توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(جودر).. والتحدى!

  مصر اليوم -

جودر والتحدى

بقلم - طارق الشناوي

سحر فن الأداء يكمن فيه السر، هذا هو تحليلى لسر جاذبية الحلقات الأولى لمسلسل (جودر)، وهو ما برع المخرج إسلام خيرى فى تحقيقه مع ممثليه الذين قدموا لنا فى النصف الثانى من رمضان تلك الومضة الساحرة، لم أشعر فى البداية بأى قدر من الحماس لمشاهدتها، لأننا جميعًا لدينا رصيد سابق أوصلنا لمرحلة التشبع، إلا أن رهان المخرج الحقيقى لم يكن على الديكور ولا الحيل ولا المؤثرات والجرافيكس والإضاءة والتصوير وغيرها من الأسلحة، التى أجاد توظيفها.

إلا أنه أدرك أن المفتاح يكمن أساسًا فى سحر الأداء، وهكذا شاهدت استحواذ ياسر جلال (شهريار) على المشاعر، هذا الفنان الذى يتعامل مع فن التشخيص مثل الموسيقار الذى يقدم قطعة موسيقية، لا تستطيع الإمساك بها فهى ليس قطعة صلصال تتجسد أمامك، ولكنه يتكئ فى قراءته للشخصية على تقمصه الوجدانى، الذى يحيل التعبير الجسدى إلى نغمة موسيقية، بينما نور (التى صارت الميديا تصر على أن تضع بين قوسين لاسمها توصيف لبنانية)، كانت مفاجأة، فى تقمص دورها، فقد تعاملت بقدر غير مسبوق من التلقائية الممزوجة بخفة الظل وأيضًا الجرأة فى التعبير.

أن يجرؤ مخرج أو منتج على الاقتراب من (ألف ليلة وليلة) أعتبرها مخاطرة محفوفة بالمخاطر، لدينا العديد من الحواجز من الصعب القفز فوقها، تضع الجميع فى مأزق، لأنه لن يعثر على إجابة للسؤال، ما الذى سوف أضيفه للناس؟.

أول حاجز وحائط صد هو الجمهور، المحمل برصيد ضخم ورثناه عن الأجداد وانتقل لـ(جينات) الأجيال التالية، من خلال الإذاعة المصرية التى قدمت لنا هذا السحر منذ الخمسينيات تأليف طاهر أبو فاشا وإخرج محمد محمود شعبان (بابا شارو)، وظلت الحلقات الإذاعية قرابة ثلاثة عقود من الزمان، حتى بعد دخول التليفزيون لحياة المصريين فى عام1960، وظل رمضان مرتبطًا بمؤشر الإذاعة، ممزوجًا بصوت الساحرين زوزو نبيل وعبدالرحيم الزرقانى، وهكذا كان المصريون يعيشون مع أجواء رمضان وآذانهم بعد الإفطار مباشرة متجهة صوب الإذاعة، ويؤجلون فتح التليفزيون حتى تسكت شهرزاد عن الكلام المباح.

من المستحيل أن يصلح الصيام بدون هذا الصوت وتلك الموسيقى الساحرة، كل منا كان يستمع للحكاية، ويضع هو الصورة، حتى يحيل المسموع إلى مرئى، وهو فقط الذى يرسم الصورة.

كانت هناك أكثر من محاولة مرئية، لاستلهام تلك الحكاية، المخرج شوقى جمعة حاول فى نهاية الستينيات أن يفعلها ووقع اختياره على سهير المرشدى، إلا أن التجربة طواها سريعًا النسيان، لأن صوت شهرزاد الإذاعة زوزو نبيل والخيال الذى تحققه ظل مسيطرًا.

إلا أن العبقرى المخرج فهمى عبدالحميد مع الشاعر الموسوعى عبدالسلام أمين، فى منتصف الثمانينيات، وجدا فى شريهان منحة استثنائية من الممكن أن تتجسد أمامهما لتحقيق الخيال المستحيل، وكانت وقتها الحيل التليفزيونية قد شهدت تطورًا تقنيًا يتيح للمخرج تحقيق جزء من الخيال، كما أن الإمكانيات الاستثنائية التى تمتعت بها شريهان فتحت «نِفْس» المخرج فهمى عبدالحميد، على أن يعلو بخياله ليتجاوز سور الخيال.

وبالفعل نجحت الفوازير التى قدمتها شريهان فى أن تجعل مؤشر المصريين يتجه إلى التليفزيون مباشرة بعد الأذان، كما أن للمخرج عبد العزيز السكرى مع نجلاء فتحى وحسين فهمى تجربة رائعة، فى مشوار النجمين، وربما كانت هناك محاولات أخرى ولكن لم تصمد كثيرًا فى الذاكرة، بينما (جودر) يملك سحرًا خاصًّا، ونفسًا مختلفًا، ومنذ بداية الحلقات تدخل فى عالم آخر خاص جدًّا نسجه الكاتب أنور عبدالمغيث والمخرج إسلام خيرى، مع فريق عمل قرر التحدى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جودر والتحدى جودر والتحدى



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon