توقيت القاهرة المحلي 21:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كنت بحسبك ملوخية!

  مصر اليوم -

كنت بحسبك ملوخية

بقلم: طارق الشناوي

فى فيلم (اللمبى) إخراج وائل إحسان، 2002، طالب أعضاء من مجلس الشعب بمصادرته، اعتبروا محمد سعد يسخر من أم كلثوم عندما أعاد تقديم أغنية (حب إيه/ إللى انت جاى/ تقول عليه)، فى مشهد داخل فرح شعبى، لم يدركوا روح الدعابة فى هذا المشهد، واضطر سعد فى عدد من أفلامه التالية لأن يضع مشهدًا يحمل تقديرًا (للست)، كما أنه قدم اعتذارًا أكثر من مرة فى البرامج التى استضافته ليؤكد اعتزازه بـ(كوكب الشرق)، وأن ما حدث خطأ غير قابل للتكرار.

كان هذا مؤشرًا واضحًا على تراجع روح الدعابة عند المصريين، رغم أن من بين ملامح تعريفهم للعالم أنهم (أولاد نكتة) يحيلون كل ما يمر بهم من ضنك إلى قفشات ضاحكة.

فى مطلع الستينيات وفى حياة أم كلثوم، غنى محمود شكوكو «مونولوج» بمجرد إذاعة (حب إيه) يقول مطلعه (حب إيه اللى انت جاى تقول عليه/ سيبك انت من الكلام ده/ وتعالى دوغرى ع البوفيه)، هل يشك أحد منكم أن أم كلثوم لو أرادت منع ليس فقط مونولوج محمود شكوكو بل شكوكو نفسه من التواجد، عبر (الميديا)، هل هناك من يجرؤ فى زمن عبدالناصر على مراجعتها؟

الكل كان يتقبل تلك المداعبات.. أكثر من ذلك، الشاعر عبدالوهاب محمد عندما كتب (حب إيه)، لم يكن لا هو ولا بليغ حمدى قد قررا منحها لأم كلثوم، الكلمات فى البداية كانت أقرب لبناء (المونولوج)، ورُشحت للغناء المونولوجست الشهيرة ثريا حلمى، ومع حماس أم كلثوم للغناء أخذت الأغنية منحى آخر، فى الكلمة واللحن. الكاتب الصحفى الكبير والزجال الراحل الأستاذ حسن إمام عمر قال لى إنه كان يكتب دائمًا على أغانى أم كلثوم كلمات ساخرة، وأحيانًا تحمل قدرًا من التجاوز.. الاتفاق بينه وبين أم كلثوم أن يُسمعها الكلمات، وألا تخرج أبدًا عن هذا النطاق، وأسمعنى بعضًا منها، وبالطبع لا يجوز نشرها؛ أولًا لأننى اتفقت معه، ثانيًا لأنه أيضًا لا يمكن تداولها على الملأ، قال لى الأستاذ حسن إن أغنية (القلب يعشق كل جميل) نظرًا لخصوصيتها الدينية هى الوحيدة التى لم يكتب عليها كلمات ساخرة.

الموسيقار محمد عبدالوهاب أيضًا كان مثل أم كلثوم لا يجد أى غضاضة فى أن يعيد مثلًا إسماعيل ياسين تقديم أغنيته العاطفية (يا وردة الحب الصافى) إلى (يا حلة العدس الدافى)، وهو ما يمكن أن تعتبره نوعًا من (البارودى) الساخر، الذى ينتقل إلى الوجه الآخر للحكاية، حتى القصائد لم تسلم من السخرية (لا تكذبى إنى رأيتكما معًا/ ودعى البكاء فلقد كرهت الأدمعا)، كلمات كامل الشناوى ولحن محمد عبدالوهاب صارت (لا تكذبى إنى رأيتكما معًا/ كنت بحسبك ملوخية/ لكن طلعتى مسقعة).

أغنية نجاة (بان عليا حبه من أول ما بان/ يا ما كنت بحلم والله بحبه من زمان)، كلمات صلاح جاهين، ولحن كمال الطويل، أعادتها سعاد مكاوى مع الاستعانة بالشاعر فتحى قورة الذى كتب بروح ساخرة (بان عليه حبه من أول ما بان/ يا ما كنت عايزة أتجوز والله من زمان)، حتى أغانينا الوطنية مثل (بلدى بلدى/ بلد الأحرار يا بلدى) كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين كمال الطويل، صارت المقدمة الغنائية للمسلسل الساخر الذى قدم مباشرة بعد هزيمة 67، بصوت فؤاد المهندس وشويكار ويوسف وهبى، وبتوجيه من الرئيس جمال عبدالناصر للإذاعة المصرية بالترفيه عن الناس (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنت بحسبك ملوخية كنت بحسبك ملوخية



GMT 10:10 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 10:08 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

لبنان... نتنياهو أخطر من شارون

GMT 10:05 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الأردن و«الإخوان»... «حكي القرايا وحكي السرايا»

GMT 09:59 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أوسلو... من الازدهار إلى الانهيار

GMT 09:57 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إيران ــ أميركا ــ أوروبا وإدارة الصراع

GMT 09:55 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

«الكلمة نور وبعض الكلمات قبور»

GMT 09:53 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

رؤية عربية للمتغير الرئاسي الأميركي

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon