توقيت القاهرة المحلي 06:32:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

راقصة بالحجاب!

  مصر اليوم -

راقصة بالحجاب

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

عندما كنا نعيش فى مجتمع يتقبل النكتة، ولا يحاكم الناس بمنطوق الكلمة أو الموقف ولكن بالمدلول والظلال، يدرك تماما الفارق بين المبنى والمعنى، ويتعامل مع الإطار الدلالى برحابة صدر واتساع أفق، كنا وجدانيًا أكثر سعادة، بينما الآن صارت الضحكة شحيحة، و(القفشة) قد تعرّض صاحبها إلى السجن، فقدنا المرونة فى التعاطى مع الكثير من جوانب الحياة.

شاهدت على (النت) لأول مرة فيلم (الفرسان الثلاثة)، بطولة إسماعيل ياسين، وتأليف أبوالسعود الإبيارى، وإخراج فطين عبدالوهاب، الفيلم عرض قبل 60 عاما، نبهنى إليه الكاتب الكبير أحمد الإبيارى، الشريط كلغة سينمائية أراه من أقل أعمال فطين عبدالوهاب إبداعا، يتكئ على الحوار العبقرى لأبو السعود الإبيارى، بينما الشاشة فقيرة، فطين أحد أهم أساطين الإخراج وأكثرهم ارتباطا بإسماعيل ياسين الذى قدم له السلسلة الأشهر: إسماعيل ياسين فى (الجيش) و(الطيران) و(الأسطول)، ناهيك عن (ابن حميدو) و(الآنسة حنفى)، وهو أيضا مخرج (إشاعة حب) وغيرها.

الرسالة التى يحملها (الفرسان الثلاثة) تكشف زيف الادعاءات الدينية.. وهكذا تبرز كثيرا السبحة التى تتدلى فى يد العديد من أبطال الفيلم، وخاصة إسماعيل ياسين بعد أن أصبحوا يقبّلون يده تبركًا.

المجلة التى يترأس تحريرها ترفع شعار الفضيلة وتريد تحجيب المجتمع وإغلاق كل أماكن اللهو، وترفع شعار شرعية ملابس المرأة، بينما لا يستطيع أن يجبر ابنته التى أدت دورها (رجاء الجداوى) على شىء، نراها ترتدى (الميكروجيب).

رئيس التحرير تبرأ من خالته لأنها تملك (كباريه)، نقطة التحول تنفجر عندما يتلقى إخطارا بموتها، وهو وريثها، هل سوف يظل متمسكا بمبادئ الفضيلة؟ يتحول فى لحظات من لعن خالته إلى الترحم عليها، فلقد تركت له (الكباريه) واشترطت حتى يحصل على الميراث أن يتولى إدارته، وهو يساوى 50 ألف جنيه، بلغة هذه الأيام 500 مليون جنيه.

يضعف أمام الإغراءات تباعًا ولا يغادر (البار)، ويتقدم للزواج من الراقصة بطلة الفرقة نعمت مختار، وفى موقف تالٍ يسأل: لماذا لا يجمع بين الرقص والحجاب؟ وهكذا يقدم استعراضًا ترتدى فيه الراقصات الحجاب، والمعنى واضح، يكشف زيف هؤلاء الذين بددوا طاقاتهم فى البحث عن شكل يرضى المجتمع، الناس قبل ستة عقود تقبّلت المشهد والرقابة لم تعترض، وكأنه يقول للزبائن: تريدون راقصة إنها أمامكم.. تريدون الزى الشرعى انظروا إنهن محجبات.

ولم تكشف الأحداث فقط تناقضات إسماعيل ياسين، ولكن الآخرين مثل صديقه عبدالسلام النابلسى، الذى جاء من القرية مدعيا الرغبة فى زيارة مساجد (آل البيت) والتبرك بها بينما وجهته الحقيقية الكباريه.

الرقابة المصرية لا يمكن أن تسمح بهذا الفيلم الآن، ولا أدين رئيس الرقابة، فهو يتحرك وفق ترسانة من القوانين تجبره على الانصياع لها، هناك جهات متعددة عليه أن يعود إليها قبل الموافقة، ورغم ذلك، فعندما تقتنع الدولة بضرورة أن يتحرر الخطاب الدينى، وجدنا نوعًا من الحماية لمسلسل مثل (فاتن أمل حربى)، الذى أفلت من قبضة المصادرة، استطاع أن يضع أمامه غطاء من حماية مزدوجة فقهية سعد الدين الهلالى وقانونية نهاد أبوقمصان.

هل نردد مع أم كلثوم (وعايزنا نرجع زى زمان/ قول للزمان ارجع يا زمان)، أم ننتزع من هؤلاء المتزمتين زماننا المفقود؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راقصة بالحجاب راقصة بالحجاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon