توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

براءة فؤاد والطبيب والنقيب وإدانة الجمهور!

  مصر اليوم -

براءة فؤاد والطبيب والنقيب وإدانة الجمهور

بقلم: طارق الشناوي

هل سيصبح اعتذار محمد فؤاد وفى أعقابه اعتذار نقيب الموسيقيين مصطفى كامل هما لقطات مشهد الختام لتلك الحكاية الملتوتة، وتوتة توتة، ومصارين البطن بتتعارك، ما جاتش علينا، ويا دار ما دخلك شر، ويا بخت من قدر وعفى، وقال يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين.

فؤاد أكد أن الطبيب ابن له أو كحد أدنى أخ صغير، وأن «السوشيال ميديا» هى التى تهرى عمال على بطال، وعلى هذا أصبح ما تم تداوله ولا يزال مجرد اجتهاد وشطحات خيال من المواطنين أنا وأنت والجيران مسؤولون عنه، ولا أساس له من الصحة، وليس له أى بصيص من الصحة، رغم أن الانفلات اللفظى والحركى كلنا تابعناه لقطة لقطة.

المصدر الرئيس لكل «الكليبات» التى ملأت ساحة الوسائط الاجتماعية فى الـ٧٢ ساعة الأخيرة، كان هو الطبيب وفؤاد ومن يشارك فى فريق كل منهما، كل طرف، كان هدفه تشويه الآخر، والمسارعة بتقديم شهادة ذات وجهين الأول لتبرئة ساحته والثانى لإدانة الآخر.

كيف انتقل هذا الحدث من الخاص إلى العام؟، ولكن قبل الإجابة، علينا أن نحاول أولا معرفة موقف نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، الذى كثيرًا ما أتابعه وهو يدير تلك المنظومة، وعلى مدى عامين وهو فى الكثير من المواقف هناك جزء من العشوائية.

فى البداية ابتعد تماما عن اتخاذ أى موقف، مؤكدا أن سلوك الفنان خارج الاستوديو أو خشبة المسرح لا شأن للنقابة به، رغم أن النقابات فى العالم كله لا تتنصل من مسؤوليتها تجاه أعضائها، حتى فى القضايا الجنائية البعيدة عن اختصاصها، تظل النقابة تتابع، حتى يصدر القضاء الحكم.

أول بيان منسوب للنقابة وعليه توقيع المتحدث الرسمى، وهذا يعنى أن النقيب راجعه ووافق عليه يؤكد أن تلك ليست مسؤولية النقابة، ثم فجأة اكتشف النقيب، الذى يصر بين الحين والآخر على أن يصدر للناس أنه ابن البلد، أكد أنه لم يكن يدرى حقيقة ما حدث، وعندما أيقن سارع لمؤازرة «ابن الحتة» محمد فؤاد، ونزع الجاكت والساعة والقميص وينهال ضربا على الطرف الآخر، بدون أن يدرك أى تفاصيل، ويظل فى المعركة ينهال بتوجيه اللكمات، ولا يتوقف إلا عندما يدرك أن هذا الموقف لن يستطيع تحمل تبعاته، يتراجع ١٨٠ درجة، وهكذا سارع النقيب بالاعتذار العلنى، ولم تكن الأولى ولن تصبح الأخيرة.

لا يمكن إدراك على وجه اليقين تفاصيل ما حدث فى المستشفى بين المطرب محمد فؤاد والطبيب، وهل حدث تطاول من فؤاد أم أن الطبيب هو الذى أشعل فتيل الأزمة، الأشرطة المتداولة لا يمكن أن تصبح هى الوثائق الوحيدة التى نرتكن إليها، لأننا نكتشف بعد قليل شريطا آخر يكذبها، كل الاحتمالات ممكنة، وعلينا جميعا أن نتحلى بالصبر، وننتظر الأيام وربما أيضا الساعات، وبرغم عبارات الحب التى بثها فؤاد للطبيب، فلا يعنى ذلك أن كل ما سيأتى منه هو مجرد إشادة وحب وتقدير، هناك دائرة وفريق عمل يقدم للسوشيال ميديا الجديد دائمًا، وليس بالضرورة أن يكون أحد أفراد كتيبة فؤاد أو تابعا للطبيب، ولا تنس أننا نعيش فى زمن كاميرا فى يد كل مواطن وهناك عشرات تابعوا الخناقة.

إلا أننى هنا أقرأ الحكاية من زاوية أخرى، هذا المطرب الكبير الذى كان منذ النصف الثانى فى ثمانينيات القرن الماضى، نجما للإيرادات فى السينما وعنوانا للغناء على المسرح، ثم فجأة انطفأ النور ومات الوهج، وحل بدلا منها أقوال وتجاوزات لا يمكن أن نتحملها من أى إنسان فما بالكم بفنان.

كثيرا ما أرى فؤاد ابن بلد، هو حريص على تصدير هذه الصورة الذهنية، إلا أنه يتجاهل أهم صفة فى أولاد البلد أنهم لا يدافعون عن باطل.

فؤاد سريع الانفعال، ولهذا يتطرف فى العديد من المواقف، وربما تنفلت منه كلمات غير مسؤولة، معتقدًا أنه فى خناقة داخل زقاق يتابعه الجميع ويجب أن يثبت لهم أنه يجيد كل أنواع الشتائم والحركات، والأمر ليس له علاقة بالتعليم ولكن بالثقافة.

كان إسماعيل ياسين لا يحمل حتى شهادة الابتدائية، إلا أننى عندما أتابع عددا من لقاءته التى احتفظت بها الميديا أكتشف أنه كان مثقفا، قرأت له بعض مقالات قصيرة بخط يده، وفى عز تراشقه مع زميله و«ابن كاره» المونولوجيست محمود شكوكو، أقامت إحدى الصحف مناظرة بينهما كثيرًا ما تجاوز شكوكو فى الهجوم على إسماعيل، بينما كانت ردود «سُمعة» لا تحمل أى خروج أو تطاول.

بين الحين والآخر، تخرج عبارات من فؤاد يعاقب عليها القانون، وتتناقض مواقفه، هاجم بضراوة أغانى المهرجانات، وذلك فى آخر حفل له «كاسيت ٩٠» بمدينة العلمين، رغم أنه قبل نحو ثلاث سنوات غنى مهرجانات وعندما عتب عليه وقتها الراحل حلمى بكر أطلق عليه زخات متلاحقة من الشتائم.

جزء من انفلات فؤاد فى السنوات الأخيرة سببه تراجعه على الساحتين الغنائية والسينمائية، مما يشعره بالضعف ويعوض ذلك بالألفاظ الزاعقة الجارحة.

بعد أن أصبح سقف طموحه حاليا أن يشارك فى حفل جماعى مع نجوم التسعينيات، ليس لديه شباك تذاكر ملحوظ، كمطرب منفرد، كما أنه سينمائيا توقف الرهان عليه، قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، رغم أنه كان ولا يزال يعتقد أنه السر الحقيقى للانقلاب الرقمى الذى أحدثه فيلم «إسماعيلية رايح جاى»، وليس محمد هنيدى وتلك عقدة أخرى!.

هل ستستفيد كل الأطراف من تداعيات تلك الواقعة، أتمنى وإن كنت أيضا أشك أن هناك من لديه رغبة حقيقية فى التعلم أو المراجعة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

براءة فؤاد والطبيب والنقيب وإدانة الجمهور براءة فؤاد والطبيب والنقيب وإدانة الجمهور



GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon