توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(جودر).. والتحدى!

  مصر اليوم -

جودر والتحدى

بقلم - طارق الشناوي

سحر فن الأداء يكمن فيه السر، هذا هو تحليلى لسر جاذبية الحلقات الأولى لمسلسل (جودر)، وهو ما برع المخرج إسلام خيرى فى تحقيقه مع ممثليه الذين قدموا لنا فى النصف الثانى من رمضان تلك الومضة الساحرة، لم أشعر فى البداية بأى قدر من الحماس لمشاهدتها، لأننا جميعًا لدينا رصيد سابق أوصلنا لمرحلة التشبع، إلا أن رهان المخرج الحقيقى لم يكن على الديكور ولا الحيل ولا المؤثرات والجرافيكس والإضاءة والتصوير وغيرها من الأسلحة، التى أجاد توظيفها.

إلا أنه أدرك أن المفتاح يكمن أساسًا فى سحر الأداء، وهكذا شاهدت استحواذ ياسر جلال (شهريار) على المشاعر، هذا الفنان الذى يتعامل مع فن التشخيص مثل الموسيقار الذى يقدم قطعة موسيقية، لا تستطيع الإمساك بها فهى ليس قطعة صلصال تتجسد أمامك، ولكنه يتكئ فى قراءته للشخصية على تقمصه الوجدانى، الذى يحيل التعبير الجسدى إلى نغمة موسيقية، بينما نور (التى صارت الميديا تصر على أن تضع بين قوسين لاسمها توصيف لبنانية)، كانت مفاجأة، فى تقمص دورها، فقد تعاملت بقدر غير مسبوق من التلقائية الممزوجة بخفة الظل وأيضًا الجرأة فى التعبير.

أن يجرؤ مخرج أو منتج على الاقتراب من (ألف ليلة وليلة) أعتبرها مخاطرة محفوفة بالمخاطر، لدينا العديد من الحواجز من الصعب القفز فوقها، تضع الجميع فى مأزق، لأنه لن يعثر على إجابة للسؤال، ما الذى سوف أضيفه للناس؟.

أول حاجز وحائط صد هو الجمهور، المحمل برصيد ضخم ورثناه عن الأجداد وانتقل لـ(جينات) الأجيال التالية، من خلال الإذاعة المصرية التى قدمت لنا هذا السحر منذ الخمسينيات تأليف طاهر أبو فاشا وإخرج محمد محمود شعبان (بابا شارو)، وظلت الحلقات الإذاعية قرابة ثلاثة عقود من الزمان، حتى بعد دخول التليفزيون لحياة المصريين فى عام1960، وظل رمضان مرتبطًا بمؤشر الإذاعة، ممزوجًا بصوت الساحرين زوزو نبيل وعبدالرحيم الزرقانى، وهكذا كان المصريون يعيشون مع أجواء رمضان وآذانهم بعد الإفطار مباشرة متجهة صوب الإذاعة، ويؤجلون فتح التليفزيون حتى تسكت شهرزاد عن الكلام المباح.

من المستحيل أن يصلح الصيام بدون هذا الصوت وتلك الموسيقى الساحرة، كل منا كان يستمع للحكاية، ويضع هو الصورة، حتى يحيل المسموع إلى مرئى، وهو فقط الذى يرسم الصورة.

كانت هناك أكثر من محاولة مرئية، لاستلهام تلك الحكاية، المخرج شوقى جمعة حاول فى نهاية الستينيات أن يفعلها ووقع اختياره على سهير المرشدى، إلا أن التجربة طواها سريعًا النسيان، لأن صوت شهرزاد الإذاعة زوزو نبيل والخيال الذى تحققه ظل مسيطرًا.

إلا أن العبقرى المخرج فهمى عبدالحميد مع الشاعر الموسوعى عبدالسلام أمين، فى منتصف الثمانينيات، وجدا فى شريهان منحة استثنائية من الممكن أن تتجسد أمامهما لتحقيق الخيال المستحيل، وكانت وقتها الحيل التليفزيونية قد شهدت تطورًا تقنيًا يتيح للمخرج تحقيق جزء من الخيال، كما أن الإمكانيات الاستثنائية التى تمتعت بها شريهان فتحت «نِفْس» المخرج فهمى عبدالحميد، على أن يعلو بخياله ليتجاوز سور الخيال.

وبالفعل نجحت الفوازير التى قدمتها شريهان فى أن تجعل مؤشر المصريين يتجه إلى التليفزيون مباشرة بعد الأذان، كما أن للمخرج عبد العزيز السكرى مع نجلاء فتحى وحسين فهمى تجربة رائعة، فى مشوار النجمين، وربما كانت هناك محاولات أخرى ولكن لم تصمد كثيرًا فى الذاكرة، بينما (جودر) يملك سحرًا خاصًّا، ونفسًا مختلفًا، ومنذ بداية الحلقات تدخل فى عالم آخر خاص جدًّا نسجه الكاتب أنور عبدالمغيث والمخرج إسلام خيرى، مع فريق عمل قرر التحدى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جودر والتحدى جودر والتحدى



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon