توقيت القاهرة المحلي 07:10:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

  مصر اليوم -

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد

بقلم: طارق الشناوي

هذه النجمة هي صاحبة أجمل فستان وأحلى إطلالة، بينما تلك هي الأسوأ فستاناً وإطلالة، تنشط هذه الأيام ما أطلقت على نفسها «شرطة الموضة»، تلقي القبض عبر العالم الافتراضي، على كل فنانة وجدوا أن ما ترتديه يستدعي تحرير محاضر ضد كل من تجاوزت وخدشت الحياء العام، ولا أستبعد وكالعادة في الأيام القادمة، أن تقرأ عن محامي - من أجل تحقيق الشهرة - أقام دعوى ضد إحدى النجمات بتهمة إثارة الغرائز، والتحريض على الفسق.

من الممكن التعامل مع تلك الحالة ببساطة، كنكتة أو قفشة، وهو مثلاً ما شاهدناه في مسلسل «الكبير قوي» قبل ثلاث سنوات، عندما انتقد بخفة ظل مهرجان «الجونة» وقدم معادلاً موضوعياً له أطلق عليه «المزاريطة»، ووجه وقتها مؤسس المهرجان رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس، الدعوة إلى تلك المجموعة، لتقديم فقرة ضاحكة على المسرح في افتتاح المهرجان.

في كل مهرجانات الدنيا هناك حدث هامشي، يسرق الضوء، ويستحوذ على القسط الأكبر من اهتمام «الميديا»، حتى قبل زمن «السوشيال ميديا»، كانت هناك تنويعات مماثلة، إلا أن الوسائط الاجتماعية منذ مطلع الألفية، منحتها قدراً مبالغاً فيه من الذيوع والانتشار.

إنها تشبه فقاقيع الصابون، التي تملأ المكان إلا أنها لا تعني أبداً مكانة، وبمجرد النفخ فيها تتبدد في ثوان.

يجب أن نذكر أن عدداً من النجمات وجزءاً معتبراً من النجوم، هدفهم الأسمى، وربما الوحيد من حضور المهرجان، أن تقرأ بعد ذلك أنه تمكن من سرقة الكاميرا، وأن أغلب المواقع الإخبارية، وضعت صورته في المقدمة، وتكاثر عدد المتابعين، وهناك أيضاً من يستخدم سلاح «الذباب الإلكتروني»، لتحقيق نتائج فورية في هذا المجال، ما الذي يتبقى في نهاية الأمر الفيلم أم الفستان؟

أغلب متابعي الوسائط الاجتماعية لا يحضرون واقعياً الفعاليات، وفي العادة ليس لديهم شغف بالسينما، حتى لو عرضت لهم الأفلام في دار عرض قريبة منهم، وهو ما تم في هذه الدورة من مهرجان «الجونة»، حيث تم الاتفاق على عرض جزء كبير من الأفلام في دار عرض داخل وسط مدينة القاهرة، إلا أن هؤلاء الذين سيذهبون للسينما، أعتقد أن عددهم لا يقدر إلا فقط بالعشرات.

تلك التظاهرات تقام أساساً من أجل الجمهور، وتكتشف أن أهم بيان صحافي تصدره عادة المهرجانات الكبرى في أول أيام «كان» و«برلين» و«فينيسيا»، تحرص فيه على الإشارة إلى عدد التذاكر المبيعة، التي تعني أن جمهور المدينة على علاقة حميمة بالسينما، ومن خلال خبرتي في المهرجانات العالمية، أرى أن الجمهور الألماني في «برلين» هو الأكثر شغفاً بالأفلام، محققاً أرقاماً غير مسبوقة، بينما الجمهور الفرنسي في «كان» يبحث أكثر عن النجوم، وأمام الفندق الرئيسي الذي يقيم فيه كبار النجوم العالميين، يبدو وكأن المواطن الفرنسي لا يعرف النوم، يظلون طوال الساعات صباحاً ومساءً، في ترقب خروج أو دخول نجم، وعلى باب قاعة «لوميير»، حيث تقدم العروض الرئيسية في «كان»، يواصلون الانتظار بالساعات، حتى يشاهدوا نجمهم المحبوب سائراً على السجادة الحمراء، مما دفع إدارة مهر جان «كان» إلى التنبيه على النجوم بعدم التصوير «سيلفي»، لأنه يعطل مراسم الاحتفال مستهلكاً الكثير من الوقت، بينما يقف المهرجان الإيطالي «فينسيا» في مرحلة متوسطة بين «كان» و«برلين».

هل لا يتابعون في الخارج ملابس النجمات؟ قطعاً تحظى بالاهتمام وتتحول أيضاً إلى «تريند»، إلا أنها تظل مثل «فقاقيع الصابون»، تتبدد سريعاً، بينما في المهرجانات التي تعقد في الداخل تتبدد سريعاً الأفلام، وتسيطر على المشهد «فقاقيع الصابون»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد «فقاقيع الصابون» تسيطر على المشهد



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon