توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«البحر الأحمر»... للسينما بيت جديد!

  مصر اليوم -

«البحر الأحمر» للسينما بيت جديد

بقلم: طارق الشناوي

الدورة الرابعة لمهرجان «البحر الأحمر»، تحمل هذا الشعار الموحي «للسينما بيت جديد»، وتملك ظلال هذه الكلمة كثيراً من التداعيات الإيجابية. أكرر «بيت جديد»، وليس «بيت بديل»، الفارق شاسع، عانينا نحن العرب من تلك المقولة، التي كثر استخدامها في السبعينات من القرن الماضي «السينما البديلة»، وباقي الجملة يعني «السينما البديلة عن السينما المصرية». انطلق الشعار من سوريا الحبيبة، وتبنَّاه عدد من المخرجين في بعض الدول العربية، ثم وكالعادة هدأ الموقف، واكتشف الجميع، مع الزمن، أنك لا تستبدل فناً بفن، ولا فيلماً بفيلم، ولا سينما بسينما، ولا مهرجاناً بمهرجان، ولكنك تضيف للمنظومة فناً وفيلماً ومهرجاناً. أتابع مهرجان «البحر الأحمر» ليس فقط منذ بدايته عام 2021، بل قبل تلك البداية الرسمية، بعام، منذ الدورة التي تم تأجيلها في اللحظات الأخيرة؛ بسبب جائحة «كوفيد - 19».

هناك رغبة تحميها القدرة، لإنعاش المهرجان الذي استطاع في سنوات قليلة، تحقيق مكانة استثنائية عربية ودولية يشهد لها الجميع. وأتمنى ألا يختصر البعض نجاح «البحر الأحمر»، بالإمكانات الضخمة، سنكتشف أن كثيراً من المشروعات المماثلة، رُصدت لها ميزانيات أكبر، إلا أنها لم تستطع الصمود، فتداعت مع الزمن، وأصبحت الآن أثراً بعد عين. الفكر يجب أن يسبق المال. ما يمنح المهرجان حياة، يكمن في أن تتعدد أنشطته، وتصب أولاً في مصلحة السينما الوطنية، ثم تتسع الدائرة عربياً ودولياً.

كثير من الأفلام المعروضة ضمن الفعاليات، نبتت فكرةً في العام الماضي، داخل الكواليس، ووجدت مَن يتبناها ويسهم في وجودها، وهكذا وُلدت في «البحر الأحمر» وعادت إلى «البحر الأحمر»، لتنعش الجمهور في القاعات. الرؤية العميقة، لا تعتبر المهرجان مجرد عَشرة أيام، وبعد انقضائها نغلق الصفحة. يجب أن تظل الصفحة مفتوحةً طوال العام.

انتعاش السينما داخل المملكة العربية السعودية، أحد أهم الأهداف، بزيادة عدد الأفلام المنتَجة، والتوسع في بناء دور العرض، مع تخفيض سعر التذكرة، الذي أعاد النبض للسينما العربية وليست فقط السعودية. تستطيع عند مراجعة إيرادات الأفلام التأكد عملياً بأن السوق السعودية باتت تحقق مثلاً للفيلم المصري ما يربو على 60 في المائة من الدخل، وعند قراءة شباك التذاكر، تكتشف أن الفيلم الكوميدي يحتل المركز الأول، وطبقاً لذلك فسوف تزداد مع الزمن هذه النوعية، لأنك من خلال الكوميديا تستطيع تمرير كل الأفكار، وطرح كل القضايا.

الإنتاج المشترك أحد أهم المنابع لتقديم سينما جريئة فنياً واجتماعياً. فيلم الافتتاح «ضي» يتجسَّد فيه هذا المعنى، به أكثر من شراكة، إنتاجية وفنية، مصرية وسعودية، الفيلم ينطلق من مهرجان «البحر الأحمر» إلى مهرجان «برلين» في دورته رقم 75 (اليوبيل الماسي)، التي تُفتَتح في 13 فبراير (شباط) المقبل، ممثلاً للسينما المصرية والسعودية، ليؤكد أن الفن الصادق، قادر على عبور الحدود. لا نغفل أبداً توفر عامل مؤثر وهو الطموح، الذي يتجاوز عادة سقف المتاح، فلم تعد تكفي السينمائي المشارَكة في مهرجان عالمي، ولكن أن يُتوَّج أيضاً بجائزة، مثلما حدث في مهرجان «كان» الماضي، ونال الفيلم السعودي «نورا» جائزة من لجنة تحكيم قسم «نظرة ما».

واكب ذلك سماح رقابي يتيح للسينمائي التشابك بحرية مع القضايا الاجتماعية، أضع فيلم «مندوب الليل» في مقدمة الأفلام العربية وليست فقط السعودية في جرأة هذا الطرح الفكري.

كل تلك الأعمدة الراسخة، تهيئ المناخ لتجسيد شعار «للسينما بيت جديد». كلمة السر هي امتزاج الصدق مع الحرية بالإرادة السياسية، القادرة على قراءة المستقبل، «للسينما بيت جديد»، بيت جديد للإبداع، يفتح أبوابه لكل الصادقين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البحر الأحمر» للسينما بيت جديد «البحر الأحمر» للسينما بيت جديد



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon