توقيت القاهرة المحلي 14:21:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات زائفة تملأ «النت»

  مصر اليوم -

حكايات زائفة تملأ «النت»

بقلم - طارق الشناوي

أصبح لدينا عدد ضخم جداً من المتخصصين في الترويج للأكاذيب، التي نتابعها بنهم عبر «اليوتيوب»، الغريب أن تلك الحكايات الزائفة، تصبح من فرط تداولها هي الحقيقة، التي لا تحتمل حتى مجرد المراجعة.

آخر ما قرأت أن فريد الأطرش بعد رحيل شقيقته أسمهان كلف صديقه الشاعر عبد العزيز سلام بأن يكتبَ أغنية رثاء، فكتب تلك الكلمات التي تقطر شجناً «يا واحشني رد عليَّ... إزيك سلامات».

عندما همَّ فريد بتسجيلها غلبته دموعه، فقرر على الفور إسنادها إلى محرم فؤاد.

ولم يتنبه أحد إلى أن أسمهان لاقت حتفها غرقاً، وهي في طريقها إلى شاطئ «رأس البر» عام 1944، والأغنية سجلها محرم فؤاد عام 1959، فريد الأطرش ظل حزيناً على رحيل أسمهان حتى وفاته 1974، وكانت وصيته لشقيقه الكبير فؤاد الأطرش أن يواري جسده التراب بجوارها، وبرغم أن الكثير من الوقائع، تؤكد أنها جريمة مدبرة لأحد أجهزة المخابرات البريطانية أو الألمانية، فإن فريد، لم يتقدم أبداً طوال حياته بطلب للتحقيق، من الواضح أن هناك من نصحه بعدم فتح هذا الملف أبداً.

حكاية أغنية «يا واحشني رد عليه» شيقة جداً، كما رواها لي مؤلفها الراحل عبد العزيز سلام، وهو يحتل المرتبة الأولى بين كل شعراء الأغنية الذين تغنى فريد الأطرش بكلماتهم، يأتي في المركز الثاني في العدد الشاعر مأمون الشناوي.

حكاية الأغنية بدأت كفكرة تجمع لأول مرة بين صوت عبد الحليم وموسيقى فريد الأطرش، بناء على رغبة عبد الحليم، الذي تحمس كعادته في البداية، واستمع للحن أكثر من مرة، وكان سعيداً أن أمنيته ستتحقق، وسوف يغني من ألحان فريد، ووجدها الاثنان فرصة ليعلنا للجميع أن ما بينهما هو الحب والتقدير والإعجاب.

وأن ما تروجه الصحافة، هي افتراءات لا أساس لها من الصحة، كلما اقترب موعد التنفيذ ابتعد عبد الحليم، وصار الوصول إليه مستحيلاً، ووصلت الرسالة إلى فريد، فقرر أن يرد على الصفعة بأقسى منها، كان وقتها محرم قد لعب بطولة فيلم «حسن ونعيمة» أمام سعاد حسني، وحقق نجاحاً جماهيريا بأغنيتي «رمش عينية» و«الحلوة داير شباكها» بتلحين محمد الموجي. وبدأت معركة أخرى على صفحات الجرائد تؤكد أن محرم يشكل خطراً على عبد الحليم، خاصة وأن محمد الموجي بسبب خلاف عابر مع عبد الحليم، توقف عن التلحين لرفيق عمره، وهكذا وجد فريد أن الفرصة صارت مهيأة تماماً للرد العملي، وأسند الأغنية إلى محرم فؤاد، ولم يكتف بهذا القدر، الأغنية رددها محرم بعد ذلك داخل أحداث فيلمه الثاني «سلاسل من حرير».

ظلت مع الزمن هناك مشروعات متعددة لا تكتمل أبداً بين فريد وعبد الحليم، وغالباً ما يبدأ حليم مناوشة فريد قائلاً: «نريد أن نلتقي»، وكالعادة يتحمس فريد وبراءة الأطفال في عينيه، وكالعادة أيضاً يهرب عبد الحليم في اللحظات الأخيرة.

سؤال كثيراً ما راودني عن سر تراجع عبد الحليم؟ الإجابة التي كان فريد الأطرش مقتنعاً بها أن الموسيقار محمد عبد الوهاب، لم يكن متحمساً للمشروع اقتصادياً، فهو شريك عبد الحليم في شركة الإنتاج «صوت الفن»، فريد كانت لديه قناعة أخرى، تؤكد أن عبد الوهاب أيضاً كان يوعز لأم كلثوم بعدم الغناء من ألحانه.

قائلاً إنها الغيرة الفنية، إلا أن هناك سبباً آخر أراه منطقياً، ألحان فريد التي يقدمها للمطربين تلمح في أدائها روح ونبرة أداء فريد، العديد من الألحان التي غناها له مطربون رجال، لم تحقق نجاحاً جماهيرياً لهذا السبب، غنى من ألحانه محمد رشدي وفهد بلان وكمال حسني وعبد اللطيف التلباني وغيرهم، وكثيراً ما تشعر أن اللحن مصنوع ليتألق أساساً بصوت فريد، حتى «يا واحشني رد عليَّ»، يوجد تسجيل نادر على العود بصوت فريد ستكتشف أن أفضل من غناها هو فريد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات زائفة تملأ «النت» حكايات زائفة تملأ «النت»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon