولهذا كان من البديهى أن تتصارعا على عدد من المساحات الدرامية المتشابكة.. إلا أننا عادة ومع اقترابنا من نهاية المشوار، وانتفاء التنافس الحاد، نشعر برغبة فى إعلان الحقيقة، وهكذا قالت فاتن بعد رحيل سعاد عام٢٠٠١: (تمنيت أن أملك جرأة سعاد حسنى فى اختيار أدوارها).

كان الشباب قبل نصف قرن حائرين بين حب سعاد والزواج من فاتن.. الآن تعانى السينما المصرية من غياب فتاة الأحلام التى تجسد الحلم فى الحب أو الزواج!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد فتاة الأحلام بعد فاتن وسعاد



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon